لا شك أن مسلسل "بالدم" هو الأبرز لهذا العام، والذي لفت الأنظار نحوه قبل عرضه حتى، وهذا أمر ليس بجديد على فريق العمل وشركة "إيغل فيلمز" لصاحبها المنتج جمال سنان، كما نخص بالشكر كل طاقم العمل، من الدور الأول إلى جميع الأدوار، حتى الثانوية منها أو غيرها، فعندما يكون جميع الممثلين محترفين، فهذا دليل مسبق على النجاح، كما نشكره لأنه أعاد إلى الشاشة نخبة من الممثلين اللبنانيين المتميزين، والقادرين على رسم الدور بحرفية عالية.
الممثلة رندة حشمي، بدور رائع وإستثنائي، وبشخصية لا تشبه غيرها أبداً، من "كشاشة حمام" إلى مريضة نفسياً، مصدومة من موت إبنتها، ومظلومة من معاملة زوجها، عرفت كيف تنقلنا من إحساس إلى آخر، بالإضافة إلى ظهورها وهي تعيش في "القذارة" بين بقايا الحيوانات، بعد أن تخلى عنها كل البشر، مع العلم أن رندة حشمي ظهرت سابقاً بأدوار لا تشبه ما قدمته في مسلسل "بالدم".
الممثلة إلسي فرنيني، جسدت شخصية المرأة الشريرة، صاحبة "كباريه" وتدير "بيت دعـ ارة"، وتتظاهر بأنها إمرأة صالحة بهدف الإنتقام. إلسي فرنيني بإسمها وخبرتها وجمالها، كانت إضافة إلى هذا المسلسل، حتى لو كانت إطلالتها مقتصرة على بضع حلقات.
الممثل فيصل أسطواني، ورغم أن غيابه لم يكن طويلاً عن الشاشة الصغيرة، إلا أن دوره كان أساسياً، ليظهر للعالم مدى الفساد في الموقع الذي يشغله، ومدى الإستبداد والسيطرة على حياة الناس، وقدرته على تسخير الموقع الذي يتواجد فيه لخدمة المصالح الشخصية، التي تعود بالمنفعة عليه فقط.
الممثل غبريال يمين، ذكرنا بـ"آل باتشينو" حين كان يشارك لمدة دقيقتين في الفيلم، فقد شاهدنا غبريال يمين في هذا المسلسل، الرجل "الجنتلمان" العاشق الولهان، الذي تعرض لخيانة صديق عمره، وكانت النتيجة غير متوقعة، إذ حافظ على "الرقي بتصرفاته"، وهو مثال للشخصية التي نتمنى أن نعايشها في حياتنا اليومية.
الممثل رفيق علي أحمد لم يغب عن الشاشة، حمل معاناته من الحياة الحقيقية، وجسدها في المسلسل، فهو يسير اليوم يإستخدام عكاز، جعلها في المسلسل رفيقته في كل الأماكن التي يتواجد فيها، بالإضافة إلى شخصيته من الأب الحنون الغاضب المتعصب لإبنتيه، والزوج المحب لزوجته، والمتشوق كثيراً .
أما بالنسبة للممثلة جناح فاخوري، رئيسة العصابة التي لا تهتم سوى بمصلحة عملها رغم عجزها، هي تلك الأم القاسية التي تجعل من "تجارة الأطفال" والمخدرات" أمراً طبيعياً، فتضع مشاعرها جانباً، من أجل تحقيق مبتغاها.
الممثلة سمارة نهرا، جسدت المأساة الحقيقية التي تعيشها المرأة بعد فراق إبنتها، والضعف أمام مواجهة صعوبات الحياة، فتضع مشاعرها جانباً من أجل تأمين لقمة العيش.
كثيرة هي الأسماء التي نود ذكرها، ونتمنى لو أن معظم شركات الإنتاج تتخذ من "إيغل فيلمز"، نموذجاً يحتذى به، فيستذكرون ويذكرون، بإحتراف الممثل اللبناني، الذي وصل إلى العالمية، بدلاً من إبعاده عن الأضواء بسبب عمره أو صحته، فإيجاد الدور المناسب لكل شخصية، هو أمر ليس بالصعب على من يدرك قيمة الإبداع والتميز.
نجدد الشكر للمنتج جمال سنان، ولكل من يختار الكاستينغ، على كل الخطوات التي يقومون بها، بهدف إبقاء رموز الدراما اللبنانية حاضرة على الشاشات في كل البيوت.