في خطوة علمية قد تغيّر مسار علاجات تساقط الشعر، توصّل فريق بحثي إلى تحديد الأنظمة الجزيئية المسؤولة عن نمو شعر الإنسان، فاتحين الباب أمام تقنيات جديدة قد تُنهي معاناة الملايين من الصلع الوراثي دون اللجوء إلى الجراحة أو الأدوية التقليدية.

الدراسة، التي نُشرت في دورية Stem Cell Research & Therapy ونقلتها Times of India، اعتُبرت "اختراقًا رائدًا"، كونها كشفت أن بصيلات الشعر لا تموت كما كان يُعتقد، بل تدخل في حالة خمول يمكن عكسها، هذا الاكتشاف فتح الباب أمام إمكانية استعادة وظيفة هذه البصيلات من خلال إصلاح هذا الخلل وإعادة تنشيط الإشارات الطبيعية المسؤولة عن النمو.

وسلطت النتائج الضوء على الدور المحوري للخلايا الجذعية وبروتينات الإشارة في تحفيز نمو الشعر وتجديد البصيلات، مشيرة إلى أن الصلع، الذي كان يُعتقد سابقًا أنه دائم، قد يكون قابلاً للعكس إذا ما تمت معالجة الخلل في الإشارات البيولوجية التي تربك دورة نمو الشعر.

ما يجعل هذه النتائج أكثر أهمية هو أنها تبتعد عن الأساليب التقليدية القائمة على الأدوية أو الإجراءات التجميلية المؤقتة، وتُمهّد لتقنيات جديدة تعتمد على تحفيز الجسم نفسه على إنتاج الشعر من خلال العلاج الجيني، وتعديل الإشارات البيولوجية، وربما مستقبلاً من خلال استخدام الخلايا الجذعية.

العلماء أوضحوا أن هذه المقاربة تقدم فرصة لتطوير علاجات شخصية، تعتمد على الخصائص الجينية والهرمونية لكل فرد، مما يعزز فعالية النتائج ويقلل من الآثار الجانبية. كما أظهرت التجارب المعملية على النماذج الحيوانية نتائج مشجعة، ويُتوقع أن تبدأ التجارب البشرية خلال العامين المقبلين.

هذا الإنجاز قد يغيّر مستقبل العناية بالشعر من محاولات تغطية الصلع إلى حلول فعلية تستعيد نموه الطبيعي، وتحوّل الحلم القديم بعلاج نهائي للصلع إلى واقع قريب.