"ان الحياة بدون موسيقى ستكون غلطة".. هذا قول شهير للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه. نعم الحياة بدون موسيقى لا تعني شيئاً، والموسيقى التي صدحت من قلب مدينة جونية اللبنانية، تنبض بالحياة والأمل والفرح لتصل الى أعالي جبل حريصا.
إنها موسيقى الفنان اللبناني الياس الرحباني، الذي إعتلى خشبة المسرح مساء أمس الأربعاء، بعمل فني ضخم بعد غياب دام أكثر من 14 سنة (آخر ظهور له في لبنان كان على خشبة مسرح كازينو لبنان في العام 2000)، ليفتتح بإبهار وإبداع مهرجانات جونية الدولية 2014، في مجمع فؤاد شهاب الرياضي.
المجمّع غصّ بالجمهور المتشوّق والمتوافد من مختلف المناطق اللبنانية، لسماع ما في جعبة الياس الرحباني، بعد تلك الغيبة الطويلة عن خشبة المسرح. تأخّر إنطلاق الحفل عن موعده المحدّد في 9 مساءً، في إنتظار جلوس كل شخص في مكانه الصحيح.
عند الساعة التاسعة والنصف، قاد الياس الرحباني فرقته الأوركسترالية، التي ضمت أكثر من 60 فناناً من موسيقيين ومغنين (باسكال صقر، باسمة، جيلبير جلخ، جوني عوض، رانيا الحاج، وكلوديا زغيب) بالإضافة الى الكورال، ومشاركة مميزة على البيانو للفنان غسان الرحباني (نجل الياس الرحباني).
ريبرتوار فني ضخم، موزّع بين الشرقي والغربي: الأغنية اللبنانية، الغناء الأوبرالي، الى المقطوعات الكلاسيكية، وتشكيلة من الأغاني الإيطالية والفرنسية، وألحان ألّفها الرحباني خصيصاً لإحياء المهرجان. كما أمتعت شاشةٌ صخمة الجمهور بعرضٍ باهر للمؤثّرات البصريّة تَرافق بشكل جميل مع أنغام الموسيقى. كما شمل الحفل عرضاً جميلاً لأضواء اللايزر سُلِطت ببراعة على أعلى جبل حريصا، ليزيد الحفل روعة وجمالية.
حفل مليءٌ بالحنين للاصالة والنغمة التي تطرب، بإبداع إستثنائي للرحباني، ليذكّرنا مجدداً بأعمال فنية تأتينا من بعيد.. من لبنان العصر الذهبي.