بعدما كنّا نشرنا الجزأين الأول والثاني من حوارنا مع الممثلة القديرة وفاء طربيه ، ننشر اليوم الجزء الثالث والأخير من هذا الحوار .




منزلك ممتلئ بالجوائز وشهادات التقدير
الحمدلله أشكر وزارة الثقافة ورواد الشرق " كتير كتار حرام إني عدّ وإنسى"، ولكنه أمر يؤلمك كثيراً ويجرحك عندما تتكلّم عن ناس هم الخميرة الصالحة التي كانت في هذا الوسط الفني أن يصبح مصيرهم هكذا ، قلّ الوفاء في هذا الزمن التعيس ، أنا اقل الناس وهناك من هم أهم منّي بكثير ولكن الإنسان يترك بصمته في هذه الحياة ، أنا أعطي بصدق لآخر مدى ، ولكن هناك لوم وعتب محبة لأنهم دائماً يقولون لي عندما أتصل بهم لتهنئتهم :"إنتِ بتجنني ما في منك إنتِ السبّاقة" فأنا أقول لهم :"طيّب شي مرّة سبقوني".





كرمت أيضاً من "تجمّع البيوتات الثقافية في لبنان" الذي أسسه ويرأسه شقيقك البروفسور جورج طربيه
الجائزة التي يقدمها سنوياً حجبت عني 14 سنة لأن جورج لم يكن يريد أن نكرم أنفسنا ولكن فيما بعد قال له أعضاء المجلس "مش معقول وفاء تنحرم جايزتك لأنها أختك" وكرّمت مع كبيرنا الأستاذ وديع الصافي .

من هم زملاء الزمن الجميل الذين إستمتعت بالعمل معهم ؟
محمود سعيد ، عبد المجيد مجذوب ، جهاد الأطرش ، ميشال تابت "حبيبي هيدا بتطلّع بعيونو بتاخد كل الكهربا كل القوة ما معقول شو بيعطي" هذا إنسان خارق في كل شيء على الصعيدين الإنساني والفني فهو كتلة من العطاء والإحساس ، أيضاً أذكر كمال الحلو رحمه الله ، إيلي ضاهر ، عبد الكريم عمر ، "ما فيي إذكرن إلا ما غصّ وإبكي" ، عوني المصري ، ماجد أفيوني، أحمد الزين أطال الله في عمره ، "مع مين ما إشتغلت أنا؟" ، كل الذين مرّوا معنا "كنّا بالفعل أهل" في عطاء جميل نؤديه بكل صدق .





نعلم أنك لو لم تكوني ممثلة كنت ستكونين راهبة
كان لدي حلّ من إثنين ، إذ كنت أرغب بأن اكون راهبة ولكن الأم الرئيسة قالت لي إنه ممكن أن يكون لدي رسالة في الحياة أهم من أن أدخل إلى الدير ، واجهي الحياة والصعاب ، ممكن أن تدرسي إختصاصاً وتفيدين من خلاله الإنسانية أكثر من الراهبة ، وممكن أن تؤسسي عائلة وتربيها تربية سليمة وصالحة وتكوني عضواً نافعاً بمجتمعك ، وأضافت الأم قائلة لي :"إذا بقيتي لعمر 18 سنة وهيدي مزبوط دعوتك وربنا بدو ياكي بالدير ، الدير مفتوح لإلك" .
نحن ننتظر وسيلة نقلنا لا أعرف متى تأتي إن كانت سريعة أو بطيئة ، ربنا هو الذي يعرف وليس أنا ، التاريخ حافل بالذين سبقونا وأصبحوا كثيرين "صاروا هونيك كتار" ، أنا جاهزة لما يريده ربّي "يسطفل فيي".





تقولين إنك كوّنتِ رصيداً في التمثيل وبمحبة الناس والآن حان الوقت لتكوّني رصيداً في السماء وهذا يبدو جليّاً من خلال كلامك
أنا أسألهم "بنك الآخرة مين عم بيحط في شي؟" فليسمحوا لي ويخبروني "كلّو مفكّر حالو مشلّش هون" ما من أحد يأخذ عِبراً من الذين رحلوا؟ ليس منّا كفنانين بل من الذين عندهم مليارات عندما وصلت ساعة الحقيقة إنتهت القصة ، رحلوا هل أخذوا معهم شيئاً غير الأعمال الإنسانية التي قاموا بها؟ لا شيء ، مال هذه الأرض يبقى في هذه الأرض "التفحيش هيدا والأمجاد الباطلة والألقاب وما بعرف شو كلّو رايح" ، فخلال أسبوع ينساك أقرب الناس إليك ويقولون "خبّرونا نكتة طلّعونا من هالمود الحزني"، هذه الأمور كلها أنا أعيها وأعرفها ، الإنسان بإنسانيته ، ممكن أن تصغي لأن الإصغاء مهم جداً أو تعطي ، الوقوف إلى جانب الشخص المحزون "عزوا المحزونين زوروا المرضى ، كلمة بتبلسم مش عملية إنو إذا ما معي جبلك هدية بـ200 أو 500 دولار ما بجي لعندك او ما بتصل فيك بستحي" ، هناك أشياء وعلاقات إنسانية أهم بكثير من الأشياء المادية حيث يقول المثل "لاقيني ولا تغديني" وهذا صحيح .
المسيح قال "الأوّلون آخرون" فإذا أردتَ أن تكرّم نفسك تجلس على مقعد خلفي وهم يقررون أين يجلسونك ، وإذا وصل أحد كبير بالسن وإستطعت ان أجلسه مكاني أكون سعيدة جداً "مش إنو بتنهز بيوت العرش إجت وفاء طربيه ومين وفاء طربيه يعني؟" ، ما هذا الكلام الفارغ .






على من أنت عاتبة ؟
"يتذكروا بعضن ويتذكرونا" ، فليتذكروا أنّ وفاء طربيه ما زالت تملك القدرة على أن تمثّل وتعطي وتتحف جمهورها وتسعده فتشعر بأنها لا زالت عضواً نافعاً في المجتمع "مش صارت لازم تنحط بالبوبال" ، إذا كان هناك تقصير مني فليقولوا لي كي أعتذر وأصحّح لا أكثر ولا أقل .

كلمة أخيرة
إلى زملائي الذين هم في ضيقة أقول لهم الرب يكون معكم ويساعدكم على أن تتخطوا أوجاعكم وهذه المراحل الصعبة التي نمرّ بها ، لأن المسيرة صعبة جداً تجد أنهم لا يريحوننا حتى نفسياً ، كل يوم نشاهد الدم على الشاشات "دراكولا ما رح يشبع أبداً" ، ونحن يجب علينا أن ندفع ضرائب كل العالم "إن عجبنا أو ما عجبنا بالقوة وإنو بدّن يكسّرولنا راسنا ، راسنا ما رح يتكسّر" .