إذا سبق لك أن صادفت شخصًا نرجسيًا، فربما تساءلت: "ما الذي جعله بهذه الحالة؟"، تحدثت المعالجة النفسية بريانا بارولو عن الأسباب الحقيقية للنرجسية، ووفقًا للخبيرة، فإنها تبدأ منذ الطفولة.

أظهرت دراسة حديثة أن الرفض الاجتماعي في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يؤدي إلى سمات شخصية نرجسية.

وأوضحت الدراسة أن هذا التعرض المبكر للنبذ الاجتماعي يثير مشاعر الوحدة، والتي بدورها يمكن أن تتحول إلى نرجسية إلى جانب "سمات سلبية" أخرى.

لكن بارولو أوضحت أنه لا يمكن اعتبار الرفض الاجتماعي وحده محفزًا للنرجسية، وقالت :"في حين أن الرفض قد يساهم في النرجسية لدى بعض الأطفال، فإن الكثيرين غيرهم يواجهون الرفض ويتجاوزونه بسهولة".

إذًا، ما الفرق بين طفلٍ يُصاب بالنرجسية وطفلٍ يكبر ليصبح بالغًا متكيفًا تمامًا؟ كشفت بارولو إن الأمر مرتبطٌ بشكلٍ كبيرٍ بنظام الدعم الذي يحظى به هذا الطفل، وأوضحت قائلةً: "الأطفال الذين لديهم شخص بالغ واحد على الأقل يهتم بهم ويساعدهم على فهم أن الرفض لا يعني بالضرورة التقليل من قيمتهم، يميلون إلى التعافي بشكل جيد، مقد يُصاب الأطفال الذين يفتقرون إلى هذا الدعم بدروع واقية كالنرجسية".

وأكدت بارولو أن كيفية استجابة البالغين لمشاعر الطفل المضطربة تُحدث فرقًا كبيرًا، والأمر المهم الذي يجب تذكره هو أن النرجسية لا تولد من حدث مُحفز واحد - بل عادةً ما تكون مزيجًا من عدة عوامل، ويرتبط الكثير منها بعلاقة الطفل بوالديه، حيث أن التربية تبدو عاملًا رئيسيًا في نشأة الأطفال ليصبحوا بالغين نرجسيين.

وقالت بارولو: "يحدث هذا عندما يتأرجح الوالدان بين معاملة الطفل على أنه مثالي ومميز في لحظة، ثم التعامل معه ببرود أو انتقاد في اللحظة التالية، وفقًا لبارولو، ما يحدث هو أن الطفل يتعلم التشبث بشعور التميز لتجنب الشعور بعدم القيمة، ولأنهم يتمسكون بهذا بشدة، فإنه يتحول في النهاية إلى سمة شخصية مهيمنة.

يمكن عادةً ملاحظة متى يُظهر الطفل ميولًا نرجسية، أوضحت بارولو أنه إذا كان طفلك يتصرف بتكبر، أو يُظهر اهتمامًا ضئيلًا بمشاعر الآخرين، أو لا يستطيع تحمل النقد، فقد تظهر عليه علامات مبكرة للنرجسية، ومن المؤشرات الأخرى عدوانيته المفرطة عند الشعور بخيبة الأمل، وعدم قدرته على الاعتراف بأخطائه.