الذكريات السيئة قد تصبح شيئاً من الماضي بفضل تقنية جديدة لإعادة برمجة الذاكرة.
كتب الباحثون في ورقتهم البحثية التي نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم: "وجدنا أن هذه العملية تضعف استرجاع الذكريات السلبية، وتزيد أيضاً من التسلل اللاإرادي للذكريات الإيجابية".
ربط الذكريات السلبية بأخرى إيجابية أثناء النوم يضعف الذكريات السلبية ويثير أفكاراً إيجابية أكثر في الأذهان.
و تعلم المشاركون في الدراسة ربط الكلمات غير المفهومة بالصور السلبية، وفي اليوم التالي، أعيدت برمجة نصف هذه الارتباطات من خلال ربط الكلمات نفسها بصور إيجابية.
أثناء النوم، شُغلت تسجيلات للكلمات غير المفهومة، ورُصد نشاط الدماغ، و عند استخدام إشارات إيجابية، لاحظ الباحثون زيادة في نشاط نطاق ثيتا، المرتبط بمعالجة الذاكرة العاطفية.
وكشفت اختبارات إضافية أن المشاركين تذكروا عدداً أقل من الذكريات السلبية التي اقترنت بذكريات إيجابية، وأن الذكريات الإيجابية المرتبطة بتلك الكلمات كانت أكثر عرضة للظهور.
يقترح الباحثون أن هذا التدخل غير الجراحي في النوم قد يقدم رؤى جديدة لعلاج الذكريات المرتبطة بالصدمات.
تسهم هذه الدراسة في الأبحاث الجارية التي تستكشف التلاعب بالذاكرة أثناء النوم، مع أن تعقيد الذاكرة يتطلب مزيداً من البحث لفهم الآليات الدقيقة والآثار طويلة المدى لهذه التدخلات.
يقدم إضعاف الذكريات السيئة فوائد محتملة عديدة، خاصةً لمن يعانون من الصدمات أو اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق، ويمكن أن تؤثر هذه الذكريات المزعجة بشدة على جودة الحياة، مسببةً استرجاع الذكريات والهروب، ويمكن أن يخفف تقليل تأثيرها هذه الأعراض، مما يساعد الأفراد على استعادة السيطرة على أنفسهم وعيش حياة أكثر اكتمالًا.