شاعر وكاتب وملحن ومؤلف موسيقي ومنتج، برع في كل المجالات التي خاضها، مقدماً أجمل الأعمال التي حملت بصمته الفريدة، فطبع إسمه بأحرف من ذهب.

إنه غدي الرحباني، الذي وقّع ديوانه الشعري الأول "قصايد الجزر الملونة"، في المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الثانية والأربعين، والذي تنظمه الحركة الثقافية في أنطلياس.

وقد التقى موقع "الفن" غدي الرحباني، وكان لنا معه هذا الحوار.

نبارك لك إطلاقك ديوانك الشعري "قصايد الجزر الملونة"، هذا أول كتاب تصدره؟

نعم، فقد أحببت أن أجمع أشعاري المكتوبة، في ديوان مؤلف من خمسة أبواب.

لمن تكتب؟

أكتب للإنسان، في النهاية أنت تكتب للناس، للناس الذين يقرأون، وللناس الذين لا يقرأون شعراً ولكنهم يسمعونه.

لماذا اخترت هذا العنوان؟

لأن هناك باباً في الديوان يحمل هذا العنوان.

حدثنا أكثر عن مضمون الديوان.

الديوان يتضمن كتابات وجدانية، وعاطفية وسياسية، وحنيناً، فيه من كل شيء.

كيف ترسم الوطن اليوم، خصوصاً أنك أطلقت توزيعاً موسيقياً جديداً للنشيد الوطني اللبناني، من عزف الفرقة الفلهارمونية لمدينة سان بطرسبورغ بقيادة المايسترو العالمي نيقولاي الكسييف، وذلك بمناسبة انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية؟

هذا سؤال كبير جداً، في الديوان أمور كثيرة ترى الوطن من منظوري السلبي ومنظوري الإيجابي.

هل على الشاعر أن يعطي الأمل دائماً للناس؟ أم أنه يجب أن يكون واقعياً؟

هذا يكون بحسب نوعية شعره، ولكن في النهاية يجب عليك أن تعطي أملاً للناس، حتى أنه أحياناً في الأمور المأساوية والسلبية تعطي أملاً.

في عصر السرعة، هل لا زال لدى للناس وقت للقراءة؟

لا شك أن القراءة أصبحت معدومة، بمعنى أن الكتاب أصبح معدوماً في هذا البلد، وكذلك في الدول العربية، للأسف نحن كنا من أهم القراء في لبنان وسوريا والعراق ومصر وغيرها من البلدان، ولكن مع وجود مواقع التواصل الإجتماعي، أصبحت تقرأ في قلب الهاتف، وهذا الأمر أكرهه كثيراً.

هناك الكلمة المكتوبة والكلمة المغناة والكلمة الموجودة على مواقع التواصل الإجتماعي، هل ترى أن الكلمة اليوم بخير؟

الكلمة ليست بخير، والأغنية ليست بخير، وكذلك المستوى الفني، كل شيء لدينا يتراجع، وقد فقدنا هويتنا، طبعاً هناك أمور جيدة، ولكنها أقل من الأمور العاطلة.

كيف نستطيع أن نقلل من الأمور السلبية؟

هذا ما لا نستطيع فعله، يمكن أن يكون هناك أشخاص كثيرون لم يحبوا هذا الكتاب، فلا يمكنك أن تقول لهم: "أنا أحببته وأنا كتبته"، فكل إنسان يرى الأمور من منظوره الخاص، ولكن عليك أن تنظر إلى الرأي العام ككل، فهناك كتاب ينال جائزة نوبل أو جائزة بوليتزر، لأن الناس أحبوه فعلاً.

في الماضي كانت الكلمة تهد نظاماً، هل ما زال للكلمة هذا التأثير الكبير في الناس والمجتمع؟

لا زالت الكلمة تؤثر، هناك بعض الكلمات التي تؤثر في السياسيين.

ولكن هل تحرّك هؤلاء السياسيون؟

هناك بعض السياسيين الذين ليس لديهم رحابة صدر، وفي المقابل هناك سياسيون يتأثرون ويغيّرون، أحياناً الكلمة تغيّر، في أوروبا الكلمة تغيّر، وليس فقط الثورة والمظاهرات هي التي تغيّر.

هذا في الخارج، ماذا عن لبنان؟

وكذلك في لبنان، إن كنت تذكر، كان صحافي أحياناً يغيّر الجو العام.

ماذا عن نشاطات مئوية المؤلف والملحن منصور الرحباني؟

النشاطات مستمرة، والحمد لله الأمور جيدة، ستقام يوم غد الأحد محاضرة مهمة جداً في الحركة الثقافية في أنطلياس، بإدارة الدكتور الياس كساب، يتحدث خلالها الدكتور عصام خليفة، والدكتور محمود الزيباوي وشقيقي أسامة، أما الأمسية الفنية، فستتضمن عزفاً وغناءً من نتاج منصور الرحباني، غناء الفنانين سيمون عبيد، نادر خوري، إيلي خياط وجيسي جليلاتي، إخراج وعزف أسامة الرحباني، ويختتم الإحتفال بزيارة الجناح الخاص بمقتنيات منصور الرحباني.

ننتظر عودة الفرسان الأربعة إلى الساحة الفنية، هل هي قريبة؟

لا زلنا ندرس العودة والإنتاج.