روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكنه تحضير أكواب القهوة في مطبخ مزدحم قد يمهد الطريق لجيل جديد من الآلات الذكية، حسبما تشير دراسة.

باستخدام مزيج من الذكاء الاصطناعي المتقدم، وأجهزة الاستشعار الحساسة، والمهارات الحركية المتقنة، يمكن للروبوت التفاعل مع محيطه بطرق أكثر شبهاً بالبشر من أي وقت مضى، كما يقول الباحثون.

التكنولوجيا الجديدة، التي تم تطويرها من قبل فريق في جامعة إدنبرة، قد تحول قدرة الروبوتات على أداء المهام التي كانت في السابق مقتصرة على البشر.

بينما تكون الروبوتات ماهرة في العمل في بيئات محكومة بدقة مثل المصانع وخطوط الإنتاج، إلا أنها تواجه صعوبة في الأماكن الديناميكية وغير المتوقعة مثل المطابخ، كما يقول الخبراء.

ويرجع ذلك إلى أن الروبوتات كانت تعتمد تقليديًا على الأفعال والردود المبرمجة مسبقًا، وتفتقر إلى القدرة على التكيف مع العقبات غير المتوقعة في الوقت الفعلي، كما يقول الباحثون.

الآن، قام فريق جامعة إدنبرة بدمج التقدم في المهارات الحركية الحساسة والذكاء الاصطناعي لإنشاء روبوت يمكنه التفاعل بمهارة مع الأشياء والأشخاص في بيئات مليئة بالتحديات.

وقد تم تحقيق التطورات السابقة في هذه المجالات بشكل مستقل إلى حد كبير عن بعضها البعض، حسبما يقول الفريق.

الجهاز الجديد وهو ذراع روبوتية بها سبع مفاصل متحركة، أولاً يفسر التعليمات الشفوية التي يتلقاها، ثم يحلل محيطه.

بعد ذلك، يبحث في المطبخ للعثور على كوب من خلال معرفة كيفية الوصول إلى الأدراج ذات آليات الفتح التي لم يصادفها من قبل.

ثم يقوم الروبوت بقياس وخلط نسبة محددة من القهوة المطحونة من وعاء مع الماء من غلاية.

التكنولوجيا وراء الروبوت تمكنه من التكيف بسلاسة مع الأحداث غير المتوقعة، مثل إذا قام شخص بدفع أو تحريك الكوب بشكل غير متوقع أثناء عمله، كما يقول الفريق.

وقد نُشرت هذه الأبحاث في مجلة "Nature Machine Intelligence"، بدعم من مجلس بحوث الهندسة والعلوم الفيزيائية (EPSRC). وقاد العمل روريذ مونوويليامز، طالب دكتوراه مشترك في جامعة إدنبرة، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة برينستون.

وقال روريذ مونوويليامز، من مدرسة المعلوماتية في جامعة إدنبرة: "نحن نلمح إلى المستقبل حيث تصبح الروبوتات ذات الذكاء المتقدم بشكل متزايد أمرًا شائعًا. الذكاء البشري ينبع من دمج التفكير، والحركة، والإدراك، ومع ذلك غالبًا ما تقدم الذكاء الاصطناعي والروبوتات بشكل منفصل. عملنا يبرز قوة دمج هذه الأساليب ويؤكد الحاجة المتزايدة لمناقشة آثارها الاجتماعية".