ضرب انهيار جليدي ضخم قرية "بلاتن" السويسرية في جبال الألب، في كارثة تُعد من بين الأسوأ في المنطقة، مسلطًا الضوء مجددًا على المخاطر المتزايدة لتغيّر المناخ وذوبان الأنهار الجليدية.

الانهيار، الناتج عن ذوبان التربة الصقيعية والجليد الدائم الذي كان يدعم الصخور المحيطة بنهر "بيرش"، أطلق موجة هائلة من المياه والحطام والصخور دمرت معظم معالم القرية. ويُعد هذا المشهد تكرارًا لنمط كارثي يتكرّر في مختلف أنحاء العالم، من جبال الأنديز إلى الهيمالايا.

يؤكد العلماء أن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، رفعت حرارة الأرض إلى مستويات تؤدي إلى تراجع غير مسبوق في الأنهار الجليدية، بعضها يعود عمره إلى ملايين السنين. ووفق دراسات حديثة، حتى في حال توقفت الانبعاثات فورًا، سيستمر ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستويات سطح البحر لعقود، وسُجّلت حوادث مماثلة مؤلمة، أبرزها انهيار نهر "كولكا-كارمادون" في روسيا عام 2002، الذي دفن قرية بأكملها، وقتل أكثر من 120 شخصًا، بالإضافة إلى حوادث أخرى في إيطاليا، بيرو، التبت، وقيرغيزستان، وتُظهر الإحصائيات أن جبال الألب فقدت نصف مساحتها الجليدية منذ 1950، ويتوقع العلماء اختفاء معظمها خلال هذا القرن، إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع.

وأكد خبراء في مؤتمرات دولية، أن المجتمعات التي تعتمد على الأنهار الجليدية للشرب والزراعة في آسيا وغيرها، تواجه خطرًا متزايدًا. وأوصوا بتعزيز أنظمة المراقبة والإنذار المبكر، خصوصاً في الدول النامية التي تعاني من ضعف البنية التحتية للاستجابة السريعة.