أطلق مسرح مونو مبادرة مُلهمة وإنسانية بإمتياز، حملت عنوان "الشمولية المسرحية بخمسة أيام"، أبطالها 15 شاباً وشابة، وتضمنت ورش عمل مسرحية شاملة، مهداة إلى أشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة، يعانون من إعاقات إدراكية. فكرة وحلم مديرة مسرح مونو جوزيان بولس تحققا، بفضل دعم البرنامج الأميركي IVLP، الذي قدم إلى المشاركين، خبرة فنية ومساحة للتعبير والخلق والتغلب على الذات.

الفنون المسرحية

خلال خمسة أيام، إطلع الشبان والشابات على عدة جوانب من الفنون المسرحية، منها إرتجال الغناء والأداء المسرحي والرقص، وتم تحضير ورش العمل بشكل يراعي أوضاعهم وإحتياجاتهم، والهدف تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتقييم مواهبهم وإظهار القوة الموحدة للمسرح.

لحظات مؤثرة

لكل يوم من الأيام الخمسة لحظاته المؤثرة، لاسيما مداخلات فنانين يملكون خبرة مسرحية كبيرة، منهم برونو طبال وفؤاد يمين وأنجو ريحان، الذين شاركوا الشبان والشابات خبراتهم، وزودوهم بالطاقة والإلهام. وساهمت الدورات في إكتشاف تقنيات، أدت إلى تخطي المشاركين في هذا الحدث ذواتهم.

برونو طبال، أنجو ريحان وفؤاد يمين

-مع برونو طبال رقص المشاركون وغنوا، بنشاط وحماس، وأحيا برونو فقرة عن المسرح الموسيقي، إنطلاقاً من خبرته وطاقته الإيجابية.

-أنجو ريحان قامت مع المشاركين بتمارين رياضية، وكشفت كيفية جذب الجمهور، من خلال الوقوف بثقة للفت الأنظار ونقل الأحاسيس، ما دفع المشاركين إلى التقيد بتوجيهاتها وتنفيذها بحماس.

-مع فؤاد يمين تابع المشاركون قواعد التهذيب وتقنية الإصغاء، مع التأكيد على أهمية التواصل الفعال في المسرح وبشكل عام. إنها مهارات أساسية مفيدة للعمل في المسرح، ولإقامة علاقات متينة في الحياة اليومية.

خبيرة التدريب زلفا شلحت

أشرفت على التدريبات للحفل النهائي، خبيرة التدريب والممثلة زلفا شلحت، التي كشفت كيفية تلقي المشاركين، بإحساس مرهف وبسرعة، التوجيهات وتكيفهم معها بشكل عفوي وإيجابي.

التحضير التقني والفني

شملت ورش العمل عناصر التحضير التقني والفني، منها التحكم باللفظ، والإصغاء الدقيق، وتعلم تقنيات التجميل للمسرح، فتحول كل المشاركين والمشاركات إلى نجوم متألقين، وعززت أوقات التحوّل التي إختبروها، ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالفخر.

الفن هو رافعة للشمولية

إلى جانب ورش العمل، وجهت مبادرة "الشمولية المسرحية بخمسة أيام"، رسالة واضحة مفادها أن الفن هو رافعة للشمولية، وفرصة لتبديل المفاهيم الإجتماعية. من خلال المشروع، تمكن الشبان والشابات، من إكتشاف قدراتهم، وساهموا في توعية المجتمع اللبناني، لإدراك ما هو أبعد من المظاهر.

صاحبة الفكرة جوزيان بولس

وفي ختام ورش العمل، أقيم عرض مسرحي في 18 كانون الثاني على مسرح مونو، وتألق المشاركون والمشاركات، بما إكتسبوه وإطلعوا عليه، وعلقّت صاحبة الفكرة مديرة مسرح مونو جوزيان بولس بأن "الشمولية المسرحية بخمسة أيام" هي مجرد بداية لمغامرة تحلم بتحقيقها وتنميتها، لأن الفن قادر على أن يجمع ويحوّل ويحرّر. وهي تأمل أن يصبح تقليداً، ليسمح للشباب بإظهار مواهبهم وقدراتهم.

في الختام، نتمنى من موقع الفن، أن يكون هناك المزيد من المشاهير، الذين يقومون بمباردات إنسانية، ليشعر ذوي الاحتياجات الخاصة، بأنهم مقدرون، ومن حقهم إبراز مواهبهم وتطويرها.