تبدأ قناة Mtv مساء غد الأحد بعرض برنامج "عاطل عن الحرية" عند التاسعة إلا ربعاً، من تقديم سمير يوسف، والمنتج المنفذ بدرو غانم، ومن إخراج عبدو النجار.
"عاطل عن الحرية" وثائقي درامي يجول على السجون اللبنانية حيث يحاور مقدم البرنامج في كل حلقة مسجوناً يروي سيرته منذ الولادة ولغاية اليوم.
موقع "الفن"إلتقى سمير وبدرو وعبدو وكان الحوار الآتي.
كيف ولدت فكرة برنامج "عاطل عن الحرية"؟
سمير : أردنا أن نقدم برنامجاً جديداً عبر شاشة Mtv، وبدأنا العمل على فكرة الدخول إلى سجن رومية فإستطعت أن أحصل على إذن خاص من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومن مدعي عام التمييز "في procedure طويلة أخدت شي 3 أشهر تحضير وأوراق وأذونات" ، حصلنا على الإذن بشرط أن تُعرَض هذه المادة على شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي قبل بثّها ليروا إن كنا صادقين فعلاً فيما نفعله أو أننا نعرض صورة سيئة عن المساجين أو عن السجن أو عن قوى الأمن أو شيئاً مضراً بالسلم الأهلي.
حصلنا على إذن الدخول وهنا بدأنا بزياراتنا إلى سجن رومية ومقابلة المساجين وبدأنا نجري نوعاً من "كاستينغ" يعني أنني ألتقي بالمحكوم، وأقول محكوماً لأننا نُظهِر على التلفزيون كل شخص حُكِم عليه وأقفل ملفه "يعني خلص هيدا بيقولوا 20 سنة أشغال شاقة أو إعدام ، أو 15 سنة، مش إنو بعدو ملفو مفتوح ميشان هيك بيحقلنا نطلعوا عالتلفزيون، في منن بيحبوا يبينوا وجههم ومنهم ما بيبينوا وجههم".
هل يمكنك أن تختار أي سجين أم أنك مقيّد بإختيار سجناء معينين؟
سمير : السجين يجب أن يعرف كيف يخبر قصته "عندو شي يقولو ، ندمان عللي عملو ويعترف باللي عملو" ، والذين يرتكبون جرائم يكون لديهم نوع من كاريزما تجعلهم يتكلمون جيداً ويخبرون قصصاً بشكل جيد جداً، "يمكن كتير ناس يقولولنا إنو عم بيخبروا خبرية هني مخترعينا"، نحن نعود ونلجأ للحكم القضائي حيث حُكِم عليه من القضاء اللبناني "بيحطوا شي إسمو "في الوقائع" يعني "إذا أحد المساجين كان يقول "أنا فتت وقوّصت مرتي بهالطريقة" نثبتها نحن بالحكم القضائي فإما يكون الأمر صحيحاً أو يكون "عم يعمل الخبرية لصالحو" ، والضيوف في البرنامج ، إن كان مدعي عام التمييز ، وزير عدل ، أشخاصاً حقوقيين ، معالجين نفسيين أو حتى فنانين ، يحللون هذه الشخصية "وإنو ليش وصلت ت ترتكب جريمة".
لماذا "عاطل عن الحرية" وما الهدف منه؟
بدرو : في كل حلقة نجد هدفاً للبرنامج، المساجين كلهم يخبرون قصة حياتهم منذ صغرهم وجميعهم يقولون إنهم تركوا المدرسة باكراً وهنا إكتشفنا أن كل السجناء لم يكملوا تعليمهم وهذه رسالة إجتماعية ، وهناك من يقول من المساجين إنه تربى في بيئة فقيرة وهذه رسالة إقتصادية ، وآخر يقول "ربيت بمنطقة ما واصلا كهربا أو مي ، ويللي عم يضرب مرتو ، نحنا حكينا مع سجين قاتل مرتو وعشيقا واما وخيّا"، كل حالة لديها رسالة.
هناك 70 في المئة من السجناء من المدمنين على المخدرات ، كم حالة ستختارون من بينهم ، "ورح تقدروا توصلوا الرسالة انو المدمن قاعد مع التاجر والسارق وعم يتعلم التجارة واللواط وكل هذه الأمور"؟
بدرو : أشرت إلى موضوع مهم جداً ، برنامجنا ليس عن السجون في لبنان "ما النا علاقة بوضعها وشو ازمتها وشو مشكلتها مع الدولة" ، برنامجنا إنساني وجداني ، كيف تربى هذا السجين وفي أي ظرف ومنطقة ودين ومن هم أهله، هذا هو الجديد في البرنامج .
سمير : في كل حلقة يقدم الأشخاص المشاركون حلولاً للسجن ، نتحدث عن الإكتظاظ بالسجون مثلاً الوزير مروان شربل يقترح حلاً ، أو مشاريع قاموا بها ، أو جمعية تساعد هذا السجين الذي تعلم الرسم والموسيقى داخل السجن ، "يعني مش بس حاطينو بإطار إنو نحنا عم نخبر قصة".
أنا دخلت السجون في لبنان ووجدت أنها لا تحوي اصلاحية ، ألن تحاولوا أن تجدوا حلاً للسجين بحيث عندما يخرج من السجن يصبح إنساناً صالحاً وعاملاً منتجاً في المجتمع ؟
سمير : هيدا الأمر سنتناوله في كل حلقة.
بدرو : مسجون لديه حلم معين سنحققه له ، مسجون لديه طلب معين نحاول أن ننفذه له بقدر ما نستطيع نحن كوسيلة إعلامية لاننا بالنهاية لسنا دولة أو مؤسسة، نحن سنطرح المشكلة ونطلب من الذي لديه حلاً أن يقوله لنا .
وبالنسبة للمساجين السياسيين؟
بدرو : لا ، ممنوع .
سمير : لا ، "نحنا ما فينا".
كيف ستعرفون إذا كان المحكوم سجيناً سياسياً أم لا؟
بدرو : من ملفه، منذ جلوسنا معه نسأله "ما هو جرمك؟ "إذا جرمو سرقة قتل OK".
ممكن أن يكون سجيناً سياسياً وتهمته سرقة
"بس ما يكون في إلا حبكة سياسية معينة منفضّل لا" ، لانو دايما المسجون اللي إلو علاقة ملفّو بالسياسة بيقدر يتخبا ورا زواريب كتيرة".
لماذا اخترتم سمير يوسف لتقديم هذا البرنامج؟
بدرو : "أوّل شي كاريزما كتير منيحة" ، شكلاً أفضَل ، هو أساس الفكرة "اللّب تبعها ، مش قاسمين بيني وبينو" ، أعددنا البرنامج لأنه يشبهنا أنا وسمير ، يشبهه هو كمقدّم ويشبهني أنا كعمل إداري وتقنيات وككتابة وإلخ..
سمير : هذه ليست أول تجربة لي ، لدي تجارب سابقة في الأفلام الوثائقية "عملت documentaire عن عمر الزعني أخد جائزة وعن رئيف خوري" ، تخصصت في المسرح وعملت كثيراً في شق الأبحاث والإجتماعيات ، لماذا أنا ؟ لأنني صاحب الفكرة ، "طبخنا الفكرة كلها سوا أنا وبدرو ، بس تخترعي مسرحية ما حدا رح يقدر يوصلك ياها إلا انتِ ، يعني انا ما فيني اعمل برنامج وفوت عالحبس وجيب اذونات وخلليهن يعملوا كاستينغ للسجنا ويطلع credit لحدا تاني".
نتكلّم عن المسرح ، هل ستقدمون إعادة تمثيل للجريمة ومن سيمثّل فيها ؟
سمير : عندما فكّرنا بإعادة مشاهد تمثيل الجريمة أهم شيء فكرنا به هو "إنو مش نرجع نفرجي الدم ويرجعوا اهل الضحايا يتأثروا ، يشوفوا مشاهد artistic يعني يمكن بس يحكي انو انا شِلت وقوّصتها يمكن نعملها بغير طريقة" . إقترحت على بدرو ، الى جانب اننا ندخل إلى السجون ، ان نختار ممثلين غير مشهورين أي من الناس المتواجدين في الشارع ونركز على ادارة التمثيل.
هل درستما الإخراج لتقوما بإدارة ممثلين؟
بدرو : سمير نعم ولكن أنا لا ، وهذا تحدّ لانني دائماً أقول "ما في شي ما بقدر أعملو ونفس الشي سمير".
يعني أنكم ستخلقون ممثلين جدداً؟
صحيح .
أليس هذا عمل المخرج عبدو نجار؟
سمير : إدارة الممثلين لي لأنني أرى كيف ستذهب القصة ، "عبدو أكتر cadrage اضاءة ..منقلو نحنا مثلا "بدنا هيدا الزلمي عم يضرب مرتو بيقرر عبدو انو ياخدا مثلا من تحت الطاولة أو من فوق الطاولة"، لاننا نتعامل مع أشخاص ليسوا ممثلين بالأساس.
من يكتب السيناريو؟
بدرو : أنا وسمير .
عبدو : في إعادة التمثيل سيكون هناك صورة على صوت الشخص المجرم الذي أجرينا معه المقابلة في السجن.
بدرو : السجين هو الراوي يخبر قصته ويكون هناك مشاهد تجسد كلامه.
إلى أي مدى يحتاج البرنامج إلى دراما وإضاءة وصوت ومؤثرات ليؤثر بالناس ولتصل رسالة بدرو وسمير ؟
عبدو : هناك شغل كثير على الاضاءة والصورة لكي يستطيع المُشاهد أن يرى "الوجه المنيح بالشخص والوجه اللي مش منيح" ، نحن نعلم ان في وجه كل انسان خيراً وشراً "اذا تطلعتي بالميلة المعتمة بتقشعي الشر ، واذا تطلعتي بالميلة المضواية بتقشعي الخير اللي فيه" ، حاولنا أن نعمل على الاضاءة مع الاشخاص الذين لديهم جرم قوي جداً لنُبيّن الخير والشر فيهم" ، اضافة للهالة الموجودة بكل شخص حيث عملنا على "الباك لايت يكون كتير قوي يبيّن قدي في ضو من ورا على وجه هالشخص اللي بيعكس الوج الحلو يللي بيوحي بالقداسة ، بيرسموا دايماً ع صور القديسين متل دائرة من ورا هي الهالة اللي نحنا منستعمل الباك لايت تنفرجيها بالصورة".
كم من الوقت تتطلب الحلقة الواحدة؟
بدرو : الكثير، منذ عام في مثل هذه الايام بدأنا نعمل على الاذونات.
إذا واجهتم ضغوطات تمنعكم من عرض حلقة معينة كيف تتصرفون؟
سمير : قوى الأمن شاهدوا حلقة ستهز الرأي العام كنا سنعرضها من دون وجهة نظر أهل الضحايا وقالوا لي ان هذه الحلقة "ما بتنعرض لانو رح تعمل مشاكل ، يا بتجيب اهل الضحايا بتحطن بالحلقة بيحكوا او هيدي الحلقة ما فينا نعرضلك ياها" ، فأحضرنا أهل الضحايا وصوّرنا معهم ووجدنا أن وجهة نظرهم صحيحة جداً لاننا اذا عرضنا فقط وجهة نظر السجين لكيفة قتله الاشخاص الاربعة من دون وجهة نظر اهالي الضحايا "رح تعمل مشكلة او بلبلة" ، نتعاون قدر الإمكان مع القوى الامنية ومع شعبة العلاقات العامة لتظهر هذه الحلقة بطريقة "الناس ما تقول انو نحنا عم نستغل السجنا واهل الضحايا والجرح الكبير تبعُن" ، نحاول أن نكون على مسافة واحدة من كل الأشخاص ليستطيع البرنامج أن يوصل رسالته.
الهدف الاساسي من هذا البرنامج هو أن نقدّم 13 أو 26 حلقة وننطلق في برنامج آخر وأفضَل "مش نضل نِلعي بنفس الفكرة ، نحنا عم نعمل برنامج تلفزيوني مش تنطلّع مصاري".
ليس لجني المال ولا للشهرة؟
بدرو : "ولا للشهرة".
سمير : أنا بصراحة سعيد جداً بأن المشاهدين سيتعرفون علينا وعلى عملنا وأسمائنا وهذا حقنا ، هذا طموح لنا ان نتطوّر "مش انو نحنا جيعانين شهرة، رح تشوفي بكل مرور لالي بهالبرنامج انو مبَرر والو معنى "مني داحِش حالي بالكادر تبَيّن".
ما هي الصعوبات التي واجهتموها؟
سمير: لها علاقة بالوقت، عندما تقومين بإعداد برنامج تلفزيوني يجب أن يكون ذا نوعية جيدة مثل ما نحن نقوم به، ونحن نصور بـ hd full ولم نستعمل كاميرا عادية ، فعندما يشاهد الناس البرنامج سيعرفون أن الإضاءة مختلفة ومتقنة وكذلك الأمر بالنسبة للصورة والمونتاج والتفاصيل جميعها.
بدرو: سوف أعطيك مثالاً على مسألة الوقت، ذات مرة جلسنا مع سجين فأخضعناه لتجربة أداء واستغرقنا الأمر النهار بكامله وشعرنا أن الموضوع مهم وأن روايته صحيحة وحين خرجنا واطلعنا على ملفه القضائي اكتشفنا أن ما رواه لنا ما كان إلا كذباً بكذب، فأضعنا بذلك يوماً كاملاً وهذه من الصعوبات التي واجهناها كثيراً أي أن نكون قد درسنا ملف سجين واستقصينا عنه وفي النهاية نكتشف أن حديثه برمته كان كذباً وتلفيقاُ فبذلك يذهب تعبنا هدراً لأننا لن نسمح بأن نبث مقابلة مع سجين يكذب وهو في الحقيقة مرتكب لجريمة فعلاً، وهناك اختلاف في المسافة الجغرافية بين سجن وآخر أي أن سجن النساء موجود في بعبدا بينما سجن الرجال موجود في رومية، وهذه المسألة كانت متعبة بالنسبة إلينا.
"عاطل عن الحرية" بتصوري هل يعني أن هناك من يستحق الحرية ولكنه لا يحصل عليها؟
بدرو: الذين حاورناهم وسلطنا الضوء على مشاكلهم والذين حاورهم سمير كلهم نادمون، وهناك مسجون أصبح يحب السجن، وآخر اكتشف موهبته في السجن، وهناك سجين اكتشف الله في السجن، ومساجين ممتنين لكونهم في السجن، "مش مزبوط انو كل السجنا متضايقين بسجن رومية وهيدي رح تبيّن بالحلقات" ، بعض السجناء سعيدون لكونهم موجودين في سجن رومية، وهناك عامل ايجابي سهل علينا عملنا، "كنا متوقعين لهالدرجة بس عن جد كتير ومش تبييض وج اسم mtv يعني هالقدي بيوحي بالثقة للناس بيعرفوا انو نحنا مش طالعين نبهدل الدولة ونحكي عن السجون"، وحتى السجناء عندما يعرفون أننا إعلاميون يقولون لنا "ما بدنا نحكي بس نقلن MTV يقولوا إي منحكي".
لماذا لم تختاروا ممثلين مشهورين؟
بدرو: في البداية كنا عازمين على اختيار ممثلين مشهورين لدينا علاقات جيدة معهم إن كان سمير أو أنا، ولكن ان تستضيفي فناناً مشهوراً ويقضي يوما بأكمله ولا يوجد لدينا المال الكافي لندفع له أو قد يكون مرتبطاً بسفر أو تصوير، ومن الفنانين من هم من الفئة الأولى أو الثانية قد لا يقبلون تمثيل دور المجرم.
سمير: لأن صاحب العلاقة هو من يروي قصته ولا أريد أن يظن المشاهدون أن القصة مفبركة وليست حقيقية، ما يهمنا أن تكون القصة حقيقية وأن يتواجد صاحب العلاقة هنا، لذلك أفضل أن أقوم بالتعاون في التمثيل مع هواة، "انو ما يفكروا انو هيدي تمثيلية وحدا مخترعها، هيدي قصة حقيقية صارت مع هالشخص الالي رح يطلع بهالحلقة".
ما هي مدة الحلقة ومتى سيعرض البرنامج؟
بدرو: مدة الحلقة 45 دقيقة تقريباً وسيعرض كل يوم أحد بعد الأخبار، والموسم الأول مكون من 13 حلقة وهناك حلقة خاصة بعيد الميلاد المجيد وهو برنامج يحوي نساء ورجالاً وأحداثاً يقل عمرهم عن 18 سنة والحالات مختلفة تماما، ولا يوجد أكثر من 2 الى 3 تجار مخدرات أو قتل أو سرقة.
سمير: ولأول مرة سيشاهد الناس سجناء يخبرون كيفية تخطيطهم للهروب من السجن، هروب من سجن زحلة، وهروب من سجن بعبدا للنساء.