في اختراق علمي لافت قد يعيد رسم حدود الطب والشيخوخة، نجح فريق من الباحثين في جامعة برشلونة بإسبانيا في تطوير علاج جيني جديد يعتمد على بروتين يُعرف باسم "كلوثو"، يُعتقد أنه قادر على إطالة متوسط العمر الصحي لدى البشر بما يصل إلى 16 عامًا، ويُعرف "كلوثو"، الذي استُوحي اسمه من إحدى شخصيات الأساطير اليونانية، بخصائصه المضادة للشيخوخة، حيث يُنتجه الجسم طبيعيًا، لكن مستوياته تنخفض مع التقدم في السن، تزامنًا مع ظهور أمراض مثل هشاشة العظام وضعف الذاكرة، واعتمد الباحثون على استخدام فيروس معدل وآمن لإيصال التعليمات الجينية لإنتاج هذا البروتين إلى خلايا الفئران، عبر حقنتين: واحدة في الوريد وأخرى مباشرة في الدماغ، لتجاوز الحاجز الدماغي والوصول إلى الخلايا العصبية، وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Molecular Therapy، فقد عاشت الفئران الذكور التي تلقت العلاج حتى 31.
5 شهرًا، مقارنة بـ26.3 شهرًا لدى الفئران التي لم تتلقَّ العلاج، مع تحسن ملحوظ في الوظائف الدماغية وكثافة العظام، ورغم أن إناث الفئران لم تحقق نفس الامتداد العمري، إلا أن الدراسة سجّلت تحسّنًا في كثافة العظام لديهن، مع بعض المضاعفات الجانبية، ويرى الباحثون أن العلاج قد يحمل أملًا واعدًا في محاربة أمراض الشيخوخة مثل الخرف، إذ رُصد نشاط عصبي متجدد في منطقة الحُصين الدماغية، المرتبطة بالتعلّم والذاكرة.
لكن ورغم هذا التقدّم، يبقى الانتقال إلى التجارب البشرية بحاجة إلى سنوات من البحث والتجارب، إذ تختلف استجابة الإنسان عن الفئران بشكل كبير.