لا يزال موضوع التحرش بالأطفال والبيدوفيليا يعد من المواضيع الشائكة التي لا تتم مناقشتها ببساطة بالأعمال الدرامية والفن، وذلك نظراً لحساسيته ولمدى تأثيره على الطفل، إن كان بين الممثلين أو المشاهدين.


تصدر مسلسل "لام شمسية" الترند منذ الحلقة الأولى منه، بجرأة لم يقدم الكثير على المضي بها قبل هذا العمل، وبواقعية صادمة.
تظهر عبقرية العمل واضحة من تسميته أولاً، حيث إعتماد إسم "لام شمسية" يعود لعدم لفظ هذا الحرف بالكلمات التي تكتب بها، وهذا ما يحدث عادة مع الأطفال الذين يتعرضون للتحرش، ويرفضون الحديث عنه بصوت مسموع، يعيشون الحالة من دون التلفظ بها.
ننتقل لإختيار الطفل علي البيلي ليقدم شخصية "يوسف" (أي الطفل الذي يتعرض للتحرش)، تحت إشراف أطباء مختصين ومعالجين نفسيين، حتى لا يؤثر المشهد على شخصية الطفل بأي طريقة ممكنة، ويتمكن من تخطي المسلسل بعد عرضه بسهولة، إضافة إلى قدراته التمثيلية العالية، والتي تحسب له كونه طفل بأول مسيرته الفنية.
دور الدكتور "وسام" الذي يقدمه الممثل المصري محمد شاهين، وهو الشخصية التي تتحرش بالأطفال، والذي يتضح مع الوقت أن "يوسف" لم يكن ضحيته الأولى، والذي بالرغم من قساوة الدور وعدم تقبّل عدد كبير من الممثلين أن يقدمه، إلا أن محمد شاهين وبجرأته المعهودة أقدم على هذه الخطوة معتمداً على قدراته التمثيلية وحرفية وموضوعيته في إنتقاء أعماله، إضافة بالطبع لأداء الممثلين جميعاً المميز، فخوف الممثلة المصرية أمينة خليل على نفسية إبن زوجها "يوسف" وردة فعلها عند إكتشاف فعل "التحرش"، وغضب الممثل المصري أحمد السعدني، الذي لم يتمكن من التحكم به، ورفضه تصديق طعنة صديق عمره له، وعلامات الكأبة الواضحة على الممثلة المصرية يسرا اللوزي، التي بدت وهي تعي جيداً أن زوجها يقدم على أفعال شنيعة دون أن تعرف ماهيتها، وكلها مشاعر تمكن الممثلين من إيصالها ببساطة واضحة للمشاهد.
نذكر أيضاً الأحداث المتسارعة والشيقة التي تمكنت من أسر عين المشاهد وإثارة فضوله لمعرفة الأحداث، بإنتظار ما ستؤول إليه الأمور مع تقدم المسلسل.
كل هذه العوامل وغيرها جعلت من مسلسل "لام شمسية" على قائمة الأعمال التي يجب مشاهدتها لهذا العام، ويذكر أن العمل من بطولة أمينة خليل، أحمد السعدني، محمد شاهين، يسرا اللوزي، ثراء جبيل، أسيل عمران، ياسمينا العبد، صفاء الطوخي وغيرهم.