رغم شهرتها كأحد أشرس المفترسات في المحيطات وعاداتها المرعبة في اللعب بفِرَاخ الفقمات، لم تحصل حيتان الأوركا على لقب "الحيتان القاتلة" عبثًا.

لكن دراسة جديدة ومفاجئة تكشف جانبًا مختلفًا تمامًا لهذه الكائنات : جانبًا ناعمًاK وربما حتى رومانسيًا، فقد تم لأول مرة توثيق زوج من حيتان الأوركا في البرية وهما "يتبادلان القبلات" باستخدام اللسان.

ويُظهر مقطع الفيديو الثنائي وهما يقومان "بعضّ" لطيف لألسنة بعضهما البعض لما يقارب الدقيقتين قبل أن يفترقا ويسبحا بعيدًا.

في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Oceans، وصف الباحثون ما حدث بأنه "حلقات متكررة من التلامس الفموي اللطيف وجهاً لوجه".

وقد تم رصد هذا السلوك الغريب من قبل مجموعة من السيّاح خلال رحلة غطس في مضائق كفينانغن شمال النرويج، على بُعد حوالي 109 كيلومترات شمال شرق مدينة ترومسو.

ويُعرف هذا السلوك علميًا باسم "قَضْم اللسان" (tongue nibbling)، وقد سبق توثيقه في حيتان أوركا في الأسر، لكنه لم يُرصد من قبل في البرية.

ورغم أن العلماء لا يعرفون بعد السبب وراء هذا السلوك الذي يشبه التقبيل، إلا أنهم يعتقدون أنه قد يكون نوعًا من الترابط الاجتماعي أو اللعب بين هذه الحيوانات الذكية للغاية.

ويظهر الفيديو أن الحيتان تكرّر هذا التلامس الفموي ثلاث مرات، يستغرق كل منها نحو 20 ثانية.

وأثناء "القبلة"، يمد أحد الحيتان لسانه بينما يقوم الآخر بعضّه بلطف.

وقال د. خافيير ألمينيا، أحد مؤلفي الدراسة، "السلوك المعروف بين العامة باسم "التقبيل" لدى الأوركا نادر للغاية.

تم وصفه لأول مرة عام 1978 في حيتان تحت الرعاية البشرية، ولم يتم توثيقه بالفيديو حتى عام 2013 في لوروباركي، وهو ما أتاح حينها تحليله للمرة الأولى".

ومع ذلك، يشير د. ألمينيا إلى أن المشاهدات في الأسر غالبًا ما تفتقر إلى القيمة العلمية الحقيقية، نظرًا لصعوبة التمييز بين السلوكيات الطبيعية وتلك الناتجة عن الضغط البيئي الاصطناعي.

لكن هذا التوثيق الجديد في البرية يؤكد، بحسب ألمينيا، أن سلوك "قضم اللسان" هو جزء من السلوك الطبيعي لحيتان الأوركا، وليس فقط نتيجة للحياة في الأسر.

ويُذكر أن العديد من الحيوانات البرية الأخرى تعتمد التلامس الفموي كنوع من التفاعل الاجتماعي، مثل الشمبانزي الذي يضغط شفتيه على شفتَي الآخر كنوع من التحية.