رغم أن كوريا الجنوبية تسجّل أدنى معدل مواليد في العالم، فإن الطلب على عيادات الخصوبة يرتفع! فعندما بدأت كيم مي آي علاج الإخصاب الصناعي (IVF) في شهر نوفمبر الماضي، توقعت رحلة شاقة، لكنها لم تكن تتوقع الازدحام الشديد في العيادة.

تقول في تقرير لـ BBC: "في شهر يناير الماضي: "بدا وكأن الجميع اتخذ قرارًا بإنجاب طفل في بداية العام! حتى مع حجز مسبق، انتظرت أكثر من ثلاث ساعات".

العلاج الطبيعي يعطي الأمل للمجتمع الكوري

بين عامي 2018 و2022، ارتفع عدد العلاجات بنسبة 50% ليصل إلى 200 ألف، وفي 2023 وُلد طفل من كل ستة في سيول عبر وسائل طبية مساعدة. هذا التغيّر يعكس تحولًا اجتماعيًا، فالكثير من النساء الكوريات أصبحن أكثر وعيًا وتخطيطًا لحياتهن، ويستخدمن تقنيات مثل تجميد البويضات أو IVF. تقول بروفيسورة سارة هاربر من جامعة أكسفورد: "الجيل الجديد يريد أن يتحكم بمصيره."

الحكومة تسعى جاهدة لمعالجة الأزمة. إذ تبلغ نسبة السكان فوق 65 عامًا حاليًا 1 من كل 5 أشخاص، بينما معدل الولادات وصل في 2023 إلى 0.72 طفل لكل امرأة. لكن في 2024، ولأول مرة منذ 9 سنوات، ارتفع الرقم إلى 0.75 – ارتفاع طفيف لكنه مشجع.

التكاليف المالية

لكن يبقى هناك أزمة مالية في هذا الشق، فتقول بارك سو إن (35 عامًا) انها كانت طوال حياتها منشغلة بالعمل في شركة دعاية، ولم تفكر بالإنجاب حتى تحسنت ظروفها بعد الزواج. بعد فشل محاولاتها للحمل بشكل طبيعي، لجأت وزوجها إلى العلاج الطبي. لكن التكاليف كانت ولا تزال عالية: كيم أنفقت أكثر من 2 مليون وون في يناير، رغم الدعم الحكومي الذي يشمل 2 مليون لتجميد البويضات و1.1 مليون لكل دورة IVF ومع انخفاض نسب النجاح، تتراكم التكاليف بسرعة.

الضغوط لا تقتصر على المال

كثير من النساء يواجهن تحديات في العمل، إذ يصعب أخذ إجازات لعلاج الخصوبة، ما يدفع بعضهن للاستقالة كما فعلت جانغ ساي ريون، التي خضعت لـ 5 دورات IVF دون جدوى حتى الآن. ورغم كل الصعوبات، ما زالت كثيرات متمسكات بحلم الأمومة. تقول جانغ: "رغبة إنجاب طفل يشبهنا ويكمل عائلتنا، هي أعظم أشكال السعادة."