كشفت أبحاث علمية حديثة عن فترة حرجة شهدها كوكب الأرض قبل حوالي 41,000 عام، حين ضعف مجاله المغناطيسي بشكل غير مسبوق خلال انحراف جيومغناطيسي، ما سمح بتغلغل الإشعاعات الشمسية والكونية إلى الغلاف الجوي، مهددًا الحياة على سطح الأرض، وتأثرت مناطق شاسعة من أوروبا وشمال إفريقيا بهذه الظاهرة، وهي مناطق كان يقطنها الإنسان العاقل وإنسان نياندرتال في تلك الحقبة. وتشير الأدلة إلى أن الإنسان العاقل استطاع التكيّف مع هذه الظروف بفضل تقنيات بدائية متقدمة نسبيًا، مثل تطوير ملابس واقية، واستخدام صبغة المغرة للحماية من الشمس، والاحتماء في الكهوف.

في المقابل، يبدو أن إنسان نياندرتال لم يتمكن من مواكبة هذه التغيرات البيئية، ما قد يفسّر اختفاءه من أوروبا منذ حوالي 40,000 عام، ويحذّر العلماء من أن تكرار مثل هذا الحدث المغناطيسي اليوم قد يؤدي إلى كوارث تقنية واسعة النطاق، تشمل انهيار شبكات الاتصالات وتعطل البنية التحتية، مؤكدين أن هذه الظواهر لا تسلط الضوء فقط على هشاشتنا، بل تفتح الباب أيضًا للتفكير في فرص الحياة على كواكب تفتقر إلى دروع مغناطيسية مشابهة للأرض.