عندما تفجّر المآسي الانسانية المواهب الغنائية ، خصوصاً لدى الاطفال ، لا شك بأنها تأتي اكثر صدقاً وفعالية وتأثيراً وإستقبالاً من قبل الجمهور.
وخلال أيام ستُطرَح أغنية هدفها إنساني بصوت الفنانة رولا سعد وأولاد شقيقتها. لكن كيف تمت هذه التوليفة ، وهل تتقصد رولا سعد حمل أولاد شقيقتها على احتراف الغناء؟
في التفاصيل التي حصل عليها موقع "النشرة" ، فإن صاحبة أغنية "مجنونة" مع فريق عمل برنامج "ليالي الانس" مع رولا ( البرنامج الرمضاني الذي تقدمه على شاشة OTV ويتضمن فقرة إنسانية ) كانت توجهت الى منطقة زحلة للقاء أحد الاولاد الذين يعانون من الالآم الجسدية بسبب مرض جلدي فَتَك بجسد الولد الفتي . وكان نتاجه أيضاً ألم نفسي عميق بسبب نبذ المجتمع للمريض بسبب حالته.
وفيما كانت رولا سعد تقصّ لشقيقتها الحالة الصحية والنفسية للولد الذي زارته ، كان يستمع الأولاد اليها ، فطلبوا من خالتهم الفنانة مشاهدة صور "جورج". فآلمهم المشهد ، اولأً لأن الحالة الصحية التي يعيشها الولد وبحَسَب الصور هي مؤثرة جداً وتظهر جلياً معاناته وألمه وكيف أكل المرض الجلدي جسد الولد وشوهه.
كما وتفاعل اولاد شقيقة رولا مع الحالة الانسانية التي يعاني منها الولد "جورج" نتيجة مرضه حيث كانت رولا سعد تقصّ بأن الالم الجسدي الذي يعاني منه جورج وصفه بأنه أفضل من الالم النفسي الذي يعيشه بسبب حالته ، فكان يقول لمقدمة "ليالي الانس" : أكثر ما يؤلمني عندما يقوقلون لي أنهم يقرفون مني . ولا أحد يمدّ لي يده للسلام ويهرب مني الاولاد الاخرون ولا يلعبون معي . وهنا ما كان من رولا سعد إلا أن إقتَرَبَت من "جورج" في بادرة إنسانية منها وقبلّته. ذلك للتؤكد له أن ما فَتَك بجَسَده لا يقرفها أو يجعلها تشمئز منه.
وروَت رولا سعد ان الولد تم إخراجه قسراً من المدرسة عقب نبذ المجتمع والاولاد له بسبب مرضه الجلدي الذي أثر على شكله. وحيث تعمَد والدته اليوم الى الاعتناء به في المنزل الذي لا يخرج من عَتَبَته ايضاً لأن الجيران يرفضونه. وتعتني اليوم والدة "جورج" به ، وفق إمكانية مادية محدودة جداً لعَدَم امتلاكها الامكانات المادية للعلاج . وتضع له "بودرة" لترطيب جلده الذي ينسَلِخ عن جَسَدِهِ كلَّما خَلَعَ ملابسه. وقد بدأ اليوم المرض الجلدي يكتسح أيضاً أذنيه ويغلغل فيها.
وفيما كان أولاد شقيقة رولا سعد يستمعون اليها وهي تروي قصة مرض جورج ومعاناته ، حتى سأل الولدان أمهما كيف يمكن أن يساهما في تخفيف الألم عنه. فأجابتهما انه بإستطاعتهما تقديم ما جمعاه من مصروفهما من مال في "القجَّة". وأكدت لهما بأن جورج يحتاج لمبلغ مالي ضخم لأن علاجه مكلف. وان مساهمتهما لا تغطي المطلوب لكنها ستكون بمثابة بركة وسنداً.
وفي اليوم التالي حيث لم يعرف النوم طريقه اليهما ، ما كان من الشقيقين الا أن إقترحا على والدتهما تأليف أغنية خصوصاً وأنها تكتب الخواطر ، على ان يطرحا العمل في سوق الاغنية بهدف تحقيق أرباح يعود ريعها لمساعدة "جورج" في العلاج. وجاءت فكرة الولدين لإعتبارهما ان خالتهما رولا تحقق ارباحاً جيدة من الغناء.
وكان أن كتبت والدتهما كلمات أغنية تم تركيبها على لحن أجنبي ، واستخدمت الوالدة العبارات التي إستخدمها جورج مثل عبارة : بيقرفوا مني ، ما بخلوني اطلع من البيت.....
بكلمة فإن الحالة الاكثر التي أثرت بالفنانة رولا سعد لدرجة انها لم تستطع النوم من مقابلة الولد هي حالة "جورج" وقد إنعَكس تأثّثرها على اولاد شقيقتها الذان سيقتحما عالم الغناء في أغنية هدفها إنساني تحمل صوت الشقيقين وايضا رولا سعد الخالة وهي كتابة والدتهما وحيث قدم طوني سابا الاستديو مجاناً لتسجيل العمل الذي سيطرح قريباً. وينفرد موقع "النشرة" بتفاصيله وبالصور التي جمعت اللقاء بين رولا سعد و"جورج". وهي صور مؤثرة جداً نتمنى ان تحرك الرأي العام للتخفيف من معاناة الولد وتحرك وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة لعلاجه والايدي البيضاء ، تماماً كما حركت طفلين قررا الغناء لمساعدة وإيقاف معاناة جورج.