جناح فاخوري ممثلة لبنانية، مولودة في بيت فني، يجمع الموسيقى والتمثيل وحتى الدمى المتحركة. واكبت كبار الفنانين في منزل الأهل من جهة، وفي المسرح والسينما والتلفزيون من جهة أخرى، فجمعت في رصيدها الفني عشرات الأعمال الفنية ولعبت الأدوار المتنوعة بدءاً من الشر وصولاً إلى الخير.

العائلة

نشأت جناح فاخوري في أجواء عائلية فنية وموسيقية أعطت الموسيقى والدمى والدراما والمسرح وعالم الطفولة الكثير. فوالدها هو المؤلف الموسيقي والكاتب جوزيف فاخوري الذي وضع عدداً من البرامج في إذاعة لبنان ولمع في برامج الاطفال، وابن عمها هو الكاتب الدرامي شكري أنيس فاخوري، وشقيقها الدكتور كفاح فاخوري، المؤلف الموسيقي والاستاذ الجامعي في جامعتي الكسليك والانطونية وامين عام المجمع العربي للموسيقى الذي وضع المقدمات الموسيقية لمسلسلات كرتونية معروفة وتولى موقع مدير المعهد الموسيقي في الأردن لربع قرن.

الانطلاقة

انطلقت جناح فاخوري في التلفزيون بعمر صغير في برنامج "أبو توفيق وإم توفيق" للدمى الذي كان يبث على الهواء مباشرة. وقبل بلوغها الحادية عشرة، كان والدها يصطحبها معه إلى استديوهات الإذاعة اللبنانية ويستعين بصوتها في برامج للأطفال من كتابته. كان والدها أول من ترجم نصوص مسرح الدمى التركية والفارسية الى العربية وبدأ بعرضها على المسرح. وحث الوالد ابناءه وابنته جناح من صغرهم على أهمية الموسيقى والفنون والأدب، ومع بدايات تلفزيون لبنان في عام 1959 قرر أن يقوم بإنشاء أول مسرح للدمى المتحركة في لبنان. وبدأ العمل مع افراد عائلته على إعداد البرنامج الأسبوعي للدمى المتحركة والذي عرف في عام 1960 باسم "أم توفيق". وكان يعرض مباشرة على الهواء ويقوم كافة أفراد العائلة بتحريك الدمى..

الكبار في المنزل العائلي

في منزل العائلة كان الزوار من أعلام المسرح اللبناني أمثال شكيب خوري وأنطوان ريمي وبيرج فازليان ونبيه أبو الحسن، الذين طالما قدموا لنجاح النصائح لإجادة الأدوار التي تجسدها. كانت الأدوار المسرحية تتوالى عليها، وبالتالي تتوالى الفرص، وبدأ اسمها يكبر، لا سيما مع إطلالتها مرة من مسرح بعلبك مع صلاح تيزاني (أبو سليم)، ومرة أخرى من مسرح شوشو، فضلاً عن الأدوار في "تلفزيون لبنان".

البيت الفني الذي أعطى الموسيقى والدمى والدراما والمسرح وعالم الطفولة، جعلها فنانة، وقادها في خطى واثقة إلى المسرح والسينما والتلفزيون، فخاضت جناح كل ما كان يُطلب منها مثل الغناء والتمثيل والدوبلاج لا سيما مسلسلات الأطفال الكرتونية ومنها "السندباد"، "ريمي"، "زينة ونحول"، "كركور" و"حذاء السعادة". إلا أن التلفزيون أخذها إلى عالمه وحقق انتشارها. أما المسرح فمنحها الكثير من أدوار البطولة.

أدوار الخير والشر

بين أدوار الخير والشر اختارت نجاح الأدوار الشريرة في الكثير من المسلسلات لأن الممثل يبرز قدرته التمثيلية أكثر حين يجعل المشاهد يكرهه، وهذا دليل على نجاح الشخصية التي يجسدها كما تقول جناح. بعد عمر في مهنة التمثيل، صارت فاخوري تؤمن بأن الأدوار الصغيرة في عهدة ممثل مجتهد، ستتجاوز حجم الدور ومساحته.

الرصيد الفني

في رصيد الممثلة جناح فاخوري الفني مئات الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية. بين 40 و45 مسرحية ونحو 150 مسلسلاً تلفزيونياً و8 أفلام سينمائية، فضلاً عن أعمال الدوبلاج والأعمال الخاصة بالأطفال.

الدراما التلفزيونية

خلال ما يزيد عن 40 سنة في المهنة، قدمت جناح فاخوري جميع الأدوار. البداية كانت مع الكاتب يوسف حبشي الاشقر في مسلسل "الضيعة بألف خير" عام 1970، ثم شاركت في مسلسلات للكتّاب شكري أنيس فاخوري ومروان نجار وكلوديا مرشليان. لعبت دور الأم "ماما حياة" في مسلسل "نساء في العاصفة" عام 1997، وفي "العاصفة تهب مرتين"، ثم كانت لها أدوار في "عيلي ع فرد ميلي"، ودور "كاملة" الإقطاعية في مسلسل "ثورة الفلاحين" عام 2018، وشخصية "فدوى" القاسية في مسلسل "برداني أنا" عام 2019.

من أعمالها التلفزيونية والمسرحية والسينمائية: ابنتي، امرأة من ضياع، متر ندى، الشحرورة، وين كنتي، جذور، زفافيان (فيلم 2017)، تشيللو، بقايا حب، أبرياء ولكن، كابتن بوب، أستاذ مندور، حرّيف وظريف، رحلة العمر، البخلاء، السعد وعد، ميليا، المغامرة، الأخرس، العائلة السعيدة، رماد السنين، روبي، خطوة حب، محلولة، فرصة ثانية، هروب، حلوة وكذابي، السيدة الثانية (فيلم 2015)، ليالي شهرزاد، اسمك قلبي، الأميرة زمرد، قبقاب (مسرحية)، ناطور الحارة .

الحياة العائلية

لطالما أحبت جناح تكوين أسرة مع زوجها فارس أبو شديد الذي التقت به أثناء تمثيل مسرحية "قبقاب"، وأعربت عن حبها العميق له. تزوجا وأنجبا فراس وإيناس. أهل زوجها طلبوا منها أن تترك التمثيل، إلا أنها أصرت على إكمال مشوارها الفني.

التكريم

تم تكريم جناح فاخوري في حفل "الأم الممثلة" في مدرسة الآباء الكرمليين مجدليا – زغرتا. ثم كرّمها مهرجان "الموركس دور" عام 2010 فحصدت جائزة خاصة عبارة عن "موريكس" تكريمي لممثلة لبنانية عن مجمل مسيرتها. وفي عام 2023 تم تكريمها في مهرجان "الزمن الجميل".