جوزيف بو جابر

عشق الورقة والقلم منذ سنين طويلة، فترجم أحاسسيه على صفحات كتبه، ناقلاً إلى القراء مزيجاً رائعاً من الواقع والحقيقة والخيال والأحلام.
بين الفرح والألم، تجارب اختبرها بنفسه، وتجارب عاشها غيره، نقلها بكل شفافية إلى كل محبي القراءة، حاجزاً لنفسه مكاناً مرموقاً بين أهل الفكر والقلم.
إنه الأديب د. مطانيوس ناعسي، الذي وقّع كتابه الجديد "يومك يومك"، ضمن إطار المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الثانية والأربعين، في جناح "جميعة تجاوز"، والذي تنظمه الحركة الثقافية في أنطلياس.

يقول د. مطانيوس ناعسي عن "يومك يومك": "كتاب يوميَّات، مصفوف بحسب التّرتيب الزّمنيّ لكتابة النّصوص، جمعتُهُ على امتداد سبعة عشر عامًا (2008-2024)، وما زلت أفعل، يضمّ أقاصيص ومقالات وأشعارًا وخواطر، وسيصدر في ثلاثة أجزاء، الجزء الأوَّل هو هذا الّذي بين يديك أمَّا الجزء الثّاني والجزء الثّالث فيصدران لاحقًا إن شاء الله.
في هذه الأجزاء الثّلاثة، تستطيع قارئي الكريم أن تتبيّن بسهولة تحوّلات شخصيّتي، ومفاعيل الأيّام فيها، حتّى في النّوع الأدبيّ الّذي أعتمده للتّعبير عمّا يجول في خاطري، إذ قد أُعَبِّرُ اليوم بالقصّة، وغدًا بالمقالة، أو القصيدة، أو الخاطرة، وذلك تبعًا لمقتضيات النّفس والحال والفكرة.
أمَّا لمن أهدي هذا الكتاب فللبنان الّذي ألهمتني أحداثه المتراكمة والمتزاحمة، فظهر ذلك بوضوح في عدد لا بأس به من نصوصه".


موقع "الفن" التقى د.مطانيوس ناعسي، وكان لنا معه هذا الحوار.

ماذا قصدت بعنوان الكتاب "يومك يومك"؟

"يومك يومك" تعني ما كتبته بتاريخ ذلك اليوم مثلاً، وهذا هو إنتاجي سواء كان شعراً أو نثراً أم خاطرة، فهو ليس يوميات، بل ما كتبت في تلك التواريخ.

أخبرنا أكثر عن الكتاب، وماذا عن الجزأين الآخرين منه؟

هناك جزء يتضمن شعراً، وجزء يتضمن خواطر، أما هذا الجزء الأول فيتضمن قصصاً ومقالات، هناك مقالات إجتماعية، نُشر بعضها في الصحف، وخصوصاً في جريدة "الأنوار" الورقية، وكان ذلك في أواخر أيام طباعة الصحف الورقية، وهناك أقاصيص قصيرة جداً، لا تتعدى الأسطر، كما هناك أقاصيص من صفحتين أو ثلاث، وهي أقاصيص من هذا المجتمع، وأنتم تعرفونني، فأنا أكتب ما أراه.

ولكن كم من ما كتبه حدث معك؟

هناك الكثير من الأمور الحقيقية التي حصلت معي، وأشرت إلى ذلك في الكتاب، وهي قصص جميلة.

لمن تكتب؟

أكتب لنفسي وللناس، وهذا ورد في أحد كتبي، أعتقد في "جواز المرور"، أقول إن هناك أنانية خاصة وأنانية عامة، فالكاتب يكتب بأنانية خاصة، تصبح بعدها عامة ومفيدة.

هل يفيض قلمك أكثر في حالات الحزن أو في حالات الفرح؟

طبعاً الإنسان يعبّر في حالات الحزن، ولكني أصبحت أعبر كثيراً في حالات الفرح أيضاً.

من أين تأتي بالفرح في ظل الظروف الصعبة؟

أنت ترسم حياتك، هناك ظروف لا يمكننا أن نفعل شيئاً خلالها، وهناك ظروف يمكننا أن نتحكّم بها، ونخفف من الضغط علينا، وطبعاً الظروف التي نتحكم بها هي بسيطة، وهذا ما يخلق لي نوعاً من الهدوء والسلام والفرح، وينعكس في كتاباتي. خلال مشاركتي هنا في المعرض، قال لي الكثير من الأشخاص، إنهم عندما يقرأون كتاباتي يفرحون، وهذا أمر يهمني جداً، ويفرحني كثيراً.

لو كتبت نفسك في قصيدة، ماذا يكون عنوانها؟

بحر.

بحر هادئ أم هائج؟

لن أقول صفته.

هناك الكلمة المكتوبة والكلمة المغناة والكلمة الموجودة على مواقع التواصل الإجتماعي، هل ترى أن الكلمة اليوم بخير؟

هناك الجيد وهناك السيئ، النسب المئوية قد تغيرت، خلال العصر الذهبي أيام الإنتاج الجميل، كان الإيجابي أكثر، اليوم أصبح الأمر معاكساً، والإنتاج غير الجميل يتزايد، مع العلم أنه لا زال هناك إنتاج جميل.

​​​​​​​ما هو السؤال الذي يحيّرك في الحياة؟

أظنه السؤال الذي يحيّر الجميع، وهو: "من نحن؟ إلى أين؟"، ليس هناك من جواب.

ما هو أهم شيء أخذته منك الحياة، وأهم شيء أخذته أنت من الحياة؟

الحياة أخذت مني عمري، وأنا أخذت منها التجربة.

كيف تصف هذه التجربة؟

جميلة.

إذا راجعت حساباتك، هل تكون خاسراً؟

لا، بل رابحاً.

ماذا ربحت؟

ربحت التجربة التي خضتها، وكل الإنتاج الذي قدمته، والأثر الأدبي الذي تركته، والإنطباع الجميل، والناس الذين يحبونني، أنظر كيف حضروا إلى حفل توقيع كتابي، من بينهم أهم شعراء وشاعرات لبنان.

نشير في الختام، إلى أنه يمكنكم الحصول على كتاب "يومك يومك" من جميع فروع مكتبة أنطوان، ويذكر أنه وفي رصيد د. مطانيوس ناعسي العديد من الكتب المنوعة، نذكر منها "نصفي الآخر" رواية، "طوجو" أقاصيص، "أشعر" خواطر، "ونسبح" (السّباحة وفوائدها)، "ضيعانك يا بلادي فينا" مزيج الشعر بالعامية وبالفصحى، "مات أبي مرتين" خواطر، و"حرف زائد" رواية.