عادل مالك رائد من رواد الإعلام في لبنان والعالم العربي، برز في الإعلام المرئي والإذاعي والمكتوب منذ ستينيات القرن الماضي. التقى العديد من الرؤساء والملوك والسياسين المحليين والعرب والغربيين على مدى أكثر من 55 عاماً، وكانت له عدة مؤلفات. معروف بإنتاج البرامج الوثائقية وكتابة التحليل السياسي.

النشأة

وُلد عادل مالك في مدينة البترون في السادس من حزيران عام 1941. تابع دروسه في مدرسة "عينطورة" ثم التحق في المرحلة الثانوية بمدرسة "فرن الشباك الرسمية". حصل على إجازة في العلوم السياسية من الجامعة اليسوعية. واحترف العمل الإعلامي المرئي والمكتوب والمسموع على مدى عشرات السنين.

العائلة

ارتبط بزوجته انعام جنبلاط وهي من غير دينه. وله ابن يدعى وليد (توفي في كانون الأول عام 2022)، وابنة تدعى رنا.


البداية المهنية

لمع نجم عادل مالك اوائل الستينات حين أطل للمرة الأولى على شاشة "تلفزيون لبنان والمشرق" في عام 1961 مقدّماً للأخبار في البداية، ومن ثمّ محاوراً بارعاً في عدد من البرامج السياسية لعل أولها وأبرزها برنامج "سجل مفتوح" فكان أول برنامج حواري، أو مجلة مرئية أسبوعية، على شاشة هذه المحطة.
بقي مالك في لبنان حتى آذار (مارس) 1976 إلى أن التحق بعائلته التي سبقته إلى لندن بعد أن انقسم تلفزيون لبنان إلى تلفزيونين وأنشأ هناك مؤسسة لإنتاج برامج وثائقية. ومن العاصمة البريطانية، ولاحقاً القاهرة، أطلق، على فترات طويلة، البرنامج الوثائقي المعروف "وجوه وأحداث" الذي يعتبر تجربة هامة في العمل الوثائقي في الإعلام العربي.
تلا هذا البرنامج برنامج "أوراق وأحداث"، وبعده الكثير من البرامج الثقافية والاجتماعية والسياسية. وبذلك استضاف فى برامجه العديد من الملوك والرؤساء والزعماء وصناع القرار في العالم. وجمع في جعبته حوارات مع أهم الشخصيات السياسية والفنية العربية والعالمية.


حوار شخصيات لبنانية

لائحة الشخصيات التي التقاها عادل مالك خلال مسيرته المهنية طويلة جداً، وكانت شاملة ومتنوعة. فعلى الصعيد اللبناني استقبل في برامجه جميع رؤساء الجمهورية فى لبنان منذ فترة الستينيات إلى اليوم مثل الرؤساء كميل شمعون وشارل الحلو وسليمان فرنجية، وأجرى مقابلات مع الرئيس رشيد كرامي، وثلاث مقابلات مع الزعيم كمال جنبلاط، كما أجرى عدة مقابلات مع السيد موسى الصدر، وصولاً إلى مسؤولين سياسيين مثل بيار الجميل وصائب سلام، ومعظم الوجوه اللبنانية البارزة التي لعبت أدواراً أساسية في الحياة الوطنية والسياسية.


حوارات عربية

أول حوار أجراه مالك مع زعيم عربي كان مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قبيل اندلاع حرب الخامس من حزيران عام 1967. أما أبرز الزعماء العرب الآخرين الذين حاورهم فهم الملك فيصل بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، الملك الأردني الراحل الملك حسين، الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، الرئيس أنور السادات الذي حاوره ثلاث مرات، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرئيس السوري حافظ الأسد، الرئيس ياسر عرفات. وتفرد مالك بإنجاز إعلامي حين حاور سلطان باشا الأطرش، وهي المقابلة الوحيدة التي منحها الاطرش منذ حقبة الاحتلال الفرنسي لسوريا، وحتى أيامه الأخيرة. وأجرى أيضاً مقابلة مع الصحافي المصري محمد حسنين هيكل.


حوار شخصيات عالمية

من الحوارات مع الشخصيات العالمية كان لعادل مالك حوار مع الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون بعد فضـ ـيحة واترغيت الشهيرة وكانت الأولى حينها لرئيس أميركي مع صحافي عربي، مقابلة مستشار الحياد النمساوي برونو كرايسكي، ومقابلة مع اللورد كارادون "صانع قرار مجلس الأمن الشهير رقم 242" الذي اعتمد كأساس لأي حل للنزاع العربي- الإسرائيلي بعد حرب الـ1967، وحوار مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي زبيغينيو بريجنسكي، وحوارات مع رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر، وأيضاً طوني بلير، ورئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي، إضافة إلى عدد كبير من رؤساء الحكومات العرب والأجانب، ووزراء خارجية هذه الدول.

حوارات فنية

على الصعيد الفني، حاور عادل مالك السيدة فيروز والأخوين رحباني، وهو الذي عقد جلسة الصلح بين عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، واستضاف نزار قباني وبليغ حمدي. وكان مالك، وللمرة الأولى مَن جمع الشاعر نزار قباني وعبد الحليم حافظ، ونتج عن هذا اللقاء الأغاني الشهيرة مثل "قارئة الفنجان" و"رسالة من تحت الماء" وغيرهما الكثير. كذلك حاور الفنان وديع الصافي، والفنان الفرنسي شارل ازنافور، والفنانة صباح وغيرهم من كبار الفنانين. ومن كبار الشعراء حاور عمر أبو ريشة وسعيد عقل ومحمود درويش.


الصحافة المكتوبة والمسموعة

في الصحافة المكتوبة عاصر عادل مالك وعمل عن قرب مع كبار الصحفيين أمثال كامل مروة وجورج نقاش وغسان تويني. بدأت العلاقة بالصحافة المكتوبة مع صحيفة "الحياة"، ولاحقاً انتقل إلى صحيفة "الجريدة" التي كان يرأسها الصحافي جورج نقاش والتي شكلت نقلة نوعية بالنسبة له، ليلتحق بعدها بصحيفة "النهار" عام 1963 بعدما طلبه غسان تويني من جورج نقاش.
في الصحافة المسموعة قدّم برنامج "كل شيء عن لبنان" في الإذاعة اللبنانية.

مؤلفاته

لأن عادل مالك ركز في مختلف مراحل اهتماماته الإعلامية على الجانب الوثائقي، أصدر عام 1968 كتاب "أيام لبنانية وعربية" عن دار "صحافية". وفي عام 1974 أعدّ كتاباً بعنوان "من رودس إلى جنيف" الذي صدر عن دار النهار للنشر. كذلك نشر كتاباً بعنوان "1958 القصة- الأسرار- الوثائق" عن دار سائر المشرق للنشر والتوزيع لبنان عام 2011، وهو كتاب وثائقي ومراجعي عن هذه الحقبة من تاريخ لبنان. وعام 2012 صدر له كتاب آخر بعنوان "من رودس إلى الربيع العربي- زعماء قابلتهم" عن دار النهضة العربية للنشر والتوزيع. كما أصدر أيضاً كتاب "حرب السنتين وبعد" عن دار سائر المشرق عام 2016. وفي كتاب "وجوه وأحداث، سِجلٌ مفتوح على الزمن الجميل" الذي صدر عن مركز فينيكس للدراسات اللبنانية - جامعة الروح القدس الكسليك عام 2019، جمع مالك مراحل عديدة ومختلفة، في كتاب مرجعي شاهد عن قرب على مجموعة من الأحداث المفصلية التي كانت لها تداعيات كبرى على لبنان والمنطقة العربية.

المرض

في تشرين الأول من عام 2021 مرّ عادل مالك بظرف صحي متقلّب، إلى أن شهد وضعه الصحي استقراراً انما مع صعوبة في التكلّم نظراً الى الجلطات التي تعرض لها.

أرشيف وأوسمة

تضم مكتبته الخاصة أرشيفه الشخصي المرئي والمسموع والمكتوب، وقد أصبح في عهدة مركز "فينيكس" التابع لجامعة الروح القدس- الكسليك، فضلاً عن الصور والوثائق والأوسمة. كرَّمته الجامعة الأنطونية في عام 2018. وحاز أيضاً على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية من رؤساء عرب ومنظمات مدنية وانسانية تقديراً لجهوده وعطاءاته في عالم الإعلام ومنها وسام الاستحقاق اللبناني من رتبة فارس.
وفي عام 2018 وبمبادرة من الجامعة الأنطونية أعدّ بسام براك وأشرف على كتاب "عادل مالك علم الزمن الجميل" الصادر عن دار نشر الجامعة الأنطونية في لبنان. وبالمناسبة أقامت الجامعة الأنطونية احتفالية تحت عنوان "علم الزمن الجميل" تسلّم في ختامِها عادل مالك الريشة الفضيَّة من رئاسة الجامعة.