إنها صحافية صاحبة قلم نظيف، وممثلة موهوبة بالفطرة، وكاتبة تجرفك معها في قلم يحول الورق الى لحم ودم.
وهي ام وزوجة ايضاً وهذا الاهم. نجحت في كل المجالات التي عملت بها ، انها ندى عماد خليل ابنة رسام الكاريكاتير الشهير ملحم عماد، وابنة مجلة نادين العريقة. موقع "الفن" التقاها في لقاء حول عملها المنتظر "العناق الأخير" ومواضيع أخرى متشعبة.
ندى عماد خليل ما الذي أخذك من الصحافة المكتوبة الى الكتابة التلفزيونية؟
أنا محامية قبل بدايتي في مجال الصحافة الفنية ،عملت لمدة 7 سنوات في مكتب المحامي رفيق غانم شقيق غالب غانم الرئيس السابق لمجلس القضاء الاعلى، "درست حقوق من بعد ما تزوجت وكبرو شوي ولادي".
بالعودة الى الصحافة انا بدأت بعمر 16 السنة واول مقال كتبته كان عن متحف جبران خليل جبران في بشري، وكنت انشر مقالاتي باكثر من جريدة كوني ابنة رسام الكاريكاتير ملحم عماد، فهو يعمل في هذه المهنة من ستين عاماً، وتنقل تقريبا من خلال عمله في اغلب الجرائد اللبنانية، وانا من صغري ارافقه الى مكتبه واتنقل معه من جريدة الى اخرى "فيك تقول اني تربيت باروقة الصحافة ومن هون بدأ حبي لمهنة المتاعب".
افهم منك انك تركت المحاماة وتوجهت للصحافة؟
صحيح الامور جرفتني واخذتني الصحافة الى بحرها الواسع، ومن ثم جرفني الوسط الفني بتياره وقدمت اول ادواري كما اذكر في مسرحية الراحل ابراهيم مرعشلي "باي باي يا وطن"، وشاركت بالعديد من المسلسلات "مش رح خبرك اياهن حتى ما تقللي كثير قديمة".
كان آخرها شوارع الذل؟
احب عبر موقعكم ان اشكر المنتج ايلي معلوف الذي اعادني لاقف امام الكاميرا ولو حتى في ادوار صغيرة، فانا صورت معه مسلسل "شوارع الذل"، "وداعاً" و"عندما يبكي التراب" ، وأخيراً شاركت في مسلسل "ياسمينا" وسيعرض قريبا على شاشة الـlbci.
من الصحافة الى التمثيل الى الكتابة وانت الآن بصدد تقديم "العناق الأخير" وهو ليس الاول ولن يكون الاخير في مجال الكتابة؟
انا شغوفة في الكتابة، من يحب القلم ويجعله رفيقه الدائم فهو حتما لا يستطيع الابتعاد عنه. في العام 2005 قدمت مسلسل "بين السما والارض" مع المخرج زيناردي حبيس، والان انا عائدة للكتابة بقوة، ومعظم وقتي اقضيه في الكتابة طبعا من دون ان اهمل واجبي كصحافية في مجلة نادين،والان بين يدي مسلسل "الطريق" مع مطانيوس ابي حاتم وليليان بستاني، وهو دراما اجتماعية، ومسلسل كوميدي من ثلاثين حلقة اقتربت من انهائه. كما هناك فيلم سينمائي سوري من بطولة الممثلة السورية ديما بياعة، بالاضافة طبعا "العناق الاخير" الذي اقوم بكتابة السيناريو والحوار له.
كصحافية وككاتبة كيف ترين الدراما المحلية؟
مشكلتي انني عنصرية جدا للدراما اللبنانية، بالطبع هناك اعمال عربية ناجحة جداً واعمال وسط واعمال فاشلة واعمال دون المستوى المطلوب ، ولكن في المقابل لا نستطيع انكار الظروف الصعبة الموجودة التي تولد منها الدراما المحلية في ظل غياب دعم الدولة وقيام الانتاج على صعيد خاص. ومن ناحية ثانية لا يمكننا ان ننتقد كل الاعمال التي يتم تقديمها اليوم على الشاشات، فهناك كتاب ترفع لهم القبعات وكتاب يمرون مرور الكرام من دون ان يسددوا ولو هدفاً واحداً في مرمى الدراما،" بالنهاية في غربال بدو يغربل وبالنتيجة ما رح يصح الا الصحيح".
سأعود معك لمسلسل "العناق الاخير" ، هو مستوحى من رواية للكاتب اميل منذر، ما الفرق بين ان تكتب القصة والسيناريو والحوار، وعندما تقومين فقط بكتابة السيناريو والحوار لقصة لست انت كاتبتها؟
لا بد ان اوضح لك نقطة مهمة، انا في مسلسل "العناق الاخير" استوحيت من القصة الاساسية لاميل منذر ومنها انطلقت واضفت شخصيات ومحاور جديدة. كنت املك حرية التصرف بالاطار الذي لا تتغير فيه حيثيات القصة الرئيسية ، وكنت قادرة على فتح ابواب جديدة اضع فيها من ذاتي ككاتبة ، بالعودة الى سؤالك طبعا هناك صعوبة ان تنفذ سيناريو وحوار لقصة لست انت كاتبها ، وانا لا اقبل ان اكتب سيناريو وحوار "عالعمياني" ،لا تستطيع ضبط غرور الكاتب .
هل ستكونين فقط كاتبة ام انك ممثلة ايضا في العمل؟
في البداية لا بد ان اذكر بما انني الكاتبة فهذا يعني انني عشت في الشخصيات التي كتبتها خصوصا النسائية منها، عشت متعة وعذاب وفرح وحزن هذه الشخصيات، فالكاتب يعيش الحالات التي يكتبها وياخذها في بعض الاحيان من الورق الى حياته الطبيعية فتصبح ولوقت قصير من لحم ودم،وانا بالطبع ساجسد دور واحدة من هذه السيدات.
بمن انت متأثرة من الكتاب؟
ممكن ان أكون متاثرة بالكاتب بشكري انيس فاخوري، ايام "نساء في العاصفة" و"العاصفة تحب مرتين". كنت اقوم بتسجيل الحلقات على الفيديو واعود وافرغ النص واكتب السيناريو والحوار على الورق ،لأرى حجم المشهد وكيف يتم تقسيمه وكيف يمر ومتى يتم قطعه للانتقال الى مشهد اخر. "كنت صغيري كتير وبس كنت حس بمتعة كبيرة انا وعم فرّغ الحلقات". هنا اود ان اذكر ان الاستاذ فاخوري قرأ البعض من نصوصي ومنها "العناق الاخير" واشاد بتقنيتي العالية في الكتابة "ما فيني خبرك كيف صار قلبي يرقص بضلوعي بس قللي هالشي".
من سيتولى اخراج "العناق الاخير" وانتاجه ومن هم ابطاله؟
دعني اترك كل هذه الامور مفاجاة لك وللجمهور، وبالطبع انت اول من سيعلم بهذه التفاصيل، اندريه انت اخ وصديق انا لدي ضعف تجاهك انت وهلا المر بموت فيها.
الانتاج اللبناني بالرغم من النجاح الذي يحققه مؤخراً الا انه لا يزال يتعرض لبعض الانتقادات، مبالغة في التمثيل والماكياج، ممثلات في المستشفيات على آخر طرز،وتسلسل احداث غير منطقي ، انت كيف ترين الانتاج المحلي؟
في بعض الاحيان النقد يكون دقيقاً وصحيحاً ومبنياً على المنطق ، وهناك نقد لمجرد النقد وهذا لا يهمني. صحيح ما قلته في سؤالك ونحن كلنا نرى تلك الامور وننتقدها، يقابلها اعمال رائعة وخالية تقريباً من الاخطاء. واذا اردت الحديث عن الكتابة فهناك للاسف الكثير من الاخطاء "مش مين ما مسك قلم صار كاتب" لست اقول انني افضل من غيري واتمنى ان لا يُفهم كلامي بطريقة خاطئة، فهناك في المقابل اشخاص لا تحب اسلوب كتابتي ولا تحترم قلمي وهذا حقهم. ولكن اليوم البعض اخذ الكتابة من ناحية تجارية "يلا نحن منكتب والمنتج بينتج وببيع ومنقبض مصاري" لا احد يستطيع ان يصنع الكاتب هو يولد والقلم بيده وفكره جاهز للابتكار كالتمثيل تماما هناك ممثلون وممثلات يمتلكون شهادات في التمثيل ولكنهم يفتقرون للموهبة وهناك ممثلون وممثلات يمتلكون الموهبة بالفطرة.
أي أعمال تابعت في شهر رمضان وكيف رأيتها؟
للصراحة في رمضان هذا العام افتقدنا للاعمال الكبيرة التي تم عرضها في رمضان الماضي. لم نشاهد مسلسل يضاهي "سنعود بعد قليل" للكبير دريد لحام الذي تابعناه في رمضان الماضي، الاعمال في السنة الماضية كانت اقوى واجمل. تابعت مسلسل "لو" نادين نسيب نجيم وعابد فهد ويوسف الخال "تريو" ناجح جداً، وتابعت ايضاً "عشرة عبيد صغار" فانا احببته بالرغم من النقد الذي طاله ، وتابعت مسلسل "اتهام" لميريام فارس، انه مسلسل جميل جذب المشاهد طوال الشهر الفضيل.
ندى عماد خليل نحن بانتظار عملك الجديد "العناق الاخير" ونتمنى له كل النجاح.
هذا العمل هو هديتي للجيش اللبناني، سنشاهد في المسلسل تجارب عديدة مرة وحلوة يعيشها الجندي في يومياته وانا سعيدة جداً بتحقيق هذا الانجاز، نزلت على الارض بناء على اذن مسبق لاستطيع نقل التفاصيل الصغيرة والدقيقة التي يعيشونها ، وعلى صعيد شخصي املك ضعفاً كبيراً تجاه هذه المؤسسة الوطنية العريقة، عندما ارى جندياً لبنانياً ارى النور منبعثاً من وجهه، لا يسعني الا ان ابتسم له والقاء التحية عليه "الله يحمي الجيش".