في زمن باتت فيه العروض المسرحية تتنافس على لفت الأنظار أكثر من ملامسة القلوب، يخرج الكاتب والممثل ومعد ومقدم البرامج طارق سويد عن المألوف، ليقدم مسرحية مختلفة بكل المقاييس.
"مش مسرحية" ليست مجرد مسرحية تضاف إلى رصيد الفن اللبناني، بل هي عمل واقعي، تطلقه مجموعة من الوجوه الجديدة، التي امتلكت الشجاعة لتقف على خشبة المسرح لأول مرة أمام الجمهور.
بأسلوبه المعروف الذي يجمع بين العمق والبساطة، نجح طارق سويد في كتابة نصوص، وطرح قضايا مهمة، منها التعصب، والضغوط النفسية، وتأثير وسائل التواصل الإجتماعي، وكل ذلك بأسلوب صادق، لا يخلو من الجرأة.
من خلال مشاهد منفصلة ومكثفة، تخلق "مش مسرحية" حالة من التفاعل الحي مع الجمهور، تحرك فيه مشاعر متضاربة وتدعوه إلى التفكير، في ظل أداء رائع من الممثلين إيلي الحلو، رنا يمين، روني فارس، باميلا جرمانوس، رونالدو سعد، رايا الحوت، إلسي شليطا، إسماعيل حسينات، جوي مانوكيان، ناتالي جرجس، أيمن التيماني وماريتا حداد، وهم تلاميذ Maison D’Art، الذي أسسته الكاتبة والممثلة اللبنانية فيفيان أنطونيوس.
أما عن أداء الممثلين، ورغم أن خبرتهم في التمثيل لا زالت صغيرة، فقد جاء مؤثراً، ما يعكس رؤية طارق سويد للمسرح كمساحة حقيقية للبوح والتغيير، وهذه دعوة لاحتضان المواهب الصاعدة، وإعادة النظر في ماهية الفن.
موقع الفن كانت له هذه المقابلة مع طارق سويد.
كيف كان تعاملك مع الممثلة والكاتبة فيفيان أنطونيوس في Maison D’Art؟
كان تعاملنا ممتازاً، فبعد أن حضرت إلى Maison D’Art، بدعوة لإعطاء التلاميذ حصتين من الدروس التطبيقية والتقنية في التمثيل، أعجب التلاميذ بما فعلناه سوياً، فطلبوا من فيفيان أن نستمر بذلك، وبدأنا بالعمل مجدداً، فأنا أتعلق بالأشخاص، وأحب العمل معهم إذا شعرت بالإرتياح، فهذا جزء من شخصيتي، وهؤلاء التلاميذ مفعمون بالطاقة والإبداع. بدأت في كتابة النصوص، لأنني أحببت العمل معهم كثيراً، فقد كان جميلاً ومميزاً جداً.
ما سبب إختيارك إسم "مش مسرحية" لهذا العمل؟
لم أرد أن أكذب على الناس والمشاهدين، وأقول لهم إن ما سيشاهدونه هو مسرحية، فهذا العمل هو مجموعة من المشاهد غير المترابطة، ولكن كل مشهد هو مسرحية، وقد إخترت إسم "مش مسرحية"، ليأتي الناس ويستمتعوا بهذه المشاهد الفريدة، والتي قسمت بين الكوميديا والدراما والمونولوج والكوميديا السوداء وغيرها، وهذا كله نتيجة ورشة العمل.
هل تتوقع أن يحقق هؤلاء الممثلون نجاحاً كبيراً في مجال التمثيل؟
أتوقع الكثير منهم، وأضع كل آمالي فيهم، ولكن يبقى السؤال للصحافة والجمهور، وعن مدى إعجابهم بما يقدمونه، فأنا لا أستطيع أن أكون حيادياً لأنني أحبهم، وأريدهم أن يكونوا الأفضل، ويقدموا أفضل ما لديهم. علاقتي بهم تحولت إلى علاقة عائلة وصداقة، وأنا سأستمر في تشجيعهم وتدريبهم، لكي يتقدموا ويقدموا الأفضل، وسنعمل معاً على أعمال جديدة، ويمكن أن يكون لهم أدوار في مسلسلاتي.
كم يؤثر النص والإخراج على أداء الممثل، حتى لو كان جديداً على المجال؟
عندما يكون الكاتب والمخرج والمدرب شخص واحد، يستطيع أن يوصل ما يريد من الممثل بطريقة جيدة، وأنا أعلمهم دائماً أن يكتبوا تحت كل جملة في النص، تفاصيل أكثر لتساعدهم في الدور.
الجيد في الأمر أنني المخرج والكاتب في نفس الوقت، وهذا ساعدني على أن أقول لهم ماذا يريد الكاتب من المخرج.
إنتقال الممثلين في كل مشهد من الكوميديا إلى الدراما بشكل سلس، هو أمر صعب على الكاتب، ولكنه كان أسهل مع ورشة العمل والتدريب لأن هذا كان هدفي، وذلك من خلال تعليمهم كل التقنيات وكل الأنواع في المسرح والتمثيل، بين المشاعر والصوت، بعد ورشة إستمرت ثلاثة أشهر، وعمل مسرحي ساعدهم على إتقان ما تعلموه بشكل أفضل، وكانت النتيجة ممتازة، بيعد أن كان العمل للأهل فقط ليتحول في ما بعد إلى عرض رائع.
إنتشرت أخبار عن أنك ستكون كاتب مسلسل الممثلة ماغي بو غصن لشهر رمضان 2026، ما تعليقك؟
لا يوجد شيء فعلي حتى الآن، ولكن كانت هناك رغبة في تعاملنا معاً منذ فترة طويلة، قبل أن أغيب عن الساحة بسبب المرض، وتواجدي مؤخراً في عشاء مسلسل "بالدم"، لم يكن له أي علاقة بهذا الموضوع، ولكن الأكيد هو أنني سأكون حاضراً في الموسم الرمضاني القادم مع Eagle Films أو غيرهم.
كانت أعلنت الممثلة سمارة نهرا عن مسلسل كوميدي من كتابتك، أين أصبح هذا العمل؟
إنتهيت من كتابة هذا العمل، وسيكون تعاوني مع الممثلة سمارة نهرا ومجموعة من الممثلين، وعنوان المسلسل هو "Liste De Mariage"، لأنه يتمحور حول لائحة هدايا للمتزوجين، ودور سمارة من أجمل الأدوار التي كتبتها لها، كما وسيكون لباقي الممثلين أدوار رائعة، وستكون الكوميديا في هذا العمل قريبة من الكوميديا في "مش مسرحية".
لم يكن يعرف الجمهور أنني أكتب كوميديا، وذلك لأنني كنت منشغلاً بأعمال أنقل من خلالها قضايا، ولا زلت أعمل على هذا النوع من الأعمال، ولكني قررت أن أضيف لمسة كوميدية عليها.
بعد التطور السريع للتلفزيون، الذي أصبح يتضمن السينما، أين ترى مكان المسرح؟
هناك دائماً مكان ودور أساسي للمسرح، فهو له جمهوره الخاص، ومن المستحيل أن يخف وهجه وأهميته، خصوصاً في ظل وجود وجوه جديدة، مع أن كثيرين حذروني من هذه الخطوة، وقالوا لي إنها مخاطرة، وإن نصوصي جميلة وعليّ أن أعمل عليها مع أسماء معروفة، ولكن ما نقوم به الآن يحظى بنجاح كبير، رغم أننا لم نسوّق له أبداً، وقد بيعت كل تذاكر هذه المسرحية حتى آخر شهر أيار، بالإضافة إلى مفاجأت قادمة.