في ظل تزايد شكاوى تساقط الشعر لدى النساء والرجال، كشفت تقارير طبية أن نقص بعض الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية، قد يكون أحد الأسباب المباشرة وراء هذه المشكلة، التي تؤثر على المظهر والصحة النفسية.

وأكد خبراء تغذية وصحة، أن الجسم يحتاج إلى مجموعة من الفيتامينات، للحفاظ على صحة الشعر وتعزيز نموه، إذ إن أي نقص فيها قد يؤدي إلى تلف بصيلات الشعر وتساقطه.
ويُعد فيتامين د من أبرز هذه الفيتامينات، إذ يلعب دوراً أساسياً في إنتاج بصيلات شعر جديدة، كما أظهرت الدراسات صلته بحالات مثل الصلع الوراثي والثعلبة. ويمكن تعويضه من خلال التعرض للشمس، وتناول مكملات غذائية وأطعمة، منها الأفوكادو والمكسرات. من جهة أخرى، يرتبط البيوتين، وهو أحد فيتامينات ب، مباشرة بصحة الشعر، وغالباً ما يرتبط نقصه بالعوامل الوراثية، أو بتناول بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية.
أما الحديد فهو أساسي لتوصيل الأكسجين إلى بصيلات الشعر، ويسبب نقصه تساقطاً تدريجياً وضعفاً في النمو. ويمكن تعويضه من خلال اللحوم الحمراء، الخضروات الورقية، والتوت، مع ضرورة تناول فيتامين ج لتعزيز امتصاصه. كذلك، يُعد الزنك عنصراً محورياً في تنظيم الهرمونات ونمو الشعر، ويساهم نقصه في تساقطه، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات غذائية أو يتناولون حبوباً بكثرة. ويدعم السيلينيوم بدوره صحة الشعر من خلال خصائصه المضادة للأكسدة، كما يساعد في تنظيم هرمونات الغدة الدرقية المسؤولة عن نمو الشعر، ويوجد في الجوز البرازيلي والفاصوليا.
وتكمن أهمية فيتامين هـ في قدرته على ترطيب فروة الرأس وحمايتها من التوتر التأكسدي، بينما يساهم حمض الفوليك في تجديد الخلايا ومنع الشيب المبكر، ونقصه يؤدي أيضاً إلى ضعف الشعر وتساقطه. ويشير الأطباء إلى أن تساقط الشعر الناتج عن نقص الفيتامينات لا يقتصر على فروة الرأس فقط، بل قد يؤثر على الحواجب والرموش، ولا يمكن اكتشافه إلا من خلال فحوصات طبية تحدد نسب العناصر في الجسم.
وحذرت التقارير من تجاهل تساقط الشعر المفرط أو المفاجئ، معتبرة أنه قد يكون مؤشراً على حالة صحية تتطلب علاجاً فورياً، خصوصاً في حال رافقته أعراض مثل فقدان الوزن أو التعب. ويشدد الأطباء على ضرورة التوجه إلى طبيب مختص لتحديد السبب بدقة ووصف العلاج المناسب، سواء من خلال المكملات الغذائية أو تعديل النظام الغذائي. وتجدر الإشارة إلى أن أسباب تساقط الشعر قد تعود أيضاً لعوامل وراثية، اضطرابات هرمونية، استخدام أدوية معينة، أو حتى الضغوط النفسية والصدمات العاطفية، ما يجعل التعامل مع الحالة يحتاج إلى رؤية طبية شاملة ومتوازنة.