خاض اليوتيوبر جيك موسكاتو، تجربة غذائية مثيرة للجدل، باتباعه حمية "الأسد"، وهي نظام غذائي يعتمد بشكل صارم على تناول لحم البقر والملح فقط، بهدف استكشاف مدى تأثير ذلك على مظهره الجسدي وصحته العامة. استمرت التجربة 60 يومًا، لكنها لم تخلُ من العقبات الصحية والنفسية، ما دفعه إلى إعادة النظر في أهدافه.
بدأ موسكاتو، البالغ من العمر 28 عامًا، الحمية بتفاؤل، لكن بعد أربعة أيام فقط، وجد نفسه أمام تحديات يومية، أبرزها صعوبة تناول الطعام خارج المنزل، بسبب قلة الأماكن التي توفر خيارات تتناسب مع نظامه المقيد. ومع مرور الوقت، بدأت تظهر عليه أعراض جسدية ونفسية شملت اضطرابات هضمية، آلامًا في الصدر، تقلبات مزاجية، وشعورًا خفيفًا بالاكتئاب، ما دفعه إلى إدخال الفواكه تدريجيًا بعد الأسبوع الثالث من التجربة.
مع هذا التغيير البسيط، لاحظ تحسنًا كبيرًا في مستويات طاقته وتركيزه وحالته النفسية. وعند انتهاء المدة المحددة، أجرى موسكاتو مجموعة من الفحوصات الطبية لرصد تأثير الحمية على جسمه، وجاءت النتائج متباينة، فقد انخفضت نسبة الدهون في جسمه من 16% إلى 14.6%، وزادت الكتلة العضلية بمقدار 2.7 كجم، كما ارتفع مستوى هرمون التستوستيرون من 748 إلى 800 نانوغرام. لكن في المقابل، ارتفع الكوليسترول الكلي والضار (LDL)، فيما انخفض الكوليسترول الجيد (HDL)، كما تضاعفت نسبة الحديد في دمه إلى مستوى وصفه الأطباء بالمقلق.
أثارت هذه النتائج تساؤلات صحية جدية، خصوصاً في ما يتعلق بالآثار الجانبية المحتملة للإفراط في تناول اللحوم الحمراء، والتي تشمل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، السرطان، وأمراض ناتجة عن التسمم بالحديد. فوفق الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، تصنّف اللحوم الحمراء ضمن "المواد المسرطنة المحتملة"، وقد رُبطت بعدد من الأورام، منها سرطان القولون والثدي والرئة.
في ختام التجربة، عبّر موسكاتو عن امتعاضه من اللحوم، مؤكدًا أنه فقد الرغبة في تناولها، لكنه رغم ذلك ينوي الاستمرار في نظامه المعدل بإضافة الفواكه والأفوكادو إلى جانب اللحوم. وعلّق بأن التوازن ضروري لأي حمية غذائية، وهو ما ينصح به أيضًا خبراء التغذية، الذين يرون أن حمية البحر الأبيض المتوسط، المعتمدة على التنوع الغذائي والفواكه والخضراوات، تظل الخيار الأصح والأكثر ارتباطًا بطول العمر والصحة المستدامة.