ظاهرة المسحراتي الموروثة عن الآباء والأجداد ما زالت مستمرة في بيروت وبعض المدن اللبنانية وهي تقليد جميل يطبع وجدان الصائمين خلال شهر رمضان المبارك.
كان المسحراتي في البداية يدق على كل الأبواب لإيقاظ النائمين وكان صاحب المنزل يتكرّم عليه بمبلغ من المال لشكره على مبادرته. لاحقاً أصبح يمر في الشوارع ويحمل طبلة وفانوس قبل ساعتين من آذان الفجر ومهمته تنبيه الصائمين الى موعد السحور قبل صلاة الفجر. ويطلق العبارات الشهيرة: "يا نايم وحّد الدايم.. يا نايم وحّد الله، قوموا على سحوركم، جايي رمضان يزوركم". تستمر جولة المسحراتي حوالي الستين دقيقة وينتظره الصائمون على الشرفات ويدعونه لتناول السحور معهم او الاستراحة قرب منازلهم.
يتميز المسحراتي بإرتداء عباءة بيضاء وقبعة خضراء ويحمل فانوساً صغيراً لينير طريقه. مهمة المسحراتي تولاها لاحقاً شباب في الكشافة في بعض شوارع بيروت رغبة منهم بإحياء تقليد رمضاني محبّب خلال الشهر المبارك وساهمت بعض البلديات بالمحافظة على التقليد بالرغم من الظروف القاسية.
بعد التمدد العمراني أصبح المسحراتي يتنقل بواسطة بسيارة وينادي عبر مكبرات الصوت والذين لا يسمعون صوته يعتمدون على الهواتف الذكية لإيقاظهم.