أدّت مختلف الأدوار وبرعت ، فحفرت لنفسها مكاناً متألقاً نتيجة تاريخ مشرّف في الدراما اللبنانية .

حصدت لقب "نجمة الجمهور" مرات عديدة من خلال إستفتاءات الإذاعات اللبنانية ومجلتي الموعد والحسناء .

هي العين الساهرة على الدراما اللبنانية والقلب الحنون الذي يطمئن بإستمرار على رفاق النجاحات الكبيرة والأيام الحلوة والمرّة .

وفاء طربيه ، إسم على مسمّى لأنها قمّة الوفاء والعطاء ، تحلّ ضيفة عزيزة جداً على "النشرة" في لقاء يعبق بالإنسانية ننشره على مراحل .

لعبتِ أدوارا مختلفة جداً حتى أنه في بعض الأحيان كنت تشاركين في عدّة أعمال في وقت واحد ، كيف كنت تستطيعين الخروج بسرعة كبيرة من شخصية لتدخلي بأخرى ؟

كنّا نمثّل مباشرة على الهواء عبر شاشة تلفزيون لبنان وبقينا هكذا لمدة عشر سنوات ، في هذه المرحلة كنت أشارك في أربعة برامج أسبوعية بالإضافة إلى مسرحية الشهر ، كان عندي 5 ايام أسبوعياً أظهر خلالها عبر الشاشة ، كنّا في البداية في مبنى تلفزيون لبنان في تلة الخيّاط "نطلع نعمل ريبيتيسيون للدور ونقعد نتمكيج نزبّط حالنا وننطر للهوا نزتّ الساعة عالهوا ونحمل حالنا ونفل".

في اليوم التالي نظهر في برنامج آخر ، وكانت هذه البرامج تتنوع بين اللبناني والتاريخي والبدوي والبوليسي من الأدب العالمي بالفصحى ، ولم أكن أضيع بين الشخصيات التي أؤديها لأن هناك عشقاً لعملي.

أنا من النوع الذي يحفظ ، أكبر دور يأخذ من وقتي ثلث ساعة أو نصف ساعة ، وأحفظ كل الأدوار وأقرأ كل النص و"بشيل ادواري وبشتغل شغل غيري باخد شو الراكورات تبعولي شو الملابس" والبعد الزمني لأن الكتاب لغاية اليوم لا يكتبون عنه الا نادرا فيقولون "مرور سنة او مرور شهر او بعد أسبوع ، ولك يا عمّي كتوب كلمتين بتّرجم 600 ألف شغلة"، لأن في بعض الأحيان "ما تعرف حالك اذا بعدك بالنهار ذاته او لأ ، يعني بيلبكوك ت انت تطلّع مزبوط" لترى كيف القصة لتعرف ما يناسبك من ملابس وأشياء يجب ان تقوم بها .

تلفزيون لبنان دائماً يعيد عرض المسلسلات والبرامج القديمة ، هل تتقاضون الأموال على هذه الإعادات ؟

كنّا أحياناً نتقاضى الأموال على إعادات المسلسلات "قاموا كمان حرمونا ياها هيدي الشغلة" ، وهذا ما يحزّ دائماً بنفسي أنّ هناك أشخاصاً كثيرين منّا في بيوتهم "ناسيين حالن ببيوتن عم بيموتوا بكرامتن لا معن يجيبوا دوا ولا معن ياكلوا ولا معن يشربوا ولا معن يدفعوا كهربا ، ما شي ، ناطرين يومن ت الله يتحنّن علين وياخدن"، لو كانت الـ10 بالمئة التي كانوا يتقاضونها على الإعادات لا زالت موجودة لكانوا يعيشون بكرامتهم و"على قدّن ، لأن أقل واحد بيطلعلو بالشهر ما لا يقل عن 500 دولار" ، الإنسان القنوع والذي لا يريد إلا فقط الأشياء الحياتية الضرورية "كان ما بيعوز حدا ولا بيموت مقهور".

الممثلة سعاد كريم أصبح عمرها اليوم 91 سنة وهي تتكئ على عصا ، "أزعل عندما تسألني إن كان هناك فرصة عمل لها ضمن البرامج التمثيلية في الإذاعة اللبنانية"

صحيح ، هي ظهرت بمشهد في مسلسل الأرملة والشيطان "أنا كتير قدّرتلا ياه وأنا اللي تلفنتلا وقلتلا بتاخديه" ، وسعدت جداً لأنهم وضعوا في مقدّمة المسلسل صورتها وكتبوا "الممثلة القديرة سعاد كريم" حتى يعرف الجميع وخصوصاً الأولاد والجيل الجديد أنّ هذه الإنسانة هي بدايات الزمن الذهبي زمننا. سعاد كانت لديها فرقة "كانت لما تطلع سعاد كريم على المسرح ما حدا بيطلع" ، لها أدوار بالاذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما ، سعاد إنسانة صادقة ومُحبة ، هي ضحّت بحياتها "عملت ناسكة" لهذا العمل ولم تتزوّج ولم تفكّر بتأسيس عائلة ولا بشيء ، ولا زال قلبها كبير ومُحب إلى الآن "لو بتقدر توزّع على كل الوسط الفني ويصيروا كلن عندن حنان ومحبة وعاطفة ، هيدي إنسانة ما بتتقدّر وما بتتمن".

معروف عن وفاء طربيه تواضعها الكبير بحيث تتصلين بأي ممثل ، ولأي جيل إنتمى ، لتهنئيه على أدائه في مسلسل معيّن ، ألا يتفاجأ من تتصلين به بإتصالك كونك ممثلة كبيرة ؟

لا أستطيع إلا أن أقول "برافو ويعطيك العافية" وهذا ليس تواضعاً ، هذا الواجب والشيء الصحيح لأن الإنسان الذي عنده ضمير وأخلاق ويحب هذه المهنة التي هي رسالة هكذا يتصرّف .

لماذا الذين يتصرفون مثلك قلائل ؟

لا أعرف هذه نفسيتهم وتربيتهم .

نفسية وفاء طربيه يحرّكها الإيمان أليس كذلك ؟

لا شكّ، نحن تربيتنا سليمة ونحب العمل الإنساني والجماعي ، أنا أؤمن ، وعندما كنا نعمل 10 سنوات مباشرة على الهواء "كنّا فرد قلب" ، وحتى لو كان أحد أعضاء الكومبارس يريد أن يقول جملة واحدة نكون كلنا مرتبكين وننتظر لنرى إن كان جاهزاً ونعطيه إشارة ليدخل ونشجعه ، لماذا؟ لأن الفريق مهم جداً ، الحزمة عندما تعمل العمل يظهر أجمل بكثير، عندما يقوم كل إنسان بعمله تجد في النهاية نتائج حلوة ومبهرة جداً ، لذلك نحن إستمرينا وإستمرينا. يجب ألا يقول أحد إن الرعيل الأول يغار من الجدد أو الجدد يغارون منا ، لا أحد يغار من أحد ولا أحد يأخذ مكان أحد ، وفاء طربيه مرّت بهذه المسيرة ، الحمدلله الى حد ما عملت بضميري ، عملت قدر المستطاع لأني أعشق عملي في التمثيل ، وتأكدت تماماً أن لدي رسالة في عملي .

تقولين إنك مررت في هذه المسيرة ولكنك لا زلت موجودة .

لا ، صرت مثل ماضٍ .

لا بل دخلتِ التاريخ

أي تاريخ وأي جغرافيا ؟

هذا تواضع كبير .

لا ليس تواضعاً ، يستكثرون عليك إتصالاً بمناسبة ، قليلون جداً الذين يتذكرون مناسبة عيد أو عمل أو ظهوري على الشاشة ، أحب أن يقولوا لي إن كان العمل الذي أقدمه جميلاً أو غير جميل ، فلينتقدوني وأكون ممنونة ، كلما أتصل بأحد يقول لي إنني السبّاقة ودائماً أتصل "طيّب أوكي شي مرّة إسبقوني ما انا بحبكن وبريد بالسنة مرتين تلاتة نقول هالو لبعضنا شو هالكارثة الوطنية يعني؟". هذا الموضوع هو جزء منّي، وأنا لا أمثّل لأني بالحياة أكره التمثيل كثيراً بقدر ما أحبه على الشاشة والمسرح والإذاعة والتلفزيون ، ولكن على الأرض أنا إنسانة عادية جداً وطبيعية جداً وأكره التمثيل "كتّر خيرنا لو ما كنا ناس سوبرمان وسوبر وومان الله خالقنا بهالبلد ما كنا بعدنا عايشين" ، لأن ما مرّ علينا وخصوصاً في تلك الحروب المتقلّبة، وعَود الى بدء "هلأ من غير شرّ طمّنونا إنو بدنا نرجع للـ 73 ومن اول وجديد ، محينا هوديك" وعفا الله عما مضى لم نأخذ أي عبرة .

ترقبوا الجزء الثاني من لقائنا مع الممثلة وفاء طربيه حيث تقول :

"إجو هيك بلحظة هرّونا وكسّروا كل القرارات"

"ما رح إستجدي ولا روح إستعطي ولا دق بواب"

"ما بطلّع ربع اللي بيطلعوه بهالساعة"