استطاع المايسترو اللبناني إيلي فرح، أن يفرض نفسه كعازف متميز وكقائد للفرقة السعودية "كورالا"، التي تحظى بنجاح كبير في المملكة العربية السعودية وخارجها. وعلى الرغم من صغر سنه، فهو يتولى القيادة باحتراف ومسؤولية كبيرين، ما لفت الأنظار إليه.

وكان لموقع الفن حوار مشوق مع إيلي فرح، للتحدث أكثر عن مسيرته الفنية، وعن فرقة "كورالا".

كيف اكتشفت شغفك في الموسيقى؟ وكيف عملت على تطوير مهارتك وصقل موهبتك؟

شغفي في الموسيقى بدأ منذ أن وعيت على الدنيا، فمنذ ولادتي، وأنا أسمع أمي تدندن أو تغني أو ترنم، ما جذب أذني، وكبرت مع هذا الحب، وفي عمر الـ 5 سنوات، أصبح الموسيقيون يجذبوني، فكنت أقف إلى جانبهم وإلى جانب آلاتهم، وعندها نما في داخلي الفضول لأعرف كل ما يخص الموسيقى. بدأت في عمر الـ 12 عاماً، بتعلم العزف على البيانو، وإستمريت لمدة 5 سنوات، وبعدها توقفت بسبب ظروف عديدة، وبقيت أتمرن لوحدي، قبل أن أدخل الجامعة، وقد تخصصت في التربية الموسيقية، وأيضاً بالعزف على آلة الناي، وتابعت دراستي مع الأستاذ طوني سويد، كما تلقيت دروساً في التوزيع الموسيقي والإنتاج الموسيقي والغناء الشرقي مع الدكتورة والفنانة غادة شبير.

حدثنا أكثر عن فرقة "كورالا"، من هم أعضاؤها، ومتى تم تأسيسها؟ وما هو الهدف منها، وما هي المؤهلات التي يتطلبها الإنضمام إليها؟

فرقة "كورالا" هي سعودية، أسسها الدكتور بندر عرب في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2022 في جدة، وهي تعتمد على الغناء الجماعي، وتضم مغنين شباب وشابات سعوديين، ويرافقهم عازفون موسيقيون. الهدف من "كورالا" ثقافي ترفيهي، والمحافظة على التراث الغنائي الخليجي والسعودي، وترفيه المجتمع من خلال أدائنا المميز، واختيارنا المتنوع للألوان الغنائية، منها الطرب والكلاسيكي والمصري واللبناني .. أما بالنسبة للشخص الذي يريد الإنضمام إلى فرقة "كورالا"، فيجب أن يتمتع بموهبة الغناء، وأن يكون قادراً على أن يلتزم بكل البروفات والتمارين، وضمن فريق واحد وبإنضباط، لكي نكون روحاً واحداً في الحفلات.

كيف يتم التحضير للحفلات؟ وهل تواجهون صعوبات ضمن إطار عملكم؟

بداية يتم وضع برنامج الحفلة، ويتم الأخذ بعين الإعتبار عدة معايير في اختيار الأغنيات، وبعدها نبدأ مرحلة التمارين، والتي تكون ثلاث مرات أسبوعياً في المسرح، ويكون ذلك متعباً للجميع، لأن مدة البروفا هي أربع ساعات متواصلة. لا نواجه صعوبات كبيرة، لكن في بعض الأحيان، نواجه مشاكل صغيرة مع اللهجة، في حال كانت الأغنية مختلفة عن اللهجة السعودية، ومؤخراً قدمنا أعمالا باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى الضغط بسبب التمارين الكثيرة والمكثفة، ما يسبب حالة من الإحباط لبعض الأعضاء، وهنا تخلق أهمية زرع روح الإندفاع للإستمرار.

هل يمكن أن نرى عروض فرقة "كورالا" في لبنان يوماً ما، بعد أن أحييتم حفلاً في الكويت مؤخراً؟

حفلتنا في الكويت لم تكن الأولى خارج المملكة، فسبق أن أحيينا حفلات عديدة، منها في الهند، وأتمنى إن شاء الله، أن نحيي قريباً حفلة في لبنان، على الرغم من أن في لبنان الكثير من الفرق والكورالات المحترفة، لكن فرقة "كورالا" مميزة جداً، نظراً إلى أعضائها المميزين وطبيعة غنائنا.

كيف يكون شعورك قبل الصعود إلى المسرح؟ وكيف تتحكم بالقلق أو التوتر لدى أعضاء الفرقة، بصفتك قائداً لهم؟

كل حفلة لها شعورها الخاص، وأعتقد أنه مهما كان الشخص قد إكتسب من خبرة، سيبقى هناك قلق وتوتر قبل الصعود إلى المسرح، وهذا أمر إيجابي ليقدم أفضل ما لديه وبتركيز عالٍ جداً، لكن من دون أن يتخطى الأمر الحد الطبيعي. مسؤوليتي كبيرة في عدم نقل توتري إلى أعضاء الفريق، لأن ذلك سيؤثر سلباً على المجموعة، فنحن نستمد طاقتنا من بعضنا البعض، لذلك أبقى مبتسماً وبروح إيجابية، لأن دوري أساسي في ذلك، فأهم عامل لنجاح الحفلة، هو أن تكون النفسية مرتاحة على المسرح.

هل كنت ملماً بالفن الخليجي قبل انتقالك إلى السعودية، أم أنك تعرفت عليه بعد قدومك إليها؟

قبل انضمامي إلى "كورالا"، كنت قد زرت المملكة مرتين، وقضيت أطول فترة فيها، وذلك عندما صورنا برنامج "أغنيلك" في أواخر عام 2022، وكانت الأغاني في البرنامج خليجية، لذا عندما انضممت إلى "كورالا"، كنت ملماً بالفن الخليجي، ما ساعدني كثيراً في العمل ضمن الفرقة.

عزفت في حفلات للعديد من النجوم البارزين، منهم جاهدة وهبي وذلك ضمن مهرجان الغناء بالفصحى. كيف كانت تجربتك مع هذه الفنانة القديرة؟

مشاركتي مع الفنانة جاهدة وهبي ضمن مهرجان الغناء بالفصحى، كانت من أهم الأحداث التي حصلت معي وأبرزها، منذ بداية عزفي وحتى اليوم، فهذه الحفلة لا أنساها، خصوصاً أن مسرح أبو بكر سالم، هو من أهم المسارح في المملكة العربية السعودية، والجمهور كان حاضراً بالآلاف، بالإضافة إلى غناء الفنانة جاهدة وهبي العظيمة بفنها وتاريخها، وكنت العازف الأصغر سناً معها في الفرقة، وأشكرها على ثقتها بي، وعلى تلك الفرصة، وأتمنى أن نتعامل معاً في حفلة ثانية.

شاركت في حفلات، وعزفت مع فرقة الفنان مارسيل خليفة، وتعاونت مع الفنانة أصالة، وغيرهما من الفنانين، من هو الفنان الأقرب إلى قلبك؟

على الرغم من أنني عملت وقدمت حفلات مع العديد من الفنانين، في مسيرتي المحترفة التي بدأت قبل حوالى 7 سنوات، إلا أنني تعلمت من كل فنان، وكل حفلة كانت درساً لي، وشكلت لي إضافة، وأقدّر مشاركتي معهم. حالياً فرقة "كورالا" هي الأقرب إلى قلبي وكذلك زملائي وأخوتي في هذه الفرقة، وعلاقتي بهم رائعة وهم وطني الثاني، خصوصاً أنني بعيد عن بلدي لبنان.

أخبرنا عن مشاريعك المستقبلية مع فرقة "كورالا"، وعن أعمالك بشكل منفرد.

أعتبر مسيرتي الشخصية متربطة بمسيرة "كورالا"، ونجاح "كورالا" هو نجاحي، وتطويرها هو تطويري، والتطلعات هي تطوير الفرقة، وضم عدد إضافي من الأعضاء إليها، بهدف أن تصبح الفرقة هي الأكبر في المملكة، وأتمنى أن يكون هناك توزيع موسيقي أوركسترالي خاص للفرقة. هناك مشاريع عديدة نعمل عليها، نتمنى تحقيقها بفضل الله، وبدعم دكتور بندر ومثابرة كل الأعضاء.