في ظل التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأت المخاوف تتزايد بشأن مستقبل الوظائف البشرية، إذ باتت الكثير من المهن، حتى تلك التي لطالما اعتُبرت محصّنة بفضل المهارات الإنسانية، تواجه تهديدًا حقيقيًا.

دراسة حديثة أصدرتها شركة مايكروسوفت تسلط الضوء على هذا التحوّل، حيث رصدت 40 وظيفة مهددة بفعل تطور قدرات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على 10 منها على وجه الخصوص، والتي باتت أكثر عرضة للاستبدال، وفقًا لما نشره موقع WKYT News.

تصدّر المترجمون والمترجمون الفوريون القائمة، تلاهم المؤرخون، ثم مضيفو الركاب، وممثلو مبيعات الخدمات، والكتاب والمؤلفون. كما شملت القائمة ممثلي خدمة العملاء، ومبرمجي أدوات التحكم العددي (CNC)، وموظفي تشغيل الهاتف، ووكلاء التذاكر وموظفي السفر، إلى جانب المذيعين ومقدمي البرامج الإذاعية.

ورغم هذه التهديدات، أشار عدد من الخبراء إلى أن بعض المهن ستتغير بدلاً من أن تختفي. فالدكتور بلو يرى أن المؤرخين، على سبيل المثال، سيستفيدون من أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل المصادر وإعداد الأرشيفات، دون أن يتم الاستغناء عنهم تمامًا. وينطبق الأمر ذاته على المعلمين، حيث أكدت جيسيكا هيلر من جمعية التعليم في كنتاكي أن لا بديل عن التواصل البشري في العملية التعليمية، وهو ما يعجز الذكاء الاصطناعي عن توفيره.

أما بالنسبة لعلماء الرياضيات، فيتوقع تشارلز روتليدج من مؤسسة KEDC أن تتغير طبيعة عملهم، ليركزوا أكثر على التفكير النقدي وتفسير النتائج بدلاً من العمليات الحسابية البحتة.

يُذكر أن السنوات الأخيرة شهدت قفزات نوعية في مجالات مثل معالجة اللغة الطبيعية، التعرف على الأصوات، واتخاذ القرار الآلي، مما أدى إلى تغييرات ملموسة في سوق العمل، خاصة في الوظائف ذات الطابع الروتيني والمتكرر، حيث باتت الآلات قادرة على أدائها بكفاءة متزايدة.