يُعد الأخطبوط من الكائنات البحرية التي تثير اهتمام العلماء بشكل كبير، نظرًا لطبيعته الانعزالية، إذ نادرًا ما يتواصل مع أفراد جنسه، إلا في حالات الضرورة القصوى. ويُعتبر التزاوج من التجارب المعقدة بالنسبة للأخطبوط، خاصةً للذكور التي غالبًا ما تكون أصغر حجمًا من الإناث، حيث تنظر بعض الإناث إلى الذكر كفريسة محتملة.

تتسم عملية التزاوج بصعوبة بالغة بالنسبة للذكر، إذ لا يكتفي بإنتاج الحيوانات المنوية، بل يستخدم أحد أذرعه لنقلها إلى التجويف المخصص لدى الأنثى. ومن الطرائف الملفتة أن الذكر يفر هاربًا فور انتهاء التزاوج، تجنبًا لخطر الافتراس من قبل الأنثى.

ويشرح دانيال أوسترفيند، الباحث في معهد تونين للأحياء المائية في بحر البلطيق بمدينة روستوك الألمانية، هذه الظاهرة بقوله: "لا توجد طريقة موحدة للتزاوج، إذ تتم العملية بسرعة كبيرة. يحاول الذكر الحفاظ على مسافة آمنة بينه وبين الأنثى، ثم يقوم بالتلقيح وينسحب على الفور".