كان اللقاء في الأمسية الثالثة من مهرجان بيت الدين مختلفاً، إن من حيث الجو أو من حيث مكان الاحتفال ، إلا أن الابداع يبقى يجمع سهرات هذا المهرجان العريق.


وبعد اطلاع الجمهور واستمتاعه بمعرض الرسومات والتحف الأثرية الفنية داخل القصر العملاق الذي يشهد على تاريخ لبنان المجيد، دخلنا داره حيث كان الاحتفال الذي استمر لمدة ساعة ونصف من دون توقّف.


فكان لجمهور بيت الدين يوم أمس الخميس موعد لتمجيد الخالق والعودة الى النفس عند التاسعة والنصف، فكانت الموشّحات والأنغام الصوفية ضيفة "بيت الدين" التي اعتادت الاهتمام بهذا الفن ومختلف أنواع الفنون.


وتحت عنوان "الفنّ الصوفي وأساطير الموشحات" قدّمت عازفة العود والفنانة السورية وعد بو حسون، وعازف العود السوري فواز باقر وعازف الناي التركي قدسي إرغونر، مع فرقتين من حلب واسطنبول تحيّة إلى المعلّمين الصوفيين.


وبجو من الرقيّ والتصوف والهدوء اختارت بو حسون موشّحات وقصائد صوفية لجلال الدين الرومي وابن عربي ورابعة العدوية، أدتها على النغمات الصوفية الحلبية والتركية الساحرة.


استمر الجمهور شاخصاً، سارحاً، متعظاً ومتذوقاً لهذا الفن الذي يعيدنا للخالق ويبعدنا إلى عالم آخر ويأخذنا من كل ما نعانيه ونواجهه في حياتنا اليومية لنعيش ساعة ونصف اشبه بالحلم البعيد عن واقع قد يكون لكثر مريراً وتعيساً .