رودريغ سليمان ممثل لبناني، وأحد أبرز الوجوه في الساحة الفنية اللبنانية، اشتهر بأدائه العميق والصادق، سواء على الشاشة الصغيرة، أو في الأعمال السينمائية والمسرحية. عرف رودريغ سليمان بتنوع أدواره في الدراما والمسرح، وكان آخر أعماله مسلسل "كسرة قلب"، الذي عُرض في عام 2023 وحقق نجاحاً كبيراً، ويستعد حالياً لعرض مسلسل "مش مهم الإسم".
وكان لموقع "الفن" هذه المقابلة مع رودريغ سليمان، والتي كشف خلالها عن دوره في مسلسل "مش مهم الإسم"، وعن رغبته في العودة إلى السباق الرمضاني، والمشاركة في المسلسلات المعربة الطويلة.
انتهيت مؤخراً من تصوير مسلسل "مش مهم الإسم"، حدّثنا عن دورك فيه، وما الذي يميّزه عن أدوارك السابقة؟
أجسد دور طبيب جراح، وهذه المرة الأولى التي أجسد فيها دور طبيب. الشخصية التي أجسدها ليست منشغلة كثيراً بمزاولة الطب كجزء رئيسي بالدور، بل يركّز الدور على تأثير حياته الشخصية والعملية على وقته وعلاقاته، خصوصاً مع ابنته الصغيرة، التي يعيش معها بمفرده. يعيش الطبيب صراعاً معقداً، إذ منع ابنته من رؤية والدتها لمدة ثلاث سنوات، معتقداً أن قراره هذا هو الأفضل لها. في ظل هذا القرار، بذل كل جهده ليكون الأب والأم معاً، رغم أن وقته كطبيب، لم يكن يسمح له دائماً بالبقاء إلى جانبها. هذا الجانب من الدور، كان مليئاً بالتحديات والجمال، لأنه يظهر كيف يمكن للأب أن يغطي دور الأم، ويهتم بأطفاله بشكل غير اعتيادي.
ما يميز هذا الدور أيضاً، هو عمق المشاهد العاطفية والنفسية، التي تتطلب أداءً تمثيلياً قوياً، ومليئاً بالتفاصيل الداخلية، خصوصاً عندما يصل الطبيب إلى لحظة المصارحة مع زوجته السابقة، قبل اتخاذ القرار بشأن عودتها إلى حياتهما معاً أو لا. العمل مع المخرجة ليال راجحة كان تجربة غنية جداً، وليست الأولى من نوعها بالنسبة لي. لقد عملنا جميعاً على التحضير للشخصيات بعمق، واستغرقت جلسات القراءة والبحث نحو شهر ونصف الشهر قبل بدء التصوير، ما ساعدنا على تقديم أداء واثق ومتكامل.
مسلسل "مش مهم الإسم" مكوّن من 15 حلقة، وسبق أن شاركت في مسلسل "كسرة قلب" المكوّن من 6 حلقات، ما رأيك بالمسلسلات القصيرة؟
أصبحت مؤخراً أميل كثيراً إلى المسلسلات القصيرة، سواء كمشاهد أو كممثل. السبب الأساسي هو أن هذه الأعمال تُقدَّم بقصص مكثّفة ومحبوكة بطريقة دقيقة للغاية، ما يرفع من مستوى الجودة الفنية. بالنسبة لي كممثل، تمنحنا المسلسلات القصيرة فرصة أفضل للعمل بعمق على الشخصية، وتحضيرها بشكل كامل، كما أن إدارة الممثل في هذه الأعمال، تأخذ حيّزاً أكبر من الإهتمام، ما يسمح لنا بالانغماس في التفاصيل الدقيقة لكل شخصية، وتقديم أداء أكثر عمقاً. وخلال التصوير أيضاً، هناك وقت أطول لاستكشاف الشخصية، والغوص في جوانبها المختلفة، لذلك، أجد أن المسلسلات القصيرة ليست فقط تجربة ممتعة، بل أيضاً فرصة لتعزيز مهاراتنا كممثلين.
جسدت دور محقق في مسلسل "كسرة قلب"، ما هي التحديات التي واجهتها في هذا الدور؟
دور المحقق في مسلسل "كسرة قلب" كان تجربة مختلفة تماماً بالنسبة لي، لأنه اعتمد بشكل كبير على التمثيل الهادئ والمضبوط، من دون أي انفعالات أو مشاعر مبالغ فيها. تطلب الدور أن أستمع أكثر من ما أتكلم، وأركز على كيفية استجواب الشخصيات أمامي، واستخراج المعلومات منها بأسلوب ذكي ومدروس. أغلب مشاهدي كانت داخل غرفة التحقيق، وهذا الأمر كان بحد ذاته تجربة مميزة، كما أن الاستجواب واستخراج المعلومات كانا جديدين بالنسبة لي كممثل.
حقق مسلسل "كسرة قلب" نجاحاً كبيراً، وأصبح أول عمل لبناني يُعرض على منصة نتفليكس، هل تتوقع أن يحقق مسلسل "مش مهم الإسم" نجاحاً مماثلاً؟
أعتقد أنه سيحقق نجاحاً كبيراً، لأن قصته عميقة جداً، ولأنه مسلسل قصير وللمنصات، والعمل مع الممثلين كان جميلاً جداً، كما أن المخرجة ليال تهتم كثيراً من الناحية التقنية. أنا متحمس لمشاهدة هذا العمل، لأكتشف الشخصية من جديد.
هل ترغب بالتمثيل في المسلسلات التركية المعربة؟
لدي رغبة كبيرة في خوض تجربة المسلسلات الطويلة المعربة، خصوصاً وأنها تجربة جديدة بالنسبة لي. التصوير لفترة طويلة لهذا النوع من الحلقات الطويلة يثير إهتمامي، وشعبية هذه المسلسلات الكبيرة تجعلني أكثر حماساً لخوضها. هذه التجربة تمنحني فرصة العمل مع ممثلين لم يسبق لي التعاون معهم، بالإضافة إلى التصوير خارج البلد، والذي يجعل الممثل يكتشف قدرته على التكيف خارج الجو العام. عُرض عليّ سابقاً عملان من هذا النوع، لكن لم أتمكن من المشاركة بهما، بسبب انشغالي بجولات مسرحية، كنت أقدمها في أوروبا على مدى العامين الماضيين.
مسلسل "الساحر" الذي عُرض في شهر رمضان 2020، كان آخر أعمالك الرمضانية، ما سبب غيابك عن السباق الرمضاني خلال السنوات الأخيرة؟
في العام الماضي، عُرض عليّ عملان لموسم رمضان، لكن لم أتمكن من المشاركة بهما، بسبب انشغالي في مدينة مونبلييه ضمن جولات عملي المسرحي، كنت أتنقل باستمرار على مدى سنتين، بين العروض المسرحية وأعمال أخرى، ما جعل من الصعب تنسيق الأوقات. رغم ذلك، أشعر بحنين كبير للعودة إلى مسلسلات رمضان، خصوصاً أن هذه الأعمال تُعرض على العديد من القنوات، والجمهور يكون بإنتظارها بشغف، لذلك، أعتبر العودة إلى مسلسلات شهر رمضان هي خطوة ضرورية، وأتمنى أن تتحقق قريباً. بالإضافة إلى ذلك، الأعمال الرمضانية في الفترة الأخيرة كانت جميلة جداً.
ما هي مشاريعك وأعمالك المقبلة؟
مضى حوالى عام ونصف العام، ونحن نعرض مسرحية "الغسق" في عدة دول أوروبية، منها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا، كما أنني منشغل حالياً بتصوير مسلسل "Ladies Night"، الذي أجسد فيه شخصية جديدة ومميزة بالنسبة لي، وأعتبر عملي هذا تحدياً ممتعاً، كما أنه من المتوقع عرض مسلسل "مش مهم الإسم" قريباً.
ما هي الرسالة التي توجهها لوطنك لبنان وللشعب اللبناني، بعد الحـ ـرب الأخيرة على لبنان؟
حفظ الله الوطن وهذا الشعب، ليس أمامنا سوى الصمود والعمل والإجتهاد، لنقدم كل ما هو جميل. يبقى الأمل حاضراً دائماً، ومهما حدث، سنبقى متمسكين به.