تريز رزق الله

قدم مسرح "شغل بيت" بإدارة المخرج شادي الهبر، أربع مسرحيات على مسرح مونو خلال شهر واحد، وهي على التوالي: "إن الرقم المطلوب غير متوفر حالياً" و"آخر مرة" و"الدكتاتور" و"وعد ووعد". شارك بالتمثيل في المسرحيات، الممثلون الذين أنهوا المستوى الثاني في مسرح "شغل بيت".

"إن الرقم المطلوب غير متوفر حالياً"

المسرحية من كتابة ديمتري ملكي وإخراج شادي الهبر، تمثيل سيرينا الدحداح ومحمد أحمد. تدور القصة حول شاب وشابة يلتقيان أمام هاتف عام، وهو يجري إتصالاً تلو الآخر، والقاسم المشترك بين إتصالاته، هو كلمات حب وغزل، وهي تنتظر دورها لتكلم حبيبها، وبعد الأجواء المتوترة يتصارحان، وقد أبدع الممثلان في تجسيد دوريهما.

"آخر مرة"

لـ جان كوكتو، ترجمة وإقتباس ديمتري ملكي وإخراج شادي الهبر، تمثيل ماسا المفتي. تدور المسرحية حول إمرأة عاشقة، تتكلم على الهاتف في غرفة نومها، مع حبيبها للمرة الأخيرة، قبل الإنفصال، فلامس صدى كلماتها وبكاؤها وغضبها وهدوؤها قلوب المشاهدين. لقد أتقنت ماسة دورها، وكانت متماسكة في تجسيد دور صعب، فأدته بشكل رائع.

"الدكتاتور"

مسرحية لـ عصام محفوظ، إخراج شادي الهبر، تمثيل كمال قاسم وطوني منصور. مسرحية تحمل طابعًا عبثيًّا سياسيًّا، وتدور حول العلاقة بين السلطة والشعب. يتوسط الجنرال الجالس على كرسيه خشبة المسرح، بحضور آسر وتعابير وجه قاسية. مرافقه الوحيد سعدون ينفذ أوامره، وينقل إليه أخبار التطورات الأمنية ويقلده. هيبة الممثل كمال قاسم وحضوره ملفتان، وأداء طوني منصور ترفع له القبعة. وتجلّى الممثلان بشكل أكبر حين تبادلا الأدوار.

"وعد ووعد"

"وعد ووعد" من كتابة ديمتري ملكي وإخراج شادي الهبر، تمثيل إبراهيم الحسيني وعلي بيضون. المسرحية تدور حول الماضي والحاضر، وكيف يواجه شاب ذاته في جسد رجل عجوز، ويبدأ الحوار بينهما، وإستعادة اللحظات الماضية والوقائع. حوار شيق يدفع المشاهد للعودة إلى الذات بكل جرأة، وقد برع الممثلان بتجسيد دوريهما.

موقع الفن إلتقى المخرج شادي الهبر، وكان هذا الحوار.

لماذا قررت تقديم أربع مسرحيات متتالية؟

المسرحيات هي لدفعة الممثلين، الذين أنهوا المستوى الثاني من مسرح "شغل بيت"، وقررت أن التزم بمواعيد العرض منذ سنة في مسرح مونو. هذه تجربة جديدة قررت خوضها، لتشجيع الممثلين المشاركين على دعم بعضهم البعض مسبقاً، فكانت بمثابة مهرجان صغير للمسرح، وأنا راضٍ عن النتيجة.

هل هناك قاسم مشترك بين المسرحيات؟

العلاقات هي القاسم المشترك للمسرحيات الأربع، ففي المسرحية الأولى "إن الرقم المطلوب غير متوفر حالياً"، علاقة الشاب مع الفتاة من جهة، وعلاقات كل منهما من جهة ثانية، وفي مسرحية "آخر مرة"، علاقة المرأة العاشقة مع حبيبها، وفي مسرحية "الدكتاتور"، العلاقة بين الشعب والحكام من جهة، وبين الدكتاتور ومساعده سعدون من جهة ثانية، وفي مسرحية "وعد ووعد"، العلاقة بين الإنسان وذاته.

هل المجال مفتوح أمام الممثلين لتلقي العروض؟

بالطبع يمكنهم الإنطلاق، والمشاركة في أي عمل يعرض عليهم خارج مسرح "شغل بيت"، وهناك العديد من الممثلين الذين إنطلقوا من مسرح "شغل بيت"، وهم محمد أحمد وريما الحلبي ومهدي إدريس وساندي شيا، وداود حداد الذي قدم مسرحيات بمفرده مع سوزي حمدان، ويُطلب مني ممثلين بالإسم، لأنهم يدركون أن الممثل من "شغل بيت"، يملك التقنيات المسرحية والتهذيب والبروتوكول، وكل المقومات كممثل محترف.

ماذا عن أعمالك الجديدة؟

بعد المهرجان المسرحي الصغير، سأبدأ بالتحضير لعمل مسرحي فريد من نوعه وهو Docudrama، يتضمن التوثيق والتمثيل، والشخصيات المشاركة فيه هي أفراد عائلتي، عماتي وعمي ووالدي، وسيكون عنوانه "مع شادي 1976-1990". يروي العمل الأحداث التي حصلت منذ ولادتي، وإنعكاس الحرب على حياتي، وقد وثقت الحرب من خلال الشخصيات التي تهجرت من الجبل، وغادرت إلى مناطق أخرى. سيكون الإفتتاح الرسمي والعروض الفنية، في مسرح "شغل بيت"، والسبب هو أن العمل بحاجة إلى مساحة حميمة، كي يشعر المشاهد أنه جزء من العرض. وفي شهر تشرين الثاني المقبل، سأقدم مسرحية ثانية، من بطولة مايا يمين وبياريت قطريب على مسرح مونو، وعنوانها "روز ماري" من كتابة إيلي مكرزل.

الصور: كريس غفري