في وقتٍ يشهد فيه الوسط الفني تغيرات متسارعة، وتبدلات في الذوق العام، يبقى الفنان المصري عمرو دياب حالة إستثنائية فنية. وها هو، مع كل ألبوم جديد، يثبت أنه في القمة، بذكاءه وتخطيطه الدقيق وأختياره للشعراء و الملحنين الذين يتعامل معهم دائماً، وهو ما يظهر حالياً في ألبومه الأخير "ابتدينا"، الذي يضم أغنية " خطفوني، يالا، ماليش بديل، ارجعلها، دايمًا فاكر، شايف قمر، ابتدينا، يا بخته، هلونهم، حبيبتي ملاك، بابا، ما تقلقش، خبر أبيض، قفلتي اللعبة، إشارات".
يحمل الألبوم توقيع نخبة من أبرز الشعراء والملحنين في الوطن العربي، من بينهم: تامر حسين، عزيز الشافعي، محمد يحيى، وليد سعد، أيمن بهجت قمر، بهاء الدين محمد، أمير طعيمة، بالإضافة إلى الملحن عمرو مصطفى الذي عاد للتعاون مع عمرو دياب بعد قطيعة طويلة، في مصالحة جعلتنا نستمع الى أغنية "خطفوني" التي تصدرت الترند ونالت إعجاب الجمهور.
اللافت أن دياب دائماً يتجدد، ولا يعيد تكرار نفسه أو يستسهل النجاح، بل يسعى في كل عمل إلى إضافة جديدة، لأننا نسمع دائماً هذا النقد من بعض الناس انه يكرر نفسه و يعيد استعمال الحان قد إستخدمها هو شخصياً في أغان جديدة، كلا هذا ليس تكرار بل هذا لون دياب المعروف الذي اعتاد جمهوره عليه منذ أكثر من 35 سنة.
أما بخصوص طرح الألبوم دفعة واحدة، فقد انقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض، الفريق الأكبر رحّب بالفكرة، لكنه يعلم جيدًا أن هذا النوع من الألبومات لا يُستوعب من الإستماع الأول، بل يحتاج إلى وقت، وإعادة إستماع متأنية، لإكتشاف عمق الأغاني وقيمتها الفنية. وهذا ما اعتاد عليه محبّو "الهضبة" عبر السنوات.
بهذا يواصل عمرو دياب رحلته الفنية بإصرار، ليمنح جمهوره تجربة جديدة في كل مرة.
بعد نجاح هذا الألبوم، من المؤكد أن الجمهور اللبناني، إضافة إلى الجمهور العربي بإنتظار دياب في "لبنان - بيروت" لإحياء حفل، ومن المؤكد ستكون ناجحة كما حفلاته السابقة.