تكتمل سهرات الدورة الثامنة والخمسين من مهرجان الحمامات الدولي وتكتمل معها الرحلات، حيث إستقبل مسرح الحمامات عرضين للفنانين بدوين برجر وعرض تانيا صالح.


وأصبح الركح فضاءً للتجريب والمزج بين الموسيقى البدوية والتأثيرات الإلكترونية المعاصرة من قبل الثنائي لين أديب وزيد حمدان الذين خلقا لتراث الرحل أجنحة.
الفنانة السورية لين أديب والموسيقي اللبناني زيد حمدان شكلا أسلوباً موسيقياص يستمد انفتاحه من ثقافة الترحال التي تميز البدو لتظهر في مشروعها تلوينات مختلفة من اللهجات والموسيقات والأشعار.
"نشعر أننا بين أهلنا.. سعداء أننا هنا"، بهذه الكلمات تحدثت لين أديب إلى الجمهور قبل أن تطلق العنان لصوتها الذي يمزج بين النعومة والقوة ويتماهى مع كل اللهجات والموسيقات لتعلن بداية الرحلة في عالم "بدوين برجر".
سفر بين الأنماط الموسيقية وبين البلدان وبين الثقافات ارتسم على الركح من خلال التناغم بين الثنائي الذي يعشق الترحال، إذ يلتقي غناء لين مع عزف زيد على الغيتار والدف، وأحيان يلتقي صوت الثنائي وتعزف لين على الناي والدف.
من الموروث السوري إلى الموروث الأندلسي فالموروث المصري والفلسطيني واليمني صنع "بدوين برجر" مساحة فنية مفعمة بالاختلافات والقصص والحكايات وحافظا للتراث والهوية.
"حرير" و"ما أجمله" و"تحت الورد" و"زامل" و"خيط الصباح" و"يامن" و"جانا الهوى" ، أغان شكلت حالات موسيقية خاصة تستند إلى التنوع على مستوى اللهجات والتراث وتدور في فلك الموروث العربي.
"مالي بيت لقيتو فيكم يا توانسة" غنت لين أديب "نوماد" التي قالت إنها تشبها قصتها وشريكها في المشروع زيد إذ يتنقلان من بلد إلى بلد كما الرحل.
وبعد أن ردد الجمهور الذي وصفته لين بالكورال الرائع "مالي بيت" قال زيد حمدان " عنا بيت بفلسـ طين وقبّل الكوفية التي تصدرت الركح طيلة العرض قبل أن تطلق لين العنان لصوتها وتغني لفلسطين، ولليمن أيضا نصيب من الغناء.
ومع وصلة الدبكة تصاعدت الإيقاعات على الركح وحفزت الجمهور على الرقص حتى أن بعضهم اعتلى الركح ورقص "الدبكة" بطلب من الثنائي " بدوين برجر" ليعلن العرض نهايته ويفسح المجال لعرض الفنانة اللبنانية تانيا صالح.
بأغنية "شبابيك" انطلق عرض تانيا صالح ورافقها عازف الغيتار التونسي غسان الفندري قبل أن يلتحق بقية العازفين بالركح وهم محمد نجم على الكلارينات والناي، كريستوف بوريلا على الباص وإدوارد فوفريي على الدرامز.
"سعيدة جدا بوجودي لأول مرة في تونس.. انتظرت هذا اليوم مطولا" تحدثت تانيا صالح عن حضورها بمهرجان الحمامات الدولي، معتبرة أن هذا العرض مهم في مسيرتها لما يحمله مسرح الحمامات من تاريخ وعراقة.
غنت تانيا صالح من إنتاجاتها القديمة والجديدة على غرار " يا سلوى ليش عم تبكي" وهي أغنية من ألبومها الأول الصادر سنة 2000 بعد الحرب اللبنانية.
ومن ألبوم تقاطع الذي تعاملت فيه مع منتج تونسي غنت "فرحا" من قصيدة الشاعر محمود درويش "فرحا بشيء ما " ومن تلحينها، كما غنت عن اليومي في "لازم" وعن الأبراج في "بصارة براجة" وقدمت تحية لجنوب لبنان عبر " في بلد".
فلسـ طين حضرت أيضا في عرض تانيا، إذ طرحت في البدء سيلا من الأسئلة يوصف المأساة التي تعيشها تحت وطأة الاحتلال، تساءلت " إلى متى نرى الدماء.. إلى متى يقتّل الأطفال.. إلى متى يهجر الفلسـ طينيون.. إلى متى يبقى الحق ضائعا".
"من أين أنا؟ من يدري؟ " غنت تانيا صالح للشعب الفلسـ طيني ، قبل أن تؤدي باقة من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور على غرار "عجبي"، و"شو" و"رضا" و"مرايتي" و"من شردلي الغزالة".
وبعد أدائها أغنية "حشيشة قلبي " كانت الأغنية التونسية "حبي يتبدل يتجدد" للفنان الهادي الجويني مفاجأة السهرة التي اختتمتها بشكر مهرجان الحمامات والاحتفاء بمسرحه ومن ثم حملت دليل الأغاني، قائلة "هذه ذكرى لا تنسى".
وبعد عرض بدوين برجر و تانيا صالح سيكون جمهور مهرجان الحمامات الدولي على موعد مع مسرحية "البخارة" للمخرج صادق الطرابلسي في سهرة الأربعاء 24 تموز 2024.