تشيلي هي دولة طويلة ورفيعة تمتد على سواحل المحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية، تحدها بيرو من الشمال والأرجنتين من الشرق، والمحيط الجنوبي من الجنوب، تتميز بتنوع جغرافي كبير، من صحراء أتكاما في الشمال إلى الغابات والمناطق الجليدية في الجنوب، تاريخها تأثر بالإستعمار الإسباني والصراعات السياسية، شعبها مزيج جيني من الأصول الأوروبية والأميركية الأصلية وبعض الأصول الإفريقية.
إقتصادها مزدهر بفضل مواردها الطبيعية، خاصة النحاس، وتهيمن جبال الأنديز على ثقافة منطقة سانتياغو.

​​في هذا المقال سنتحدث عن هذا الشعب وثقافته

الدين

تعد الكاثوليكية الرومانية الدين الرئيسي (55-60%)، تليها البروتستانتية (15%)، بينما يحدد 25% من التشيليين أنفسهم على أنهم غير دينيين. تلعب الاحتفالات الدينية، التي تجمع بين التقاليد الكاثوليكية والأصلية، دوراً ثقافياً مهماً، وأسبوع الآلام (Semana Santa) هو من أكثر الفعاليات إحتفالاً.

اللغة

اللغة الرسمية هي الإسبانية، وعلى الرغم من وجود بعض التأثيرات الأصلية، خاصة من شعب المابوتشي، فإن السكان في تشيلي متجانسون إلى حد كبير.

التاريخ

يعيش البشر في تشيلي منذ عام 14,000 قبل الميلاد، وأصبح شعب المابوتشي هو السائد بحلول القرن الثاني الميلادي. بعد وصول الإسبان في القرن السادس عشر، حصلت تشيلي على استقلالها في عام 1818 بعد صراع طويل. عاشت البلاد فترات من عدم الاستقرار السياسي والحكم العسكري، مع دكتاتورية بينوشيه من 1973 حتى 1990.

المطبخ

تقدم تشيلي مجموعة غنية من المأكولات بفضل تنوع بيئاتها الطبيعية. يعد المأكولات البحرية، مثل المحار وسمك السلمون، من أبرز المكونات، وتُرافقها أنواع النبيذ التشيلي المشهورة. من الأطباق الشعبية الفطائر المحشوة (إمبانادا)، و"بايلا مارينا" (يخنة المأكولات البحرية)، وأطباق الشواء (أسادو)، والحلويات مثل الآيس كريم (هيلادو) ودولسي دي ليتشي (مانجار).

أجيكو (شوربة اللحم)


هذا ليس طبقًا تشيليًا بحت، فهو موجود أيضًا في بوغوتا بكولومبيا، ومع ذلك، فإن النسخة التشيلية تُعد عادة من بقايا اللحم المشوي الكبير، وهي مثالية عندما يكون لديك نوع من الصداع الخفيف بسبب السُكر.
يُضاف إلى المرق مع اللحم المشوي المقطع إلى مكعبات البطاطس والبصل المفروم والفلفل الحار الأخضر والبقدونس والملح والفلفل والكزبرة والأوريغانو، هذه الشوربة اللذيذة تساعد على إستعادة القوة سواء للذهاب للعمل أو للإستمرار في الإحتفال.

أروياو هواسو (لفة لحم الخنزير على طريقة الفلاحين)


عندما يكون الخنزير جاهزًا للذبح بعد فترة طويلة من التسمين، فهذا يعني أن الشتاء يطرق أبواب المنازل في الجنوب، لذا لا يُهدر شيء من الحيوان، ويتم استخدام كل جزء تقريبًا من الحيوان للاحتفال ببعض القديسين أو لمواجهة البرد. لتحضير هذه اللفة، تشمل المكونات لحم الخنزير المفروم، شرائح من اللحم المقدد، الثوم، الفلفل والكزبرة حسب الذوق، ثم يتم لفها في جلد الخنزير وتغطية الأسطوانة الناتجة بصلصة الفلفل الحار وربطها بالخيوط. ثم يتم طهيها في مرق بينما يبدأ الأقارب في الوصول بسبب الرائحة الشهية لهذا الطعام.

كالديلو دي كونغريو (شوربة حلزون البحر)


أهدى بابلو نيرودا لها قصيدة جعلتها مشهورة إلى الأبد، وخاصة في إيسلا نيغرا حيث كان الشاعر يعيش. ومع ذلك، يتم تقديم هذه الشوربة على طول الساحل في وسط تشيلي وحتى في بعض الأماكن جنوب تالكاهوانو. لا تكون ثقيلة، وهناك عدة طرق لتحضيرها، ولكنها دائمًا ساخنة ومقدمة في طبق من الطين، ويضاف إليها المحار والبلح البحري بجانب نبيذ أبيض جيد.

كاربونادا (شوربة خضار ولحم تشبه المينيسترون)

هي حساء تقليدي جدًا في المطبخ التشيلي، وهناك نسخ من هذه الشوربة في مطابخ أمريكا اللاتينية الأخرى، ويتم تحضيرها في تشيلي باستخدام البطاطس واليقطين والجزر والفاصوليا الخضراء وتوابل متنوعة، بالإضافة إلى اللحم المقطع إلى قطع صغيرة. يتم تقديمها في طبق شوربة مع مرق وفير يُرش عليه البقدونس.

كازويلا نوغادا (حساء الكازويلا مع صوص الجوز)

الكازويلا ليست طبقًا تشيليًا حصريًا، ولكن في منطقة ألمندرا في محافظة تشاكابوكو بالقرب من لوس أنديس، يتم تحضير كازويلا الدواجن مع صوص الجوز. إنها وجبة مبتكرة ومقوية تساعد على النجاة من الحزن أو الاحتفالات الطويلة أو استعادة القوة بعد رحلة طويلة.

تشانشو إن بييدرا ("خنزير على الحجر" صلصة طماطم حارة)

نشأت هذه الوصفة في منطقة ماولي في وسط تشيلي، وتحتوي على طماطم مهروسة، بصل، ثوم، زيت وملح. تم إنشاؤها من العمل الزراعي، حيث كان العمال ينتهون من عملهم الزراعي ويغسلون أدواتهم في قناة لتكسير الطماطم والمكونات الأخرى باستخدام حجر. يتم تقديمها في جميع أنحاء منطقة ماولي، في بعض الأحيان مع السوبايبيا (راجع الوصف)، والخبز المحشو والجبن الطازج أو الأبيض.

شاباليه (خبز البطاطا مع الدقيق)

على الرغم من أن هذه تحضير تقليدي في جزيرة تشيلوي، إلا أنه يمكن العثور عليها في العديد من الوجبات في تشيلي الجنوبية بسبب هجرة سكان جزيرة تشيلوي إلى البر الرئيسي في منطقة ماجالانيس. مشابه جدًا لميليكاو، والفرق هو أنه يجب إضافة بيضتين ودقيق، ثم يتم تقطيع الخليط إلى مربعات وطهيها في فرن الكورانتو أو قليها في شحم الخنزير.

الفنون الجميلة والأدب

تتمتع تشيلي بمشهد فني حيوي، حيث يشتهر الرسام روبيرتو ماتا بأسلوبه السريالي، بينما يعد الكاتبان إيزابيل ألليندي وبابلو نيرودا من أبرز الأدباء، مع أعمال تتناول القضايا الاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى غابرييلا ميسترال التي حصلت على جائزة نوبل في الأدب.