يطرح مسلسل "البطل" المقرر عرضه في الموسم الرمضاني المقبل، المأخوذ عن مسرحية "زيار الملكة" للكاتب الراحل ممدوح عدوان، كتابة الليث حجو ورامي كوسا، معالجة درامية لواء اليازجي، وإخراج الليث حجو، سؤال حول فكرة "البطولة" ومفهومها، هل تكمن في فكرة التضحية أم في حماية الذات والمصالح الشخصية؟
يتحدث العمل عن قصة مدرس يضحي بنفسه كي ينقذ مراهقاً حاصرته النيران، فيصاب بشلل نصفي ويصبح على الكرسي المتحرك ويتحوّل إلى بطل يتغنّى به أهل قريته، قبل أن تتراجع مكانته لصالح ميكانيكي دراجات هوائية، استغلّ ظروف الحصار وأصبح يدير شبكة تهريب واسعة، فاكتسب نفوذاً جعله يتحكم بأهالي قريته، وصولًا إلى لحظة المواجهة بين القطبين، حيث القيمُ والأخلاق في صراع مع النفوذ والسلطة.


وعن العمل تحدث الممثل السوري محمود نصر وقال: "أننا نتكلم في هذا العمل عن مفهوم البطولة، فما هو تعريف البطل، وما الذي يجعل منه بطلاً في عيون الناس". يلفت إلى أن "مفهوم البطولة متغير بحسب المرحلة وظروف الناس الذين عاشوا مرحلة قاسية وعانوا من القهر والظلم على امتداد سنوات في بلد عاشت قسوة الحرب". ويضيف أن "النص ماخوذ عن فكرة للراحل ممدوح عدوان، فيها الكثير من الأفكار عن الفجوة بين السلطة والشعب"، مردفاً أن "الأستاذ ممدوح اعتبر أن كل منا قادر بأن يكون بطلاً في موقعه، وقد أكد تبناها المخرج الليث حجو، في أحد تعليقاته على السوشال ميديا. أقدم شخصية فرج الدشت المكانيكي، وهو رجل بسيط شهم ومحب وخدوم، يفهم في كل شيء، ويسخر كل شيء لمساعدة الناس، لكنه يتعرض لظروف تقلب المفاهيم في داخله، ويستنتج أن الحياة تحتاج إلى منطق مختلف في التفكير". يرى بأن طبيعة الشخصية مغرية لأي ممثل، ومن الجميل أن يكتشف الممثل مكامن جديدة في شخصيات لم يسبق له تقديمها".
وعن اللقاء بين فرج ويوسف، يقول نصر أن التتقاطعات والاختلافات بين الشخصيتين كثيرة، هما يعيشان في البقعة الجغرافية نفسها، ومن الطبيعي أن يحصل اللقاء، ثم يذهب أبعد من ذلك ليقول أن فرج عاش وحيداً، وكان منبوذاً من محيطه لأنه حمل وزر ماضيه وماضي أهله، وكان الأستاذ يوسف بمثابة العراب او الأب بكل صفاته كونه فاقد للأب، فكان الحنون والقاسي والناصح والعطوف". ويخلص إلى القول أن "يوسف وفرج هما وجهان لعملة واحدة"، تاركاً شرح هذه المقولة إلى الدراما ومفاجآتها.
يشيد بالتعاون للمرة الثانية مع المخرج الليث حجو، ويقول "أن ليث ليس مخرجاً فقط بل هو شريك في الأفكار والرؤية لديه واضحة، ويلفتني قيادته للممثل والمشهد الدرامي، ومدى التزامه بالعمل إلى حد يبدو وكأنه أول عمل يقدمه في حياته".

من جانبها، تثي نور علي على التعاون الممتد بينها وبين مجموعة MBC، مشيدة بالنجاحات التي حققتها مع هذه المؤسسة. وتنتقل بعدها إلى الكلام عن مسلسل "البطل"، لتصفه بالاستثنائي وتقول: " كنت مدركة لأهميته من اللحظة الأولى".
وتتوقف نور عند طبيعة العمل الذي جذبتها واقعيته كما تقول، وكونه أقرب إلى السينما، لافتة إلى ان "الحكاية تعني لي كسورية وتعني لي أن أنقلها وأن أكون جزءاً منها". وعن الدور تقول أن "أكثر ما لفتني فيها طبيعة علاقتها بوالدها الأستاذ يوسف، شعرت بأنها علاقة صحية بين الابنة والأب، لعائلة تعيش في ظرف صحي معين، ويتغير كل شيء مع الوقت".
تعتبر نور بأن "هذا العمل يشبه في طبيعته المسرح، حيث نتشارك الأفكار والتفاصيل يومياً يشكل مستمر مع المخرج الليث حجو وكأننا نقدم عملاً مسرحياً".
من جانب آخر، تتوقف نور عند علاقة مريم بالرجل في العمل، وتبدأ مع والدها يوسف الذي تصفه بأنه "بطل الحكاية، وأجمل ما فيها، ويعبر تماماً عن الشخص الطيب المتوازن"، وتبدي سعادتها للعمل مع بسام كوسا، وتقول أنه مقلق لكن حين تتعرف إليه تكتشف مدى العظمة والبساطة عنده. وقبل أن تتوقف عند العلاقة مع فرج، تشير إلى أنها قالت لمحمود نصر في أول لقاء بينهما أثناء تصوير العمل، بأنها لاحظت كيف أنسن الشخصية، إلى درجة أنه حتى حينما يخطئ أتعاطف معه، وهو بالمناسبة نجم مجتهد ومميز".

أما هيما إسماعيل فتقول أن العمل يتناول مفهوم البطل، الذي يتغير ويتبدل بحسب الظروف والأمكنة، مشيرة إلى أنها تحب تقديم شخصية الأم عادة، لكن في هذا النص لم أفهم بداية شخصيتها وإذا ما كانت قاسية أم حنونه، قوية أم ضعيفة، تسمع كلمة زوجها أم متسلطة، ثم اكتشفت أنها مزيج من كل شيء". تردف بالقول أن "الأحداث التي كانت تعيشها كانت تتأرجح بين مشاعر مختلفة عىلى امتداد الأحداث، وكانت تحتوي الجميع في المنزل وتعامل الجميع كأنهم أولادها حتى زوجها يوسف". وتضيف أن "المرأة حاولت أن توضح لزوجها يوسف أنه بطل حقيقي بنظرها وبنظر أولاده، لكن إبقى ضمن عائلتك وليس بالضرورة أن تجاهر أمام الناس بأنك البطل، فلا داعي لأن تخسر عائلتك لتثبت أنك البطل".

ويرى وسام رضا أن "البطل هو من يقوم برد فعل نبيل بطريقة لا شعورية لانقاذ من يحب ليس بشكل بطولي بالضرورة بل بشكل حقيقي". ويشير إلى أن "مجد الصالح، كان تأثره بوالده سلبياً، إذ أن يوسف الصالح هو رجل ملتزم ويريد لأهل بيته أن يمتثلوا لأفكاره، بينا مجد هو ابن عصره، ولديه مشكلة في الالتزام بحزمة الأخلاق المفروضة عليه، والضوابط في الحياة". ويعتبر أن "مجد هو شاب طبيعي، يعتبر أن كونه ابن يوسف الصالح يلعب ضده، ويمنعه أن يعيش عصره وزادت المشكلة مع انعدام الحوار مع والده، والعلاقة التي تحولت إلى صدامية".

ويعتبر خالد شباط أن "العمل يشكل وثيقة عما حصل خلال 14 سنة، وعما عشناه في تاريخ سوريا من خلال عرض حياة مجموعة من الشخوص الذين ترتبط مصائرهم، وتتناول فكرة البطل، فمن هو هذا البطل حيث أن لكل مرحلة أبطالها وناسها". ويشير إلى أن "المشروع جذبني منذ القراءة الأولى، والملفت أنك منتم إلى حكايات سيكون لها أثرها الدائم". يتوقف شباط عند قصة حب يعيشها مروان، ضمن هذه الفوضى في محيط القرية، وهو شاب يشبه كل الشباب الذين يعيشون صراعاً بين طموح السفر والرغبة في البقاء. ويشير الخط الدرامي الذي يربطه بمريم وعائلتها، فهل سيرتبط بها ويبقى في المكان أم يسعى وراء حلم السفر، لافتاً إلى أن "مروان يرى في يوسف والد مريم صورة الأب الذي لم يحظ به".

من جهتها، تتحدث نانسي خوري عن مدى إعجابها بالنص، "إذ نفتقد لمثله عندما نقرأ النصوص التي تعرض علينا، وذلك قبل أن أعرف الشخصية التي رشحت لها". وتقول أن "البطل هو حكاية بلد، والآحداث التي تحصل هي رمزية لكل شيء مرّ علينا، هو حكاية وطن حقيقي". تضيف "أننا نصنع عملاً تلفزيونياً بصيغة سينمائية اذا صح التعبير بعدسة المخرج الليث حجو". وعن شخصية سلافة التي تقدمها في العمل، تقول: "فكرت طويلاً لماذا أجسد الشخصية، أولاً اخترت أن أكون جزء من العمل، قبل أن أعرف من هي سلافة، وهي واحدة من النازحين الذين وصلوا إلى القرية، بعدما هُجرت من قريتها، ويستقبلها يوسف وعائلته في منزلهم، وتتصاعد الأحداث وتتورط مع إحدى الشخصيات الباحثة عن السفر علها تلتقي زوجها، فهل تختار البقاء أم تقرر السفر؟