تحت رعاية مقاطعة بسيلكاتا ومحافظة بوتنزا و بلدية فينوسا في ايطاليا، وضمن المبادرة التي دعت اليها ادارة غاليري بورتا، افتتح المعرض الشخصي الثاني عشر للفنانة الفلسطينية ريما المزين بعنوان (الحضور والغياب) يقام في 2 الى 9 آباغسطس، في القاعة (جوسولوا) الموجودة داخل قلعة (بيرو دل بالسو) وهي المتحف الثقافي لمدينة فينوسا.

و التي ترجع الى القرن السادس عشر.
افتتح المعرض في تمام الساعة السادسة مساء، وسط حضور كبير من الهيئات الحكومية التي تمثل المقاطعة ومساعدة رئيس البلدية والمنظمين للمعرض.

وعقب انتهاء الافتتاح عقد مؤتمر صحفي مفتوح للحوار مع الفنانة ريما المزين بقاعة المؤتمرات الموجودة في المتحف، يدار النقاش من قبل: المستشارة الثقافية ماريا كارميلا والدكتور أنيلو ارتيكو والدكتورة والناقدة الفنية فيوريلا فيوري والدكتورة والناقدة الفنية سونيا جيمونا، والمخرج الاردني عاهد عبابنه.

واشار د. أنيلو المنظم للمعرض في كلمته، إلى أن اقامة هذا المعرض في هذا الوقت الذي تتصاعد فيه الاحداث في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة، هو شكل من اشكال تضامن الشعب الايطالي مع القضية الفلسطينية، وان ريما فنانة مميزة لها اسلوب فني عظيم، تؤمن بان الفن مقاومة، تضامن، سلاح، تدافع فيه عن قضية شعبها العادلة.

وصفت المستشارة الثقافية ماريا، في كلمتها، التي بدت متأثرة ما يحدث من مجازر ضد المدينين في قطاع غزة بالمجازر البشعة و المتعمدة من قبل اسرائيل، وفي نهاية كلمتها ، لفتت الى عقد اجتماع يوم الاثنين الموافق فيه 4/اغسطس/2014، للمجلس البلدي، حول اصدار كتاب رسمي من البلدية يشير الى (اسرائيل دولة ارهابية)، وبهذا ستكون (بلدية فينوسا) اول هيئة حكومية على مستوى ايطاليا تعلن ذلك .
ويشكل اصدار هذا القرار، مبادرة ينضم لها اكبر عدد من البلديات في ايطاليا، حتى يضغطوا بدورهم على البرلمان الايطالي، في ان يعلن موقفا سياسياً رسمياً رافضاً لجرائم الحرب والعدوان الارهابي، بحق الشعب الفلسطيني.
هذا وتجدر الإشارة إلى حضور لجنة من اطباء النفس الذين اثاروا قضية انعكاس والاثار النفسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وتحديدا الاطفال، تحت القصف وويلات الحرب، اضافة الى حضور الفنان الارجنتيني الاصل (غوستفو كوستنزو) وهو من اشد المتضامين مع القضية الفلسطينة حيث عاش لمدة 14 عام في الضفة الغربية ، وسرد بعضاً من مشاهد تجربته في مخيم جنين ابان قصف المخيم في عام 2002، وفضح بشاعة الاحتلال الاسرائيلي والانتهاكات الانسانية التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني، وعن فكرة المعرض، تقول الفنانة ريما:

ثنائية الروح والجسد ..... الخير والشر ،،، القبح والجمال ،،،الحضور والغياب ....هي شكل من اشكال الفلسفة الانسانية على مر العصور ...استقيت الفكرة من قرءاتي لكتب النقد المسرحي والفلسفة المعرفية للفيلسوف جاك ديريدا، ففي العمل المسرحي يمثل الحضور الجانب الواقعي والمادي، بما هو حسي ندركه بحواسنا نراه رؤية العين، بينما يمثل الغياب الجانب المعنوي لاشياء نفكر فيها بعقولنا ونحسها بعواطفنا ...
على هذه الفكرة بنيت موضوع اعمالي، استحضار الحضور في الغياب، في حياتنا العادية نشتاق لاشخاص رحلوا عن عالمنا الحسي المادي، ولكن يأبى عقلنا الباطن إلا ان يستحضرهم من خلال اشياء تدل عليهم ... مثل ملابسهم، أغراضهم الشخصية، والتي بدورها توقد داخلنا الحنين لهم، وياخذ عقلنا برسم صور من ذكريات تقاسمناها معهم ...

واليوم ونحن اما هذا الكم الكبير من الموت، ترى الامهات تحن لاطفالها، الذين استشهدوا من جراء القصف والحرب والقتل والارهاب، وهذا ماترجمته في لوحات (الشهيد ،الربيع مرُ من هنا، بين السماء والارض، اطفال الحرب، لا تقتلوا طفولتهم).

المفردة الشكلية (تعليقة الملابس) هي العنصر البنائي أو الوحدة البنائية لنسيج اللوحة، ضمن توظيف قيم فنية اغنت التكوين مثل: التكرار والتراكب، الشفافية، التجاور . كما وتختلف في كل مرة المعالجة التشكيلية والرمزية لهذه المفردة، كي اقدم عبر كل عمل حالة شعورية وانسانية مختلفة.

وفي بعض الاحيان استوحيت اسماء بعض اللوحات وفكرتها من مفردة (تعليقات الملابس) مثل: شماعة اخطاءنا، احلام معلقة، تعلق قلبي ب ...؟؟؟

تضمن المعرض: 21 لوحة فنية وثلاثة افلام في مجال الفيديو ارت هم (كانوا هنا ، وقود الحرب، شرانق الحرية) و عرض فيلم (سلايد شو) بعنوان: أوقفوا قصف غزة اضافة الى عمل انستلاشن التركيب بالفراغ بعنوان (حبل غسيل من فلسطين) اضافة الى صور ديجيتال اخذت من الانترنت عن احداث غزة بشهر حزيران 2014.


اندرجت اللوحات تحت العناوين التالية :
الشهيد، الانقسام الفلسطيني، مجموعة اطفال الحرب، الفئران تأكل المحصول على الطريق، مثنى وثلاث ورباع، الربيع مرً من هنا، احلام معلقة، انتظار، شهداء عائلة بكر، شهداء عائلة شحيبر.

تجدر الاشارة ان اغلب اعمال معرض (الحضور والغياب) رسمت في شهر مارس وابريل من عام 2014، والباقي رسم في اواخر شهر يونيه من نفس العام، لكنها جميعها كانت تحاكي الاحداث الاخيرة في فلسطين من مجازر وعدوان بحق الشعب الفلسطيني.


تشير ريما في هذا السياق: إاى ان قضية شعبها الفلسطيني حاضرة دائما في اعمالها الفنية، وان قضية اطفال الحروب قضية انسانية، تحرص في كل عام ان تقدمها من خلال اعمالها الفنية في المجالات كافة، لذلك كانت أعمالها حاضرة لتعبر عن قسوة الاحتلال في وطنها فلسطين، وعن ما يحدث من دمار وحروب في العراق وسوريا ولبنان وافريقيا وليبيا واليمن.
هذا وسوف ينقل المعرض لثلاث بلديات في ايطاليا.