"الجميلة والوحش" من أشهر القصص التي تربينا عليها، من خلال أفلام الرسوم المتحركة التي قدمتها ديزني، والروايات والمسرحيات والأعمال التلفزيونية والسينمائية.
النسخة المعاصرة للجميلة والوحش بدأت معالمها مع المؤلفة الفرنسية غابرييل سوزان دي فيلنوف، ولكن قبل ذلك كان يوجد القصص القديمة المشابهة لها مثل قصة كوبيدو والروح للكاتب اللاتيني لوكيوس أبوليوس في رواية الحمار الذهبي.

قصة الجميلة والوحش

تروي أحداث الجميلة والوحش حكاية الوحش الذي سيعود إلى هيئته البشرية حين يعرف الحب، وعندما يتحقق ذلك وينجح في كسب حب فتاة جميلة يصل إلى مراده ويعيشان سعيدين.

حقيقة مؤلمة خلف كل ذلك

قصة الجميلة والوحش حدثت بالواقع، وفي التفاصيل فإن في بلاط الملك هنري الثاني بين القرنين الـ16 والـ17، كان يوجد رجل يعاني من معاملة لا إنسانية بسبب أنه مُصاب بـ"متلازمة الذئب البشري" وكان إسمه بيتروس غونسالفوس.
وفي التفاصيل فإن هدية هنري الثاني حين توج ملكاً على فرنسا عام 1547 كان بيتروس الذي كان ملقباً برجل البرية حيث أنه جسمه ووجه يكسوهما الشعر، وعومل بيتروس على أنه مسخ، حتى قبل وصول بيتروس إلى الملك كهدية فقد ألقي القبض عليه في إحدى جزر الكناري الإسبانية وكان حينها في العاشرة من عمره، ووُضع في قفص وكان يتم اطعامه علف الحيوانات واللحم النيء.
حتى عند وصوله إلى القصر الملكي تم وضعه في السجن لأن الملك كان يريد أن يجري أبحاثاً عليه ليتأكد أنه ليس وحش، وحين تأكد الملك من ذلك وأنه مجرد طفل يعاني من تشوه خلقي، أطلق سراحه وأصدر أوامر بأنه يجب معاملة بيتروس كإنسان، وعلّمه وأطعمه طعاماً للبشر، بعدها صار لقبه الرجل النبيل الوحش.

وفاة هنري الثاني ومصير بيتروس

بعد وفاة هنري الثاني عام 1559 صارت ملكية بيتروس لزوجة الملك الملكة كاثرين دي ميديشي، وتبدل كل شيء فأرادت أن تتسلى ببيتروس وتتفاخر به أمام الملوك، فاختارت له زوجة هي كاثرين وهي ابنة أحد العاملين في الديوان الملكي، ولم تقل الملكة لكاثرين عن وضع بيتروس، بل علمت بذلك يوم الزفاف.
أُغمي على كاثرين حين اكتشفت ما ينتظرها، لكن بالطبع لا يمكن معارضة الملكة، خافت كاثرين كثيراً من بيتروس فتركها على راحتها وجلس وحيداً واكتشفت لاحقاً أنه انساناً رائعاً وأُغرمت به وأنجبا 7 أطفال جاء 4 منهم يعانون من نفس مشكلة والدهم.
الملكة لم تزوج بيتروس لأهداف إنسانية بل كانت تريد أن تهدي أطفاله للملوك، وبالفعل ارسلت بيتروس غونسالفوس وعائلته في جولةٍ إلى ملوك أوروبا، فأجريت أبحاث على العائلة للتأكد من إنسانيتهم، وانتهى بهم الأمر كممتلكات خاصة للدوق الإيطالي رانوتشيو فارنيز بعد الهجرة لإلى إيطاليا عام 1591، وبعدها تم توزيع الأطفال الذين يعانون من الحالة كهدايا على عددٍ من النبلاء، وعاملوهم على أنهم حيوانات أليفة.
الدوق الإيطالي طلب أن يتم رسم بيتروس وعائلته، وبالفعل تم ذلك وباتت لوحات هذه العائلة موجودة في المتاحف في أوروبا وتوجد صور للعائلة في المتحف الوطني للفنون في واشنطن في ألبوم بعنوان "الحشرات والحيوانات العاقلة".

وفاة بيتروس

توفي بيتروس عام 1623 حسب المؤرخين لكن لا يوجد وثائق رسمية عن لأمر حيث كان يعتبر حيواناً، حتى أنه حرم من امتيازات الوفاة بسبب ذلك، وفارقت كاثرين الحياة سنة 1623، وكانت نهاية الزوجين في مدينة كابوديمونتي الإيطالية.

بيتروس إنسان عانى من مرض نادر

اكتشف العلماء بعد أكثر من 500 عاماً على قصة بيتروس أنه كان مصاباً بمرض نادر هو "فرط نمو الشعر" وهو يحدث بسبب طفرة في خلايا جرثومية في الخلية التي تُنتج الحيوانات المنوية للرجال والبويضات للنساء، ومرتبطة بكروموسوم 5.
وبالطريقة السهلة نشرح لكم أن كل جنين يكون لديه شعر على جسمه عند الولادة ليحمي جلده من التلف بسبب مياه الرحم، وهذا الشعر يزول كون كل شعرة لها برنامج جيني لتحديد متى تسقط، لكن من يعانون من فرط نمو الشعر لديهم خلل جيني يمنع توقف نمو الشعر.