فرح شريم فنانة لبنانية شابة، استطاعت أن تحقق شهرة واسعة بوقت قصير، من خلال حضورها المميز وأدائها الرائع. بدأت مشوارها الفني عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولاقت إعجابًا واسعًا من متابعيها، بفضل صوتها الفريد وأسلوبها الجميل. تتميز فرح بتنوع أغانيها، من حيث اللون واللهجة واللغة، ما جعلها تكسب قاعدة جماهيرية كبيرة.
وكان لموقع الفن هذه المقابلة مع فرح شريم، تحدثت فيها عن أغنيتها الجديدة "معذورة"، وكشفت عن أغاني ألبومها الجديد، والمفاجآت التي تحضرها لمحبيها.

أطلقتِ مؤخرًا أغنيتكِ الجديدة "معذورة" بعد غياب، كيف كانت أصداؤها؟

أطلقتُ أغنية "معذورة" بعد غياب طويل، وقد لاقت أصداء رائعة، ما أسعدني كثيرًا. وأصررتُ على تسمية الأغنية "معذورة"، ليُدرك الناس أنني معذورة عن هذا الغياب. اخترتُ هذه الأغنية تحديدًا بعد غيابي، لأنها تحمل طابعًا كوميديًا رومانسيًا، كما أن الجمهور يتفاعل معها بطريقة لطيفة، وكانت ردود الأفعال عليها إيجابية ومميزة.
أنا سعيدة جدًا بتفاعل الناس مع الأغنية، خصوصًا أن البلد مر بظروف صعبة، بالإضافة إلى ظروفنا الخاصة، ما أدى إلى هذا الغياب، لكن شعوري بأن الجمهور لا يزال ينتظرني، يمنحني دافعًا قويًا للاستمرار. أنا متحمسة جدًا لما هو قادم، ولدي أمل كبير، كما أنني متشوقة لمشاركة الجمهور ما لدي من أعمال جديدة ومفاجآت.

قبل إطلاق أغنيتكِ "معذورة"، روّجتِ لفكرة اعتزالكِ من خلال منشور، ما اعتبره البعض خطوة ترويجية مبتكرة للأغنية، كيف كانت ردود فعل متابعيكِ على هذا المنشور؟

حاولت أن أظهر للجمهور، أنني بصدد افتتاح مطعم، وفي الوقت نفسه أنني أغني داخل هذا المطعم الجديد، ليكتشفوا في النهاية أنها مجرد أغنية. كما أنني روجتُ لها عبر فيديوهات الطبخ، التي نشرتها قبل إصدار الأغنية، لكن الصحافة كتبت عن اعتزالي، من دون أن أصرّح بذلك.
وقد تفاجأ المتابعون، وتساءلوا عن سبب تغييري محتواي من الغناء إلى الطهو، لكنهم شعروا بسعادة كبيرة عندما اكتشفوا حقيقة الأمر، واعتبر كثيرون منهم أن هذه الخطوة كانت ذكية.

هل هناك موقف معين، قد يجعلكِ تتخذين قرار الاعتزال؟

علمتنا الحياة الكثير، ومن أبرز الدروس التي اكتسبناها من تجاربنا حتى الآن، هو أهمية عدم التسرع في اتخاذ القرارات، وعدم القلق بشأن المستقبل البعيد، لأن كثرة الأفكار والقلق ترهق الإنسان، وقد تكون هذه الأفكار غير موجودة أصلًا، وبدلًا من ذلك، ستظهر أمور جديدة غير متوقعة. لذلك، من الأفضل أن نستمتع بحاضرنا، وأن نتذكر من الماضي فقط ما هو جميل، لأن بهذه الطريقة يمكننا أن نُعطي أكثر، وأن ننجح، وأن ننجز بشكل أكبر، ونظل أقوياء مهما كانت الظروف صعبة. أطمح دائمًا إلى أن أقدم فنًا ممتعًا، وأبذل جهدي في إيصال الرسالة التي بدأت بها.

في فيديو كليباتكِ، مثلتِ أدوارًا مختلفة، منها دور الطباخة في "معذورة"، هل يمكن أن تفكري في دخول مجال التمثيل؟

دور الطباخة في فيديو كليب "معذورة" كان ممتعًا للغاية، استمتعت كثيرًا بأدائه. شعرت وكأنني ألعب لعبة، كما شعرت بالفخر بعد إبداء المخرج إعجابه بأدائي، وقد دهش من طريقتي في التمثيل، وهذا الأمر شجعني كثيرًا، وأعطاني حافزًا قويًا للاستمرار، وأعتقد أن لدي موهبة مخفية أرغب في تطويرها والعمل عليها. أما بالنسبة للتمثيل الدرامي، فإني أعتبره بعيدًا قليلاً عن مجالي، أفضل أن يكون تمثيلي في كليبات أغنياتي، أو ربما من خلال المشاركة في مسلسل غنائي، لأنني أشعر أنه يتناسب معي أكثر.

"ما في بهالدنية مجنونة إلا البتقلك لا لا"، هل كلمات أغنيتكِ "معذورة" وفكرة "الطاعة" تعكسان وجهة نظركِ الشخصية للعلاقات؟

فكرة "الطاعة" في الأغاني التي أختارها تأتي من الطرفين، فحين يكون الشخص شريككِ أو حبيبكِ أو زوجكِ، إذا كان يحترمكِ، ويتنازل من أجلكِ ويقدم لكِ الطاعة، وتشعرين بالاهتمام والاحترام منه، وبالحب وبكل شيء جميل في هذه الحياة، لا يمكنكِ إلا أن تُغني له أغنية جميلة، وتوصلي له شعوركِ الطيب. ليس خطأ أن تعترفي له، وتكوني مطيعة له. هذه هي التجربة التي عشتها في حياتي، ولهذا السبب الأغاني التي تتضمن الكثير من الغزل من فتاة لشاب، أشعر أنني أغنيها من قلبي. أحب أن يكون هناك الكثير من هذا النوع من الأغاني، إذ فيها إحساس عالٍ، وأنا أستمتع كثيرًا في إيصال مشاعري، من خلال الأغاني التي تحمل الحب والغرام.

صوتكِ الناعم يليق بالأغاني الهادئة مثل أغنية "بنتي"، ومع ذلك نجدكِ تلجأين، في الكثير من الأحيان، إلى الأغاني الجبلية السريعة. ما الذي يجذبكِ إلى هذا النمط الموسيقي؟ هل تعتبرين أن هذا النوع له شعبية أكبر؟

لم يسبق أن اخترت أغنية، إلا بعد أن كانت قد دخلت قلبي من خلال جملة أو كلمة معينة. أكيد اللحن يلعب دورًا كبيرًا، ولكن أحيانًا تكون هناك الكثير من الأغاني الجميلة، لكن اللحن قد لا يكون مميزًا بما فيه الكفاية. وكل أغنية أختارها تكون وراءها رسالة، وحتى لو كانت حزينة، أغنيها بطريقة يحبها الناس، وهذا الشيء يحفزني على المضي قدمًا، واختيار أغاني أجمل.
أحب أحيانًا الخروج عن المألوف، وتجربة أجواء جديدة، مثل أغنية "دندن". أحب أن أتحدى نفسي، وأغني لهجات أخرى، وحتى لغات أخرى، لكنني أعود دائمًا إلى هويتي الفنية، التي تم بناؤها في جو معين من الأغاني، منها "قلبي الو" و"نظر عيني" و"معذورة"، أي الأغاني السريعة، حتى يظل الناس يتذكرون هذا الجو، الذي يحبوني فيه أكثر.

حققت أغانيكِ نجاحًا كبيرًا، وحصدت ملايين المشاهدات، منها أغنية "قلبي الو"، التي وصلت إلى 200 مليون مشاهدة. ما الذي يميز أغانيكِ ويجعلها قريبة إلى قلوب المستمعين؟

ما يميز أغنياتي، ويجعلها قريبة دائمًا من قلوب المستمعين، هو الأفكار التي أبني عليها اختيارات الأغاني، لذلك، يكون اختيار الأغنية دائمًا أمرًا صعبًا، لأنها يجب أن تحمل كلمات عميقة ذات معنى، وفي نفس الوقت تكون سهلة وغير معقدة. يهمني دائمًا أن تكون كلمات الأغنية جميلة، وأن تحمل رسالة جيدة، حتى لو كان هناك فقط جملة واحدة عميقة وجديدة، وبالطبع، اللحن أيضًا له أهمية كبيرة.

هل توقعتِ الأرقام القياسية لـ"قلبي الو"، وهل تتوقعين الأرقام نفسها لـ"معذورة"؟

"قلبي الو" هي أغنية اخترتها بإحساسي العميق، ولا يمكنني أن أعرف مسبقًا أي أغنية ستحقق نجاحًا مماثلًا. بالنسبة لـ"قلبي الو"، كنت أتوقع أن تحقق أرقامًا قياسية، ولكن ليس إلى هذا الحد الذي وصلت إليه الأغنية. أعمل دائمًا بكل طاقتي لتحقيق هذه الأرقام وهذا النجاح، وأنتظر أن تحقق "معذورة" نجاحًا مشابهًا لـ"قلبي الو"، أو حتى نجاحًا أكبر.

أغنيتكِ "معذورة" هي الأولى في ألبومكِ الجديد، ما هي اللهجات التي سيتضمنها الألبوم؟

أطمح إلى أن تكون لدي أغاني خاصة بلهجات ولغات مختلفة، وما أعمل عليه حاليًا، هو ألبوم يتضمن من 4 إلى 6 أغاني، 4 منها جاهزة. اللهجات التي يضمها الألبوم هي المصرية، ميكس صعيدي وفصحى، بالإضافة إلى لهجة عراقية نحن بصدد تحضيرها. بالطبع، هناك أيضًا "قلبي الو"، "معذورة"، و"نظر عيني"، وغيرها من الأغاني التي تعكس شخصيتي.