في خطوة هادئة ولكنها تحمل دلالات كبيرة، استبدلت شركة IBM مؤخرًا 200 وظيفة ضمن قسم الموارد البشرية بأنظمة ذكاء اصطناعي، لتتولى هذه الأنظمة مهامًا تقليديًا كانت تتطلب تفاعلًا بشريًا مباشرًا، مثل تقديم التوجيه الوظيفي، معالجة طلبات الإجازة، الرد على استفسارات حول السياسات، وتحديث بيانات الموظفين.

وتبرر IBM هذا التحول بأنه يهدف إلى تعزيز الاتساق في الأداء وتوفير وقت الموظفين لأعمال أكثر استراتيجية، إلا أن الواقع يشير إلى تحول جذري نحو أتمتة كاملة لأدوار كانت تُعد يومًا ما من صميم العمل الإنساني.

اللافت في هذه الخطوة أنها تطال قسم الموارد البشرية، وهو القسم الذي طالما عُرف بخصوصيته الإنسانية واعتماده على التفاعل، التعاطف، واتخاذ قرارات مبنية على الفهم البشري. ومع ذلك، تؤكد IBM أن الذكاء الاصطناعي قادر على تنفيذ هذه المهام بفعالية.

وليست IBM وحدها في هذا الاتجاه، إذ تتجه العديد من الشركات الأخرى نحو توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات تتجاوز الموارد البشرية، لتشمل القانون، الشؤون المالية، وغيرها من القطاعات التي كانت تُعد لفترة طويلة محصنة ضد الأتمتة.