في خطوة علمية غير مسبوقة، شهدت بريطانيا ولادة ثمانية أطفال أصحاء بفضل تقنية تخصيب جديدة تُستخدم للمرة الأولى على نطاق واسع عالميًا، هدفها الأساسي منع انتقال أمراض مميتة من الأم إلى الطفل عبر الحمض النووي الميتوكوندري.

هذه التقنية، التي وُصفت بـ"الثورية"، تعتمد على دمج الحمض النووي من ثلاثة أشخاص: الأم، الأب، ومتبرعة ببويضة سليمة تحتوي على ميتوكوندريا غير مصابة. رغم أن مساهمة المتبرعة لا تتعدى 0.1% من الشيفرة الجينية، إلا أن تأثيرها بالغ في الوقاية من أمراض ميتوكوندرية خطيرة تصيب مولودًا من كل 5000 طفل.

التجربة، التي أُجريت في مركز نيوكاسل للخصوبة، شملت 22 سيدة، وأثمرت عن ولادة أربعة أولاد وأربع بنات، تتراوح أعمارهم حالياً بين أقل من 6 أشهر وأكثر من عامين. أظهرت النتائج خفض نسبة الحمض النووي المسبب للمرض بنسبة تصل إلى 100% لدى معظم الأطفال.

ورغم تسجيل حالة واحدة عانت اضطرابًا مؤقتًا في القلب، فإن الأطفال يتمتعون بصحة جيدة، فيما يواصل الأطباء مراقبتهم لاحتمال ظهور ما يُعرف بظاهرة "الارتداد"، أي عودة نسبة الحمض النووي التالف للارتفاع بعد الولادة.

الخبراء وصفوا التقنية بأنها "اختراق طبي"، خصوصًا أنها تُعد أملًا جديدًا للعائلات التي تعاني من اضطرابات ميتوكوندرية مستعصية، رغم استمرار الجدل الأخلاقي حول استخدامها في بعض الدول مثل الولايات المتحدة وفرنسا.