قدمت الفنانة اللبنانية سينتيا كرم بمسلسل "بالدم"، الذي يعرض حالياً ضمن موسم دراما رمضان، شخصية "عدلا"، ومنذ أول مشهد لها، أثبتت أنها ليست مجرد ممثلة، بل قوة تمثيلية لا تضاهى.
أظهرت سينتيا بدور "عدلا"، قدرتها التمثيلية الاستثنائية في تقمص شخصية معقدة وحساسة، جمعت فيها البراءة والضعف، والألم. غاصت سينتيا في تفاصيل شخصية "عدلا"، وقدمتها بأداء صادق دون تصنع، ما جعل "عدلا" تبدو وكأنها شخصية حقيقية، قريبة إلى قلب المشاهدين. وصنعت سينيتيا بكل تفصيل أضافته على الشخصية، فارقا كبيرا، فكل خطوة أو إشارة جسدية قامت بها، من نظراتها وحركات يديها ونبرة صوتها المترددة بالإضافة إلى وقفتها، كانت محمّلة بالمعاني.
أما في المشهد الذي وقفت تبكي فيه أمام الدكتورة طالبة منها السماح، جعلت المشاهد يتساءل عن كيف لممثلة أن تمتلك كل هذه القدرات التي استطاعت فيها أن تنقل صدقها بلحظة واحدة؟ وكيف جعلتنا نراها بعيني الشخصية نفسها، ونشعر بما تشعر به دون المبالغة بالأداء؟
موهبة سينتيا كرم وقدراتها التمثيلية القوية ليست جديدة، فقد أظهرتها منذ فترة طويلة، وخاصة بأدائها على المسرح حيث برعت بتقديم عدة مسرحيات كان آخرها مسرحية "معمول"، بالإضافة إلى الاستعراضات التي تقدمها للأطفال مع الفنان برونو طبال.
ولكن الفرصة لم تكن متاحة لسينتيا لتسليط الضوء على قدراتها بشكل كامل. أما الآن، بعد أن سنحت لها الفرصة لتبرز في "بالدم"، نرى كيف أن المواهب اللبنانية كانت مهملة في السابق، ولكن من الجميل أن نرى الآن شركات الإنتاج تفتح أبوابها لهذه المواهب وتمنحها المساحة لتظهر وتثبت قدراتها الفنية الكبيرة، خاصة سينتيا الفنانة الشاملة التي تمتلك مواهب التمثيل والغناء وغيرها.
خاضت سينتيا في بالدم تحدي صعب، وأثبتت أنها من اللواتي يصنعن فرقا حقيقيا في عالم التمثيل. ولعبت دور يحتاج لممثلة تعرف كيف تغوص في تفاصيل النفس البشرية. وفي زمن تبحث فيه الدراما عن الأسماء اللامعة وعن البلوغرز وعارضات الازياء، كشفت سينتيا عن معنى الاحتراف الحقيقي البعيد عن الزينة والمكياج والأزياء.