قام نادي السينما "Psynéma"، التابع لقسم الطب النفسي في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، بتنظيم عرض استثنائي للفيلم اللبناني "تحت القصف" للمخرج فيليب عرقتنجي، وذلك في قاعة المؤتمرات N.

و H. عبجي.
شهدت الفعالية حضور شخصيات بارزة، من بينها المدير العام لشبكة المستشفيات التابعة لأوتيل ديو نسيب نصر، رئيس قسم الطب النفسي البروفسور رامي بو خليل، إلى جانب المخرج الفرنسي-اللبناني فيليب عرقتنجي، والممثلين ندى أبو فرحات وجورج خباز، بالإضافة إلى أطباء وموظفين من المستشفى والمدعوين.

أحد أكثر الأعمال تأثيرًا في السينما اللبنانية "تحت القصف"، الذي يروي قصة زينة، امرأة شيعية متحررة تبحث عن ابنها كريم بعد حرب تموز 2006، برفقة سائق التاكسي طوني، المسيحي الجنوبي. تأخذ الرحلة عبر المناطق المدمرة أبعادًا إنسانية عميقة، إذ تكشف عن جراح الحرب، وتبرز كيف تتخطى الروابط الإنسانية الحواجز الطائفية. من خلال شخصياته وأحداثه، لا يسرد الفيلم مأساة الحرب فقط، بل يعكس أيضًا مقاومة الإنسان للألم وفهمه لمعاناة الآخر.
وبكلمة ترحيبية، إفتتح البروفسور رامي بو خليل الحدث، وشدد على أهمية مبادرة "Psynéma" في كسر الحواجز حول الصحة النفسية، مؤكدًا أن الألم النفسي لا يقل أهمية عن الألم الجسدي، وقال: "أهلاً وسهلاً بكم في "Psynéma"، وهي مبادرة من قسم الطب النفسي في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس تهدف إلى التوعية بالصحة النفسية وتذكيرنا جميعًا بأننا جميعًا معنيون بهذا الموضوع. في مستشفى نُعنى فيه ليس فقط بالأجساد، بل أيضًا بالنفوس، يعاني مرضانا ونحن أحيانًا من ألم مزدوج: ألم الجسد وألم الروح. في أفلامه، يلتقط السيد فيليب لحظات الهدوء ويمنحها معنى عميقًا، وفيلمه "تحت القصف" ليس مجرد سرد للحـ رب، بل هو فعل مقـ اومة".
من جهته، لفت السيد نسيب نصر، إلى أهمية هذه الأنشطة في تعزيز بيئة إيجابية داخل المستشفى، قائلًا: "أهلاً وسهلاً بالجميع. هذا هو النشاط الثالث ضمن إطار "Psynéma". يتناول فيلم "تحت القصف" أحداثًا تعود إلى الحرب في لبنان، ولكن صدى هذه الأحداث ما زال يتردد حتى يومنا هذا. لقد كانت مستشفى أوتيل ديو دو فرانس دائمًا إلى جانب من عاشوا "تحت القصف"، داعمة إياهم طوال مسيرتهم في الفترات الصعبة".

وتحدث المخرج فيليب عرقتنجي في كلمته، عن عمق التجربة السينمائية التي يحملها هذا الفيلم، قائلًا: "إنه فعل شجاع أن نأتي لمشاهدة فيلم "تحت القصف" في الوقت الذي ننجو فيه من الحرب. هو فيلم يؤلم ولكنه يعيد لنا بعض الشفاء. نخرج منه محملين بالكثير من الأسئلة، فهي رحلة نعيشها عادةً بعد انتهاء الحرب. إنه فيلم حقيقي بامتياز، صنع ليكون شهادة حية، ليكون موجودًا في قلب الحدث، في لحظته، ومعه. أشكر مستشفى أوتيل ديو دو فرانس على عرض هذا الفيلم الاستثنائي. إنه فعل من الصمود، وقوة من الشجاعة، لأنه من المهم أن نواجه جراحنا في اللحظة التي نعيش فيها".
فيليب عرقتنجي، المخرج الفرنسي اللبناني الشهير، هو واحد من السينمائيين الأكثر تأثيرًا في جيله. وقد حصل على أكثر من أربعين جائزة في أبرز المهرجانات السينمائية الدولية، كما تم اختيار أفلامه "بوسطا" و"تحت القصف" لتمثيل لبنان في جوائز الأوسكار في عامي 2006 و2008.
بعد عرض الفيلم، أقيمت حلقة نقاش مع فيليب عرقتنجي، بمشاركة الممثلين ندى أبو فرحات وجورج خباز، وتمت مناقشة شخصيات الفيلم، وأبعادها النفسية، والرسائل التي يحملها هذا العمل المؤثر.
هذا الحدث لم يعزز فقط مهمة التوعية بالصحة النفسية التي يقوم بها قسم الطب النفسي، بل أتاح أيضًا لجميع الحضور، الفرصة للتفكير في الحقائق الإنسانية والنفسية التي تناولها الفيلم، في جو مناسب للتفكير والتبادل الثقافي.