داليدا أسطورة في عالم الغناء والجمال أحبّت لبنان كثيرًا، وغنت له أغنيتها "لبنان"، التي طُرحت بعد وفاتها.

حضرت داليدا إلى لبنان مرات عديدة، حيث غنت في كازينو لبنان ومسرح سينما دنيا وغيرها من الأماكن، إلا أنها في الستينات ابتعدت عن لبنان لمدة عشر سنوات بسبب انشغالاتها الفنية في أوروبا، وعام 1971 طلب منها متعهد حفلات أن تقدم ثلاث عروض في بيكاديلي، شاركت خوفها من قاعة نصف فارغة مع مدير المسرح الذي رد عليها قائلاً: "بيروت تفتقدك". وما حدث أن القاعة امتلأت لثلاث أيام متتالية وأصبحت بيروت موعدها السنوي حتى اندلاع الحرب.

فرحت داليدا كثيراً بالعودة إلى لبنان، حتى أنها غيرت الأغنية التي تفتتح بها حفلاتها، "Avec le temps"، لتؤدي أغنية "Les grilles de ma maison"، في بيكاديلي كانت تغني في كل حفلة حوالى 25 أغنية، وكان الجمهور اللبناني مسحوراً بها يردد معها أغانيها القديمة ويحاول أن يحفظ الجديدة.

غالية كانت داليدا على قلوب الجمهور اللبناني، فهي النجمة التي كانت ملقبة بالوردة الكبيرة.

في الـ 1973خلال تواجدها في لبنان زارت داليدا مغارة جعيتا، ووصفتها بالرائعة.

كما استُقبلت في العام نفسه داليدا في الشركة اللبنانية للتلفزيون (تلفزيون لبنان) لتسجيل برنامج خاص واستمرت في الحديث عن الاحترافية التي أظهرها فريق العمل.

وفي الصورة ادناه كانت تقف على مسرح بيكاديلي بالفستان الأبيض في حفلها في العام المذكور.

في العام 1974، عندما وصلت داليدا إلى مطار بيروت، صرخت :"ها أنا ذا" من قلبها وأشعلت سيجارة، فهي كانت تحب شمس بيروت وبحرها، وحتى رحلات العمل إلى بيروت كانت تعتبرها رحلات لقاء بالأحبة وبلبنان.

في العام 1980، أحيت داليدا حفلاً في الصيفلاند وحفلاً في طرابلس، كانت برفقة شقيقها أورلاندو، وأنطوان أنجيليلي، الرجل الظل والمساعد الشخصي (من 1975 إلى 1987)، وبرونو جيليان، الذي غنت معه "Génération 78" و"Ça me fait rêver". كان برونو جيليان في التاسعة عشرة من عمره عندما غنى مع داليدا، وكان اللبنانيون يعتقدون أنه ابنها. وعندما وصلا إلى صالون المطار في بيروت، بدأ يصرخ قائلاً: "ماما، ماما"، مما جعل النجمة والحضور يضحكون. كانت الحرب مشتعلة منذ خمس سنوات، وكانت داليدا قلقة على جمهورها اللبناني الذي أحبته والذي كان يحبها. وكانت تسأل عن أخبار السيدة فيروز، التي كانت تحبها كثيرًا.

وفي الصالون في مطار بيروت، التفتت إلى طوروس سيرانوسيان، وسألته إذا كان المسرح قد تم ترتيبه بشكل جيد لتجنب أي تأخير، فلم تكن تريد أن تجعل جمهورها ينتظر.

كانت الشقة التي تقيم فيها في لبنان مليئة بالزهور وتطل على البحر الذي كانت داليدا تحبه وكانت تصفه بالرائع، لكن في ذلك الوقت، بدأ الحديث عن التلوث. أشارت داليدا إلى هذه المشكلة وقالت بعد أن قرأت مقالًا عن الموضوع: "البحر في لبنان هو من أكثر البحار تلوثًا في العالم. إذا كان الذين يلوثونه ينظرون إليه أكثر، ربما كانوا سيحافظون عليه".

في عام 1986، خلال فترة الهدوء، خصصت داليدا أغنية للبنان بعنوان "لبنان". لكن الهدوء لم يدم، وقررت المغنية وشقيقها عدم إصدار الأغنية في ألبومها الأخير، وبعد عام من وفاتها، صدرت الأغنية.

في أحد المؤتمرات الصحافية التي عقدتها داليدا في بيروت، قالت أنا جائعة وسألت إذا كان يوجد فلافل في المكان، فاشترى لها أحد الأشخاص فلافل من مكان قريب وعاد إليها، كما أنها توجهت الى مطعم شهير لتأكل التبولة والكبة.