لم تكن الطريق سهلة أمام سلمى حايك لتصبح الاسم المعروف عالميًا الذي نعرفه اليوم. فإنها عملت بجهد كبير لكسر العديد من الحواجز في هوليوود، وقد صرحت سابقاً لمجلة Vogue ضمن مبادرة Forces For Change عن الكثير من الدروس التي تعلمتها خلال مسيرتها التي بات عمرها أكثر من 30 عاماً.

عن التعامل مع الرفض

قالت حايك: "أنا منتجة مسلسل Ugly Betty، رفضت الاستوديوهات التلفزيونية المشروع. لكنني أقنعتهم بأن يتركوني أعمل عليه. ثم رفضوه مجددًا. كنت مؤمنة بنجاحه. فذهبت مزودة بالكثير من الأبحاث حول القوة الشرائية للمستهلك اللاتيني في أميركا، وتوجهت مباشرة إلى المعلنين. قلت لهم: "انظروا لما يشترون، هل ستشترون وقتًا إعلانيًا على البرنامج الذي أريد إنتاجه؟" قالوا ليس فقط إنهم سيشترون الوقت، بل سيعطونني المال لإنتاجه أيضًا. أول حلقة حظيت بـ16 مليون مشاهد."

عن قوة حركة Me Too

صرحت حايك:"أعتقد أن حركة Me Too جعلت الناس يدركون أن هناك عواقب الآن على السلوك السيئ.منذ انطلاق Me Too، بدأنا نرى الطلاب يرفعون أصواتهم، والجيل الجديد يتحدث عن البيئة وما نتركه وراءنا. بعد موجة الاحتجاجات في الستينات والسبعينات، كان هناك فراغ طويل، شعرنا أنه لا أحد يسمعنا ولكن في الوحدة تحدث التحولات. ونحن نرى ذلك اليوم من خلال النساء."

ونشير أن حركة Me Too هي حركة اجتماعية تهدف إلى مكافحة التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي، وتسليط الضوء على تجارب الناجينات من هذه الأفعال.

عن كسر الحواجز

قالت حايك: "عُرض عليّ دور أمام نجم كبير. أرادوني أن أظهر في بعض المشاهد فقط. لكنني اكتشفت لاحقًا أنني فهمت الأمر بشكل خاطئ فلم يكن الدور دورًا رئيسيًا. لم يتم اعتباري للدور الرئيسي لأنهم قالوا لي إن الدور لا يمكن أن تلعبه مكسيكية. رفضت الدور وقلت لهم إنهم إذا لم يمنحوني فرصة لتجربة الدور الرئيسي، فسأتهمهم بالعنصرية. قالوا لي إنني إن فعلت ذلك، فلن أعمل مرة أخرى أبدًا. لكنني كنت مستعدة للمخاطرة، لأنني لم أكن أعمل بالفعل.ذهبت إلى اجتماع مع ستة رجال. وسألني المخرج: لماذا تودين إذلال نفسك هكذا؟ قلت له إنني لست هنا من أجلي، بل من أجل الأجيال القادمة. وأخبرته أنني أمتلك نفس القدرات التي يمتلكها أي شخص آخر بغض النظر عن لونه. بعد سنوات، اعتذر لي. وقال إن الفيلم كان سينجح لو كنت أنا البطلة. وأخبرني أنني علمته درسًا."

عن الدفاع عن القضايا التي تؤمن بها

صرحت حايك: "منذ أكثر من 30 عامًا، بدأت النضال من أجل حقوق النساء في سن الخامسة والعشرين. خلال مسيرتي، كنت دائمًا أتحدث عن العنف الأسري. في بداية مسيرتي، لم يكن أحد يتحدث عنه لكن كان من الطبيعي التحدث عن السرطان. في إحدى المرات، عُرض علي أن أكون وجهًا إعلانيًا لشركة Avon. في ذلك الوقت، لم يكن لديهم أي متحدث رسمي. أحببت كيف أن Avon كانت تستقطب نساء لم تكن لديهن فرص كبيرة في الحياة أو لم يحصلن على تعليم، لكنهن كن يذهبن من باب إلى باب لبيع المنتجات. دعمت هذه الروح."

وتابعت: "كان ذلك في عام 2003، وطلبت أن تكون مكافحة العنف الأسري هي القضية التي تدعمها العلامة. قيل لي إنهم سيدعمون فقط سرطان الثدي. قضيت خمسة أشهر في النضال من أجل ذلك. وفي النهاية قلت إنني لن أعمل معهم ما لم يتم إدراج رقم الخط الساخن للعنف الأسري على كتيباتهم. وافقوا، وتمكنوا من جمع أكثر من 90 مليون دولار وأصبحت هذه قضيتهم الأساسية بدلًا من سرطان الثدي."

عن النساء والمظاهرات من أجل التغيير

شهدت المكسيك في 9 آذار/مارس 2020 إضرابًا واسعًا وغير مسبوق عُرف باسم "يوم بلا نساء"، حيث قررت آلاف النساء الغياب عن العمل والدراسة والحياة العامة، وذلك في اليوم التالي للاحتفال باليوم العالمي للمرأة.

جاء هذا الإضراب كصرخة احتجاج قوية ضد تصاعد العنف ضد النساء، وخاصة جرائم القتل على أساس النوع الاجتماعي (النساء تحديدًا)، التي باتت تقلق المجتمع المكسيكي.

من خلال هذا التحرك، طالبت النساء الحكومة المكسيكية باتخاذ خطوات حقيقية وجادة لمواجهة هذه الأزمة، وتفعيل العدالة بمحاسبة مرتكبي الجرائم، ووضع حد لحالة الإفلات من العقاب التي تُغذي هذا العنف المستمر.

"أنا فخورة جدًا بالنساء المكسيكيات،" قالت حايك تعليقًا على خطط النساء المكسيكيات للإضراب، الطريقة الوحيدة لتغيير بلدنا هي من خلال قوة النساء. لفترة طويلة، كان الرجال هم من يقودون، ولهذا عانينا من الكثير من العنف. النساء خلقن بشكل مختلف قليلًا من الناحية الوراثية. نحن من يُؤتمن على خلق الحياة. بطبيعتنا، نحن مبرمجات على الدفاع عن الحياة الرجال ليسوا كذلك. العنف يُذوّب بواسطة الروح الأنثوية، فهي الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل للبلاد."

أثمن ما ترتديه

عندما تُسأل سلمى حايك عن أثمن ما ترتديه، غالبًا ما ترد مازحةً وبثقة: "أعتقد أنه عقلي."

بهذا الجواب الذكي والمعبّر، لا تكتفي حايك بإضفاء طابع من الدعابة، بل تُوجّه رسالة قوية حول أهمية الذكاء والجمال الداخلي. فرغم أنها قد تظهر بإطلالات فاخرة ومجوهرات باهظة، إلا أنها تؤكد أن القيمة الحقيقية لا تكمن في المظاهر أو الممتلكات، بل في العقل والشخصية.

ردها يعكس قناعة راسخة بأن الجوهر الإنساني هو ما يستحق التقدير، لا ما يرتديه الإنسان من مظاهر خارجية.