يُعد ثوران الحمم البركانية الزرقاء في إثيوبيا أحد أكثر الظواهر الطبيعية روعةً وندرةً على وجه الأرض، إذ يحدث في أعماق منخفض داناكيل القاسي والنشط جيولوجياً، الواقع في منطقة عفار شمال شرق إثيوبيا.
تشتهر هذه المنطقة بدرجات حرارتها الشديدة ونشاطها البركاني، مما يُهيئ بيئةً مثاليةً لمشهدٍ مذهل، وإن كان خطيراً.
ما نُشير إليه بـ"الحمم البركانية الزرقاء" ليس صخوراً منصهرة، بل هو نتيجة تفاعل كيميائي فريد.
عندما تُطلق الشقوق البركانية غازات كبريتية، تشتعل هذه الغازات عند ملامستها للأكسجين في الهواء والأرض شديدة الحرارة، مُنتجةً ألسنة لهب زرقاء ساطعة تتدفق أسفل منحدرات البركان.
يُفضل مشاهدة هذا الحدث الآسر ليلاً، كاشفاً عن عرض بصري من عالم آخر.
يُعد منخفض داناكيل، وهو جزء من صدع شرق إفريقيا، نقطةً ساخنةً للعمليات الجيولوجية النادرة.
هنا، تتباعد الصفائح التكتونية، مما يسمح للصهارة بالصعود إلى السطح، مُشكّلةً فتحات بركانية، ومسطحات ملحية، وينابيع ساخنة حمضية.
هذه الظروف القاسية تجعل المنطقة موقعًا ساحرًا للعلماء والمسافرين المغامرين على حد سواء.
على الرغم من أن الحمم الزرقاء تُرى أيضًا في بركان كاواه إيجين في إندونيسيا، إلا أن الحمم الزرقاء في إثيوبيا تُتيح فرصة فريدة لمشاهدة القوى الديناميكية تحت قشرة الأرض.
هذا المزيج من الخطر والجمال يُذكّر بقوة الطبيعة التي لا تُتوقع وقدرتها على المفاجأة والإبهار.