النجوم النيوترونية من بين أكثر الأجرام تطرفًا في الكون، بكثافة تعجز عن الفهم.
تتشكل هذه البقايا النجمية، التي يبلغ قطرها حوالى 16 كيلومترًا (10 أميال فقط)، عندما تصل النجوم الضخمة، التي لا تقل كتلتها عن 10 أضعاف كتلة شمسنا، إلى نهاية حياتها، فتنهار تحت تأثير جاذبيتها الذاتية، وتتعرض لانفجار مستعر أعظم.
النتيجة هي جسم فائق الكثافة، يتكون أساسًا من النيوترونات، متماسكة بفعل قوى جاذبية شديدة.
تُضغط المادة داخل النجم النيوتروني إلى درجة لا يمكن تصورها، إذ تزن ملعقة من مادة النجم النيوتروني أكثر من مليار طن (900 مليار كيلوغرام)، أي ما يعادل كتلة جبل إيفرست.
ويرجع ذلك إلى الضغط التجاذبي الهائل، الذي يجبر البروتونات والإلكترونات، على الاندماج لتكوين نيوترونات، ولا يمنعها من المزيد من الانهيار إلا ضغط انحلال النيوترونات.
لوضع هذا في المنظور الصحيح، تزن ملعقة كبيرة من الشمس حوالى 2 كجم، أي ما يعادل تقريبًا وزن جهاز كمبيوتر محمول قديم. ومع ذلك، فإن ملعقة من مادة النجم النيوتروني أثقل بشكل غير مفهوم، ما يجعل رفعها أو احتواءها مستحيلًا في ظل الظروف الطبيعية للأرض.
ماذا يحدث عند نقل مادة النجم النيوتروني إلى الأرض؟
لو استطعنا، بطريقة ما، نقل ملعقة كبيرة من مادة النجم النيوتروني إلى الأرض، لكانت النتائج كارثية.
يكمن سر بقاء النجوم النيوترونية سليمة، في جاذبيتها الهائلة التي تُبقي مادة النيوترون مضغوطة، فإذا أزلنا جزءًا صغيرًا من بيئتها التجاذبية وأحضرناه إلى الأرض، فلن يتعرض لقوى الجاذبية نفسها.
بدون الجاذبية الكلية للنجم النيوتروني التي تُبقيه متماسكًا، سيسيطر ضغط انحلال النيوترونات. هذا الضغط، الذي يمنع النيوترونات من التواجد في نفس المكان وفي نفس الوقت، من شأنه أن يُسبب تمدد المادة بعنف.