أظهرت دراسات طبية حالات نادرة لانتقال السرطان من شخص لآخر، رغم أن الجهاز المناعي عادة ما يدمر الخلايا السرطانية الدخيلة. بعض الحالات سُجّلت بعد عمليات زرع الأعضاء، إذ يُحتمل أن تنتقل خلايا سرطانية من العضو المزروع إلى المتلقي، خصوصاً أن هؤلاء المرضى غالبًا ما يعانون من ضعف المناعة بسبب أدوية منع الرفض. كما يُعتقد أن هناك احتمالًا ضئيلًا لانتقال السرطان عبر الدم في بعض الحالات النادرة جدًا.

وفي حالات نادرة أخرى، يمكن أن ينتقل السرطان من الأم إلى الجنين خلال الحمل، رغم أن المشيمة عادة تمنع ذلك. ويُقدر أن احتمال الانتقال لا يتجاوز 0.000005%. بعض أنواع السرطان مثل اللوكيميا وسرطان المشيمة قد تنتقل بين التوائم أو من المشيمة إلى كل من الأم والجنين، وتُعد هذه الحالات استثنائية.

خارج البشر، تم توثيق انتقال السرطان بين بعض الحيوانات، مثل الكلاب وشياطين تسمانيا وذوات الصدفتين والهامستر، غالبًا بسبب التشابه الجيني الكبير بين الأفراد في النوع الواحد، مما يصعّب على الجهاز المناعي التعرف على الخلايا السرطانية كأجسام غريبة.

أما عند البشر، فبعض أنواع العدوى قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، لكن العدوى نفسها هي التي تُنقل، وليس السرطان مباشرة. هذه العدوى قد تؤدي إلى السرطان بطرق مختلفة، مثل التسبب بالالتهاب المزمن أو إضعاف جهاز المناعة أو إحداث طفرات جينية. ومع ذلك، تبقى هذه السرطانات ناتجة عن تفاعل عدة عوامل، ولا تُعد مُعدية بحد ذاتها.