حتى مع تقدمه في السن، لا يزال مؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس، يتذكر بشغفٍ شفرة الحاسوب المحفزة التي كتبها قبل 50 عامًا، والتي فتحت آفاقًا جديدة في عالم التكنولوجيا.
على الرغم من أن الشفرة التي طبعها غيتس على آلة التلغراف قد تبدو بدائية مقارنةً بما يُشغّل منصات الذكاء الاصطناعي اليوم، إلا أنها لعبت دورًا حاسمًا في تأسيس مايكروسوفت في أبريل 1975 - وهي الذكرى السنوية الذهبية التي ستحتفل بها الشركة، ومقرها ريدموند، واشنطن، يوم الجمعة.
مهد غيتس، البالغ من العمر 69 عامًا، الطريق لتلك الذكرى السنوية بتدوينة يستذكر فيها كيف كافح هو وصديقه القديم من أيام المدرسة الثانوية - الراحل بول ألين - لإنشاء أول "مصنع برمجيات" في العالم بعد قراءة مقال في عدد يناير 1975 من مجلة Popular Electronics حول جهاز Altair 8800، وهو حاسوب صغير سيعمل بشريحة صغيرة من إنتاج شركة Intel، شركة التكنولوجيا غير المعروفة آنذاك.
ألهمت المقالة غيتس، الذي كان طالبًا جديدًا في جامعة هارفارد، وألين للاتصال بشركة مايكرو إنسترومنتيشن آند تليمتري سيستمز، الشركة المصنعة لجهاز ألتير، ووعدا الرئيس التنفيذي للشركة، إد روبرتس، بتطوير برنامج يُمكّن المستهلكين من التحكم في الأجهزة. لكن كانت هناك مشكلة واحدة فقط: لم يكن غيتس وألين قد توصلا بعد إلى الشيفرة البرمجية التي وعدا بها روبرتس.
واجه غيتس وألين التحدي بالتركيز على لغة البرمجة الأساسية (بيسيك) التي طُوّرت عام 1964 في كلية دارتموث، لكنهما كانا لا يزالان بحاجة إلى إيجاد طريقة لجعل هذه التقنية متوافقة مع حاسوب ألتير المرتقب، على الرغم من عدم امتلاكهما حتى نموذجًا أوليًا للجهاز.
بعد قضاء شهرين في العمل على البرنامج مع قليل من النوم، أنهى غيتس كتابة الشيفرة البرمجية التي أصبحت أساس أول نظام تشغيل لحاسوب ألتير. كتب غيتس في مدونته، والتي تضمنت خيارًا لتنزيل البرنامج الأصلي: "لا تزال هذه الشيفرة البرمجية أروع ما كتبته على الإطلاق".
قال غيتس عن الكود :"كانت تلك ثورة. كان هذا ما مهّد الطريق للحوسبة الشخصية".