بالرغم من أن الأميركيين من الجيل Z، المعروف باسم Gen Z (من مواليد ما بين عامي 1997 و2012) يُعرف بكونه جيلًا متمرسًا بالتكنولوجيا ونشأ في العالم الرقمي، إلا أن استطلاعًا جديدًا أظهر ترددهم بشأن تأثير عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي المتطور.

تشير بيانات نُشرت مؤخرًا من قبل مؤسسة غالوب، بدعم من مؤسسة عائلة والتون وشركة GSV Ventures، إلى أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و28 عامًا ينظرون بعين الشك إلى تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على مهاراتهم في التفكير النقدي والإبداع، على الرغم من استخدامهم المنتظم لهذه الأدوات واعترافهم بأهميتها في المستقبل.

الطلاب في مراحل التعليم الأساسي والثانوي يريدون إرشادات واضحة حول متى يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في دراستهم، ويطالبون بمزيد من التعليم حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي استعدادًا لسوق العمل. أما البالغون من الجيل زي العاملون حاليًا، فيعبرون عن افتقارهم للإرشاد فيما يتعلق بموعد وكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، مما يكشف عن نقص في التدريب على طول مساراتهم المهنية.

شمل الاستطلاع 3,465 ردًا من أفراد الجيل زي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتم جمع الردود بين 6 و13 آذار/مارس.

الاستخدام الشخصي: كما في الاستطلاعات السابقة، يستخدم غالبية أفراد الجيل زي (79٪) منتجات الذكاء الاصطناعي، ويستخدم حوالي النصف (47٪) هذه الأدوات أسبوعيًا على الأقل، إن لم يكن يوميًا. ومع ذلك، تنخفض هذه النسبة إلى 45٪ بين من هم في سن 18 فما فوق، مقارنة بـ53٪ بين طلاب المرحلة الثانوية.

لكن ليس كل المستخدمين يشعرون بالحماس تجاه آفاق الذكاء الاصطناعي. حيث قال أكثر من نصف البالغين من الجيل زي (53٪) إن الذكاء الاصطناعي يجعلهم يشعرون بالقلق، مقارنة بـ21٪ فقط من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية. وثلث الجيل زي من البالغين فقط عبروا عن شعورهم بالحماس تجاه الذكاء الاصطناعي.

المستخدمون المتكررون للذكاء الاصطناعي يميلون إلى الإبلاغ عن مشاعر إيجابية أكثر تجاه هذه الأدوات، في حين أن من يستخدمونه بشكل أقل كانوا أكثر ميلًا للشعور بالسلبية. ومع ذلك، قال 29٪ من مستخدمي الذكاء الاصطناعي يوميًا إن التقنية تجعلهم يشعرون بالقلق، وقال 30٪ من الذين يستخدمونها شهريًا أو أقل إنهم متحمسون لها.

يرى المشاركون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي مصمم لجعل العمل أكثر كفاءة، وهم يعتقدون أنه يفعل ذلك بالفعل. حيث وافق حوالي نصفهم على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعدهم في التعلم بشكل أسرع، ووافق عدد أكبر على أنه يجعل من السهل العثور على المعلومات وإنجاز العمل.

ومع ذلك، يدرك الشباب أيضًا الجوانب السلبية لهذه التكنولوجيا. فقد كان المشاركون أكثر بمرتين ميلًا للاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي سيضر بمهاراتهم في التفكير النقدي بدلًا من أن يساعدها. كما أبدوا قلة ثقة في قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدتهم في توليد أفكار جديدة أو العثور على معلومات دقيقة.

مع ذلك، يؤكد الاستطلاع أن الجيل زي يدرك أن مهارات الذكاء الاصطناعي ستكون ضرورية في المستقبل. حيث قال حوالي نصف المشاركين إن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُسمح باستخدامه في الفصول الدراسية (47٪)، وإنه يجب على المدارس تعليم الطلاب كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي (52٪). ويتماشى هذا مع دراسات سابقة وجدت أن الطلاب يريدون المزيد من التدريب على الذكاء الاصطناعي في الجامعات.

من بين الشباب البالغين العاملين، قال 30٪ إنهم يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم مرة واحدة على الأقل في الشهر، وترتفع هذه النسبة إلى 45٪ بين من لديهم شهادة بكالوريوس.

ومع ذلك، قال نصف المشاركين إن صاحب العمل لا يملك أي سياسات تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفقط واحد من كل عشرة قال إن شركته لديها سياسات "واضحة للغاية".

رغم استخدامهم المتكرر للذكاء الاصطناعي في العمل، يعتقد ثلث الشباب العاملين أن مخاطر الذكاء الاصطناعي تفوق فوائده. ويقول ثلثا المشاركين إنهم يثقون في العمل الذي يقوم به البشر أكثر من ذلك الذي يُنجز أو يُساعد فيه الذكاء الاصطناعي، ويعتقد حوالي ثلثهم أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستخدم فقط إذا لم يرتكب أي أخطاء.